فضاء الرأي

استئناف العدوان الإسرائيلي بقرارٍ أمريكي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن يغادر المنطقة، قبيل ساعاتٍ قليلةٍ من انتهاء سابع أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة، حتى بدأ العدو الإسرائيلي في تمام الساعة السابعة من صبيحة يوم الجمعة، الأول من كانون الأول/ديسمبر 2023، غاراته العنيفة على كل المناطق في قطاع غزة، فقصف المدينة وكل الشمال، وأغار على المنطقة الوسطى والمخيمات، وكثف غاراته على محافظة خانيونس ومدينتها ومخيمها، ولم يستثن من غاراته الجوية وقصفه البحري محافظة رفح، أقصى جنوب القطاع، التي ادعى كاذباً أنها مناطق آمنة، ودعا جيشه المواطنين الفلسطينيين للانتقال إليها، قبل أن يقصفهم وهم على الطريق إليها، أو في المناطق التي لجأوا فيها.

وكان الناطق الرسمي باسم جيش العدو قد صرح في إيجازه الصحفي اليومي، أن الجيش استهدف مائتي موقع ومقر للمقاومة ودمرها، والحقيقة أن الجيش استهدف أكثر من مائتي بيت وبناية سكنية في مختلف مناطق القطاع، مخلفاً وراءه 180 شهيداً، وأكثر من ثلاثمائة وخمسين مصاباً، في ظل تدمير المستشفيات الممنهج، وانقطاع الكهرباء الدائم، وعدم وفرة الماء والدواء والغذاء، فضلاً عن أن الطواقم الطبية لم تنجُ من غاراته، ويوم أمس قصف سيارة إسعاف وقتل طاقمها الطبي والمصابين فيها.

الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، وألا يتجاهلها أحد، أن هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وعلى أهلنا في القدس والضفة الغربية، هو عدوانٌ أمريكي بالأدوات الإسرائيلية وبالأسلحة الأمريكية، وبالقرار الأمريكي، فبلينكن الذي زار المنطقة عشية يوم السابع من أكتوبر الفائت، وحشد معه قادة دول أوروبا وكندا وأستراليا، هو الذي أعطى الضوء الأخضر للجيش المردوع لأن يبدأ عدوانه، وهو الذي سمح للحكومة اليمينية المتطرفة لأن تنفث حقدها وسمومها على الشعب الفلسطيني، ومن بعده جاء رئيسه جو بايدن، ليعلن ساعة البدء، ويطلق صافرة العدوان، في أوسع عدوان يشهده التاريخ ضد شعبٍ أعزلٍ ومدنيين، وباستخدام أحدث الأسلحة الأمريكية التي لم تستخدم من قبل في أي مكانٍ آخر.

الحال نفسه لم يتغير، والسياسة الأمريكية نفسها لم تتبدل، حيث كانت زيارة بلينكن إيذاناً صريحاً للحكومة الإسرائيلية باستئناف العدوان، ومباشرة القتال من جديد، وكان قد شارك مجلس الحرب اجتماعهم، وكعادته نصحهم بأن تكون الضربات مركزة وحاسمة ومميتة، وأن يستخدموا في عملياتهم القنابل الذكية الجديدة، وفي الوقت نفسه حاول كاذباً أن يذر الرماد في العيون، ويخدع الأنظمة العربية والمهوسين بالإدارة الأمريكية والمؤمنين بها والمطمئنين إليها، أن الجيش الإسرائيلي سيتجنب استهداف المدنيين الفلسطينيين، وستكون عملياته العسكرية محدودة جغرافياً ومحددة زمانياً ولن تطول أو تتوسع.

