فضاء الرأي

تأييداً لقتل غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية "الفيتو" ضد قرار وقف الحرب في غزة الذي صوتت عليه أغلبية أعضاء مجلس الأمن الدولي، انحيازاً صريحاً للجريمة الإسرائيلية - الأميركية المستمرة ضد شعب غزة في شهرها الثالث، كما يمثل انعطافة أميركية صريحة للموقف العنصري لإسرائيل وتعاليم التعصب الديني لمنظومة حاخامات "الحريديم" التي تغذيها بعقيدة قتل وإبادة العرب عامة وشعب فلسطين بنحو خاص.

تراجع وإنحراف أميركي خطير بعد سنوات من ادعاء واشنطن تبني مشروع السلام في الشرق الأوسط والحلول العادلة لقضية فلسطين عبر حل الدولتين، وأطروحات التسوية لوزير خارجيتها آنذاك هنري كيسنجر. فمنذ سبعينات القرن الماضي، أصبحت أميركا الراعي الدولي لمشاريع السلام بين العرب وإسرائيل، والتي توجت بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس، في خطوة شكلت صدمة سياسية ونفسية للدول العربية وشعب فلسطين، ولم يدرك العقل السياسي التقليدي للحكام العرب وقتذاك معنى أن تتفاوض وتتصالح وتطبّع وأنت قوي، إذ تنتزع من إسرائيل مكاسب تفوق قبول المصالحة والتطبيع وأنت ضعيف.

حكمة السادات استثمرها ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال عبر اتفاقية وادي عربة عام 1994، وبعد ذلك ذهبت بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع مع إسرائيل لقاء السلام وبعض الامتيازات من أميركا وإسرائيل، وكان الثمن أقلّ من الاستحقاق. وآخر سنوات الانتكاس العربي صارت بعض الأنظمة تركض مسرعة للتطبيع ونيل الرضا الأميركي - الإسرائيلي، بإستثناء موقف المملكة العربية السعودية التي وضعت للتطبيع مع إسرائيل شروطاً في غاية الأهمية للعرب وشعب فلسطين وللمملكة، كونها القوة الأقدر على فرض شروطها على إسرائيل وأميركا، لكنَّ أحداث 7 أكتوبر وحرب غزة عطلت مشروع التفاوض.

الانحياز الأميركي الدائم لإسرائيل وضد كل ما هو فلسطيني دفع بها للتمادي والقتل المطلق وإظهار المزيد من ضروب العنجهية والانتقام الجنوني وتسليب جغرافية وتاريخ وطن برعاية الأساطيل الأميركية، بينما فلسطين تكتب قصيدة موتها اليومي وتردد مع نفسها ما دوَّنه محمود درويش من حقيقة ثابتة "أمريكا هي الطاعون... والطاعون أمريكا".

خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال العدوان الهمجي الصهيوني الجاري على غزة، واتساقه مع الفكر الانتقامي للصهيوني بنيامين نتنياهو الرامي إلى محو غزة من الوجود، وإرسال حاملة الطائرات "فورد" دعماً لإسرائيل وطائرات تحمل المساعدات من أسلحة وصواريخ لإبادة الفلسطينيين، حسمت الجدل بانحياز أميركا والعديد من دول الغرب الأوروبي إلى جانب إسرائيل، من دون احترام للأنظمة العربية المطبعة، وعدم اكتراث لإرادة الدول العربية المنتجة للنفط والغاز مثل المملكة العربية السعودية والعراق وقطر والكويت والجزائر، وجميعها تحتفظ بعلاقات جيدة ومتميزة مع أميركا ودول أوروبا، لكن في حسابات الصراع، فإنَّ أميركا والغرب الأوروبي تقف إلى جانب إسرائيل ضد العرب، ولن تعترض على عدوانية إسرائيل مهما بالغت بها.

ما يحدث في غزة سيغير معادلات عديدة، سواء في علاقة الشعوب العربية بأنظمتها، أم علاقة الأنظمة بأمريكا وإسرائيل، وربما تسقط فكرة السلام والتطبيع أيضاً، كما ستطرأ تحولات سياسية جديدة، ولعل المبادرة التي أطلقتها السعودية في القمة العربية والإسلامية بالرياض في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بتشكيل وفد عربي يضم وزراء خارجية عرب بقيادة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وما حققته من نجاح على المستويين الدبلوماسي والسياسي، وتأثيرها على مواقف دول مجلس الأمن الدولي، يشكل دافعاً لتأسيس كتلة عربية دولية تحظى بتأثير دولي فاعل ومؤثر بالأحداث، تكتسب ثقلها بوجود السعودية ومصر والأردن وقطر الإمارات فيها، كتلة فاعلة في المحيط الإقليمي والحضور العالمي، تواكب ما يحدث في العالم من تكتلات سياسية واقتصادية بكونها السمة البارزة للزمن السياسي الراهن في العالم، حيث المصالح الاقتصادية والأمنية والتنموية تشغل مركز الاهتمام في تكتل الدول.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سمعني صراخ البعدا المتصهينين ،،
سفروت -

