فضاء الرأي

تساؤلاتٌ إسرائيلية عن جدوى الجباية وحصاد الستين يوماً (1)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحاول في المقالين التاليين تسليط الضوء على الحوارات الداخلية الشعبية الإسرائيلية، التي تتناول حجم الخسائر التي منوا بها خلال الستين يوماً الماضية، وهي حوارات صريحة وواضحة، وشفافة وبسيطة، كونها تجري بين العامة، ويتناقلها المستوطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتستطيع أن تتخلص من قوانين الرقابة العسكرية التي تحاول فرض رواية أحادية الجانب، تجافي الحقيقة وتقفز على مشاعر المستوطنين وتصادر وجهات نظرهم، وتحول دون ظهورهم على الوسائل الإعلامية.

علماً أن الرأي العام الإسرائيلي في تغيرٍ مستمرٍ واضطرابٍ لافتٍ، ويشهد على ذلك استطلاعات الرأي المختلفة التي تظهر تردي سمعة الحكومة وتراجع مصداقيتها، وتراجع التأييد الشعبي للعمليات العسكرية، والدعوات المتزايدة لوقف الحرب والانشغال باستعادة الأسرى وعودتهم أحياء إلى بيوتهم.

لم يستفق الإسرائيليون بعد من هول الصدمة، وما زال أكثرهم تحت تأثير الحادثة، ولم يتمكنوا رغم مضي أكثر من ستين يوماً من استعادة وعيهم وضبط قرارهم والتحكم في سلوكهم، فقيادتهم مضطربة، ومجلسهم الحربي مختلفٌ، وجبهتهم الداخلية متصدعة، وصورتهم الخارجية مشوهةٌ، وروايتهم الرسمية مكذبة، وتحالفاتهم الدولية متذبذبة، وعلاقاتهم الرسمية مضطربة، ومكانتهم الدولية مهتزة.

ذلك أنَّ العملية التي فاجأتهم بها حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ما زالت ضاغطة، وتداعياتها مستمرة، ونتائجها كثيرة، وآثارها كبيرة، ولا يبدو أنهم سيخرجون منها قريباً، أو سيتعافون من آثارها حتماً، ولو أن بعضهم يرى أن الخروج منها مستحيل، والتخلص من نتائجها أمرٌ صعبٌ، وأنها ستبقى علامةً فارقة في تاريخ الدولة العبرية، وربما في تاريخ الشعب اليهودي، بالنظر إلى آثارها القريبة والبعيدة المدى، والنفسية والمادية، والمباشرة وغير المباشرة، فما أصابهم كان فوق التصور والخيال، وقد جاء في أوج الإحساس بالقوة ويقين التفوق وغطرسة الهيمنة والسيطرة والاستعلاء.

لهذا فإن نقاشاً عميقاً يدور بين المستوطنين الإسرائيليين حول الأثمان التي جبتها منهم المقاومة الفلسطينية، والضريبة التي أجبرتهم على دفعها، والحالة التي أوصلتهم إليها، ويبدو أنهم يتحاورون بجديةٍ ومسؤوليةٍ، فلا يخفون شيئاً مما يشعرون به، ولا يتظاهرون بالكسب في ظل الخسارة، ولا يحاولون تزيين الواقع وتزوير الوقائع، إذ أنهم يتحدثون عن أحوالهم مع بعضهم البعض، ويصفون لأنفسهم الظروف التي يعيشونها، الأمر الذي يجعل تقييمهم موضوعياً، وعرضهم منطقياً، كونه يعبر بصدقٍ عن حقيقتهم، ويبتعد فعلياً عن الرغبات والأماني الخاصة بنا.

يصف الإسرائيليون "عملية طوفان الأقصى" التي يطلقون عليها اسم "هجوم حماس على النقب الغربي"، بأنها هزة دراماتيكية عنيفة، وأنها مأساةٌ وانكسارٌ، وأنها كسرت لدى عامة الشعب الثقة والأمل، وصدعت قواعد الإيمان، وأصابت النموذج والمعتقدات، وضربت مفاهيم اليقظة والحذر، والاستطلاع والتنبؤ، وحطمت أساطير الرصد والمراقبة، وكشفت هشاشة الجاهزية والتفوق، وأظهرت الانفصام في شخصية رئيس الحكومة الذي يبدو أنه يتعاطى عقاقير منشطة، وأعضاء حكومته الذين يعيشون واقعاً آخر.