لكن الوقائع على الأرض أظهرت منذ الساعات الأولى لاستئناف العدوان الإسرائيلي الأمريكي المشترك، أن الغارات عنيفة، وأنها شاملة وواسعة، وتطال مختلف المناطق، وتقصف جميع الأهداف المدنية، وأنها تتم وفق برنامجٍ جديدٍ تم الاتفاق عليه مع الإدارة الأمريكية، ويقضي هذا الاتفاق الذي يستحيل أن يمرره الفلسطينيون، أو أن تسكت عنه المقاومة، بخلق منطقة عازلة في داخل قطاع غزة، لا يسمح فيها للسكان بالدخول إليها والإقامة فيها، ليتمكن مستوطنو الغلاف من الإحساس بالطمأنينة والأمن والعودة إلى مستوطناتهم.

قد لا يجد الفلسطينيون مشكلةً في إتهام الإدارة الأمريكية، وتحميلها كامل المسؤولية عن هذا العدوان، رعايةً ودعماً، وتمويلاً وسلاحاً، فهو العدو الحقيقي الصريح الواضح، الفج الوقح، وإن بدت بعض تصريحاته رافضة للسياسات الإسرائيلية، ومنددة بها، ولكن إدانتها لا تمنع تنفيذها، ومعارضتها لا تلزم الكيان الصهيوني بها، بما يعني يقيناً أنهم شركاء في الجريمة، ويتبادلون الأدوار ويوزعون المهام.

لا يطلب الفلسطينيون من الدول العربية والإسلامية، ومن أحرار العالم ودوله الشريفة، أن يقاتلوا معهم، أو أن يزودوهم بالسلاح والعتاد، وإن كانوا يأملون إقدام الدول المعترفة بالكيان والمطبعة معه، على قطع علاقاتها الدبلوماسية معه، أو أن تهدد بقطعها إن لم تكن تستطيع بالفعل القيام بهذه الخطوة، ولكنها بالتأكيد تستطيع أن تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تحذرها من مغبة المضي في سياساتها، وأن ترفض أن يقوم مسؤولوها بإدانة المقاومة والإساءة إلى الشعب الفلسطيني من منابرها الوطنية وعواصمها السيادية، وأن تعلن رفضها التام لأي مخططاتٍ أمريكية في المنطقة، وأن تصر على دعم خيارات الشعب الفلسطيني في البقاء والصمود، والثبات على أرضهم والاستقرار في وطنهم، ولعل هذه الشعارات لا تتحقق بالكلام، بل يلزمها فعلٌ وإرادة، وعملٌ جادٌ وقرارٌ مسؤولٌ، وتهديدٌ فعليٌ واستقلاليةٌ حرةٌ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أمركم غريب سيدى الكاتب
فول على طول -

بالأمس فقط سيادتكم كتبت مقالا تحت عنوان : لا تضعوا أسلحتكم " وبشرتنا فيه بالنصر الحمساوى الالهى وأن العدو الصهيونى فشل وتكبد خسائر فادحه ..ونصحت مقاومتكم الباسله أن لا يلقوا الأسلحه اذن لماذا أنت غاضب من استئناف القتال ؟ لعل استئناف القتال يتمم لكم النصر الالهى وبالمره تبيدون الصهاينه من المنطقه وتريحونا وتريحوا العالم كله منهم ..يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

والسيد الكاتب يشرح لنا ما دار بين بلينكن وحكومة الصهاينه وكأن الكاتب كان حاضرا لللمشهد ..هل هذا معقول يا عمنا ؟ ثم أن الهدنه كانت محدده سلفا وانتهت مدتها ..هل كنت تتوقع أنها هدنه دائما وأن العدو الصهيونى - كما تصفونه - سوف ينام ويترككم بعد ذلك ؟ الطبيعى جدا وحسب المعطيات أن الحرب أو القصف الاسرائيلى سوف يتوالى عليكم ..يتبع

ملاحظه غريبه جدا
فول على طول -

السيد الكاتب لم ينسي أن يبتز الدول العربيه التى قامت بالتطبيع مع اسرائيل أن تنهى علاقتها أو تلغى التطبيع أو شئ من هذا القبيل ...يا سيدى الكاتب هل لا تعرف أن التدخل فى شئون الدول الأخرى شئ غير مرغوب فيه ؟ وهل أنتم " حماس " عندما هاجمتم العدو أخذتم مشورة أحد مثلا ؟ وهل مطلوب من الغير أن يدافع عنكم ؟ وذا كنتم بدأتم الحرب ..هل أعددتم العده لما بعد بداية الحرب ؟ المؤمن يلدغ من نفس الجحر مليون مره ولا يتعلم . رحم الله المشعوذين .