يستعظم الإسرائيليون الذين فقدوا ميزان القوة والردع، ومادت الأرض تحت أقدامهم وهددت وجودهم ومستقبل كيانهم، ما جبته المقاومة الفلسطينية منهم، فيجدون أنهم تكبدوا في ساعاتٍ قليلةٍ أكثر من 1300 قتيل، وآلاف المصابين نفسياً وجسدياً، ومنهم من لا يرتجى شفاؤه، وكثيرٌ منهم من العسكريين النظاميين والاحتياط، ومن الجنود والضباط الذين قتلوا في ثكناتهم ومهاجعهم.

ويتباكون على أكثر من ثلاثمائة أسيرٍ نقلوا إلى قطاع غزة، قتل منهم نتيجة عمليات القصف التي قام بها جيشهم أكثر من ستين أسيراً، وتم بالتفاوض استعادة أكثر من سبعين أسيراً من النساء والأطفال، ولكن بقي لدي المقاومة في أماكن سرية في قطاع غزة، أكثر من 130 أسيراً منهم، هم من كبار قادة وضباط فرقة غزة، ومعهم جنودٌ ومجنداتٌ لا يعرف مصيرهم، ولا يبدو أن عودتهم إلى عائلاتهم سهلة، ما لم تقبل الحكومة ورئيسها بدفع أثمانٍ مقابل حريتهم.

لم يتوقف مسار القتل الآخذ صعوداً وهو ما يقلق الإسرائيليين، بل بدت المعارك تشي باستمرار الخسائر البشرية النوعية، في ظل سيطرة وتحكم عناصر المقاومة الفلسطينية على الأرض وفي الميدان، وتنامي قدراتهم القتالية التي تعبر عن الثقة والثبات، إذ تجري أغلبها وجهاً لوجه، وتدور رحاها على أرض الميدان وفي مواجهة الآليات والدبابات من نقطر الصفر، الأمر الذي يعني أن سجل الجباية ما زال مفتوحاً، وحصاد القتال يغدو مع الوقت أكثر مرارةً وأشد إيلاماً كما سنرى فيما سيلي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كل هذا جميل ولكن ...؟
فول على طول -

حضرتك كل يوم تكتب لنا عن خسارة العدو الصهيونى واندحاره وتدمير مركباته وقتل جنوده واثبات وانتصار المقاومهالحمساويه الباسله وفزع اليهود او الاسرائيليين واصابتهم بالأمراض النفسيه الغير قابله للشفاء الخ الخ وكل هذا جميل ..لكن لماذا لم تكتب لنا عن أحوالكم فى غزه وما هى خسائركم فى غزه وما أصابكم فى غزه أم لا خسائر لديكم اطلاقا ولم يتم تهجير أحد ولم يتم هدم مبانى عندكم ؟ ولماذا تطالب حماس بوقف القتال ...؟ طبعا أنا لا أدافع عن اسرائيل لكن عرض الصوره بالكامل هو المقياس ويجب احترام عقولنا . أتمنى فى مقالكم القادم أن تلبى طلبى وشكرا .

الخسائر فادحة
صالح -

الخسائر الاسرائيلية فادحة ولكن الحكومة الاسرائيلية تقول لابد منها........الخسائر الغزاوية افدح ولكن حماس تقول لابد منها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

مين قال ان جيش الاوغاد جبان ؟!
جلجل -

ظليتوا يا عرب تحكوا انو الجيش الصهيوني جبان ولا يستطيع ان يدخل حرب برية في غزة هيو دخل والتعن والدي والديه ههههه ، عشان ترضوا ههههه

يا نهار اسود ،،يا سواد الحلل
سفروت -

الغارديان، ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت عن إصابة خمسة ألالاف جندي في معارك غزة هو بمثابة زلزال ضرب المجتمع الاسرائيلي اليوم.، حسب مصدر أمريكي غير رسمي قتل 3000 جندي وضابط صهيوني واصيب احد عشر الفاً بجروح خطيرة ومتوسطة ، نشوف فيكم يوم اسود زي سواد قلوبكم وسواد لباس اباءكم

صدمة في الكيان الصهيونى، من يقاتل مع اهل غزة ؟!
فاروق المصري -

غرف عمليات العدو مصدومة من بيانات الخسائر وأعداد القتلى التي تصل تباعاً من محاور القتال، ويعبّر ضباط العمليات (الصهاينة والأمريكان) عن ذلك بقولهم: إن هذا صادم وغير معهود ( تفسير مادي ، نعتقد ان السماء تقاتل مع الغزيين ) هذا العدو المدفوع بالجنون وسعار الانتقام فقد رشده، قام بزجّ قواته مرة واحدة في ثلاث جبهات شديدة الصخب، ومعروف عن تشكيلاتها الدفاعية بالصلابة والبأس (جباليا والشجاعية وخانيونس)، مما سيحمّله أثماناً فوق أثمان، ويراكم فشلاً فوق فشل.

خيارات الجندي الصهيوني الداخل لغزة ،،
طارق -

التصريح التاريخي للمقاومة : ان الخيارات المطروحة أمام الجندي الصهيوني عند دخوله قطاع غزة هي اربعة خيارات .. ‏_إما أن يسقط قتيلاً ‏_أو يقع أسيراً‏_أو يصاب بإعاقة مستديمة‏_أو ان يعود بمرض نفسي الى الأبد عاشت مقاومة غزة الباسلة

الكيان أتورط يا جدعان
سفروت -

الكيان الصهيوني في ورطه … ‏بسبب غطرسته وانتهاك الهدنه واعادت القصف على غزة ظن ان المقاومه سترفع الراية البيضاء .. ‏المقاومه قالت كلمتها انه لا هدنه إلا بعد وقف الحرب نهائيا … ‏ورطة الكيان الان مابين الاستمرار بالحرب وتحمل اعداد قتلى كبيره جدا .. ومابين الانسحاب البري تدريجيا ومابين ضغط أهالي الأسرى ومابين اليمين المتطرف مؤيدي الاستمرار بالحرب ومابين حالة الطواري المستمرة والخسائر الاقتصاديه اليوم… ‏كان هدفهم الاول القضاء على حماس والان اصبح القبض على السنوار ومحمد الضيف .. ‏اتوقع في ظل هذه الورطه ان الكيان الغاصب ينسحب بريا خلال الايام العشرة القادمه … وستخف الضربات الجويه تجنبا لقتل الاسرى … نشوف فيكم يوم اسود يا صهاينه ومتصهينين البعدا ،،

حل الدولتين هاها !!
ضفاوي غزاوي -

نتنياهو في تسجيل قديم: دولة فلسطين هي الأردن.‏هذا في بداياته السياسية.‏في 2009 وافق على الدولة، ولكن بشروطه.‏انسجاما بالطبع مع لعبة الاستدراج التي تريدها منظومة الحكم.‏حين انتهت اللعبة أسفر عن وجهه.‏رفض الدولة وتحدّث شركاؤه صراحة عن التهجير.‏هذا لمروّجي قصة "الفرص الضائعة"!

نيويورك تايمز الكيان الصهيوني عالق ،،
اسد النيل -

صحيفة الكفار هههه ، نيويورك تايمز تقول : اسرائيل عالقة في حرب لا يمكنها الفوز فيها ، ولاهي قادرة فيها على القضاء على المقاومة ،،

الخسائر لابد منها لا يوجد تحرير لوطن سبع نجوم
سفروت -

الخسائر لابد منها لا يوجد تحرير لوطن سبع نجوم ،،لابد من دفع الأثمان ارواح وممتلكات وعذابات ، الحسناء مهرها غالي ، ولابد من دفعه ، الم ساعة ولا الم كل ساعة قبل العدوان غزة كان الصهاينة قد اعتدوا عدة مرات على غزة ربما سبع او ثمان اعتداءات خلفت خمسة عشر الف شهيد والاف الجرحى والمعوقين ، وفي كل مرة يتم تدمير البنايات ، يبدو ان الصهاينة كان يرتبون لعدوان جديد على غزة استبقته المقاومة وبادرت بالقتال ،فأثخنت الصهاينة قتلا وأسرا ،، انما النصر صبر ساعة والشهداء عند ربهم يرزقون.

الكيان الى زوال كحتمية تأريخية
جلجل -

فُتحت القدس أول مرة على يد أبو عبيدة ابن الجراح‏وستُفتح مرة اخرى على يد أبو عبيدة الملثّم ، ان اسرائيل الى الزوال

متى يقتنع المتصهين بكلام اخوه الصهيوني؟!
حدوقه -

ناحوم برنياع‏ يصرح للأسف لا يوجد انتصار في الأفق. وأقوال نتنياهو عن حرب لطويلة هي بديل لانتصار غير موجود. ‏حماس خدعتنا للمرة الثانية، وتركتنا يوما نتوغل ثم فاجأتنا، على ما يبدو بقوات النخبة، جثث جنودنا في شارع النصر، وع الطرقات.يبدو أن قواتنا أمام خيارين: إما الانسحاب، أو الموت المذل ،، عقبالك يا متصهين اشوف فيكم يوم اسود كسواد حقدكم ولباس اباءكم.