سلطة الجواسيس رديفة الاحتلال
فاروق -

‏رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت يقول :‏"قوات الأمن التابعة لمحمود عباس تعمل اليوم مع قواتنا الأمنية لمحاولة منع الإرهاب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) في الوقت الذي نقاتل فيه في غزة" هذا يعني ان هناك 70 الف بندقية فلسطينية في الضفة تحمي أمن اسرائيل

امريكا الإرهابية ضالعة في ابادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة
طارق -

ان امريكا الإرهابية ضالعة في ابادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ،،عبر تزويدها للصهاينة باحدث القنابل المدمرة للمدن والذخيرة القاتلة للبشر ، اسرائيل ربيبة الأمريكا الارهابية وشريكتها في الإجرام والارهاب ضد الاطفال والنساء والشيوخ وعموم المدنيين، وهذا ديدن امريكا مذ خلقت ، ومسؤليتها عن ابادة الشعب الاصلي لامريكا ،،

اليهود لا يعلنون عن المرتزقة الذين يموتون من اجلهم
ابرار -

الجيش الصهيوني الامريكي يدفع بالمرتزقة من كافة البلدان الاوروبيه المشاركة في مقدمة الحرب لذلك لايعلن عنهم ..‏فقط يعلن عن من هم من اصل يهودي … ‏طبيعتهم الكذب …..فجيشهم الحقيقي معروف بالجبن على مر التاريخ الم يقولوا لسيدنا موسى اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون…‏جيش بكل المعاني جبان لايستطيع المواجهه على ارض المعركة …‏والله لو كانوا يستطيعون المواجهه لحسمت المقاومة المعركه في اسبوع .. علما انهم يملكون معدات واسلحه متطوره في ارض المعركه لكنهم جبناء …اضف الى ذلك ان الحرب غير متكافئة فهم يملكون الطيران الذي يقصف ليل نهار بالمباني والاطفال والنساء …وهم يعلمون علم اليقين ان المقاومة واجهزتها واسلحتها تحت الارض ولايوجد لهم اي شيء فوق الارض … ومع ذلك يقصفون ويدّعون انهم قصفوا اهدافا عسكريه ..وعجزوا ان يجدوا نفقا حقيقيا واحد، جيش جبان …

ما معنى الهدنة؟
صالح -

ما معنى الهدنة؟ هي وقف القتال. وما معنى مؤقتة؟ اي لفترة زمنية محددة, وقد اتفقت الاطراف المتصارعة في غزة على هدنة مؤقتة وانتهت المدة وأستؤنف القتال . فاي غموض يكتنف الموضوع ويجعل الكاتب يغوص بمقالته اعماق الموأمرات والدسائس ؟

محنة عقل المسلم
فول على طول -

الشيخ ذكى يقول : ‏جيش بكل المعاني جبان لايستطيع المواجهه على ارض المعركة - علما انهم يملكون معدات واسلحه متطوره في ارض المعركه لكنهم جبناء ..انتهى الاقتباس . يبدو أن الشيخ ذكى لا ولم يقرأ التاريخ الحديث وأربع حروب دارت بين الصهاينه - كما تسمونهم - وبين أربع جيوش عربيه وليس جيش واحد والنتيجه معروفه للجميع ..الغريب أن الشيخ ذكى ربما لم يخطر على باله أن الصهاينه يملكون معدات وأسلحه متطوره الا الان ..وعجبى ؟ رحم الله المشعوذين . الحماقه أعيت من يداويها .