الصحف الصهيونية تتحدث عن غزة‬⁩ وكيف تحولت لجحيم لجيش الاحتلال...صحيفة معاريف بينما نسمع باستمرار خطابات "حماس تنكسر"، فإن الوضع على الأرض مختلف، خسائر في صفوف القوات.‏هآرتس: ‏الجيش يخوض معارك في ثلاثة مواقع في غزة بالتوازي، وفيها كلها المقاومة أقسى بكثير من السابق ‏(جباليا والشجاعية ‏وخانيونس)‏يديعوت أحرونوت: ‏الجيش يتفاجأ كل يوم من جديد ميدانيًا من حجم تعاظم قوّة حركة حماس ،،

تعصب عنصري
فول على طول -

يعانى البعض من انحراف فى المفاهيم ومن تعصب عنصرى ودينى لا حدود له ..ما مشكلة العراق أو الجزائر أو الدول العربيه أو الاسلاميه مع اسرائيل ؟ طبعا تجمعكم جميعا التعصب العنصرى والدينى وكراهية اليهود - والنصارى بالطبع..ولو كانت المشكله منذ بدايتها محصوره بين أصحاب الشأن - الفلسطينيين واسرائيل - كانت تم حلها من زمان ..هى مشكلة خلاف على حدود بين بلدين وهذا هو ما يجب أن تكون عليه القضيه ..واضح ؟ يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

صدام حسين مثلا كان يريد تدمير اسرائيل واطلق عدة صواريخ تجاه اسرائيل مع أنه لا تحده حدود مع اسرائيل ولا مشكله بينه وبين اسرائيل وهذا مثال توضيحى فقط والبقيه مثله . أى أن العرب والمسلمين يريدون تدمير اسرائيل ولو كنتم تملكون القوه ما تأخرتكم عن ذلك . تأكد أننى لا أدافع عن اسرائيل ولا أقول أنهم ملايكه بل أدافع عن الصدق وعن العقل الذى تم استلابه .يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

نعرف جميعاً ما فعله الدواعش في العراق مثلاً واصطفاف العالم الحر للقضاء على داعش وما فعلته حماس 7 أكتوبر هو أسوأ من داعش وبالصوت والصوره ومن على مواقع حماس أنفسهم . واسرائيل ومعها العالم الحر يحاربون دواعش حماس وليس أهل غزه ..المسئول عن قتل أهل غزه هم دواعش حماس وكفى مغالطات ..هم يختبئون تحت الأرض مثل الجرذان ويتركون أهل غزه فى العراء ..وهذا معروف لهم وللجميع قبل شن الغزوه الداعشيه التى قاموا بها ..ولو يملكون الحد الأدنى من الشجاعه ما فعلوا ذلك وخاصة أنهم يعرفون الرد الاسرائيلى مسبقا وحدث هذا عدة مرات من قبل . أو على الاقل يعلنون مسئوليتهم عن هذا التدمير الذى أصاب غزه بل يعلنون استسلامهم دون قيد أو شرط لكنهم جبناء . انتهى

انزال جوي وهروب جماعي ؟!
فاروق المصري -

يديعوت أحرنوت: لأول مرة منذ بدء الحرب اضطر الجيش لتنفيذ عملية إنزال جوي لـ7 أطنان من الوسائل القتالية والمواد التموينية للجنود في خانيونس جنوبي قطاع غزة ‏بالمناسبة انسحبت القوة وأتلفت ما أمكنها إتلافه من عتاد وخلفت وراءها ما خلفت وخرجت تجرر أذيال الهزيمة وتحمل قتلاها وجرحاها ،،

ضاعت فلوسك يا صابر ؟!
طارق -

الحرب على غزة عرت العالم الغربي على مستوى الساسة والمؤسسات واسقطت الشعارات المتشدق بها حقوق الإنسان ، إذا كان الضحايا مسلمين ، واثبتت ان كل المليارات التي انفقت على افساد الجيل الجديد ذهبت سُدى. ،،

مم راق لي
محمود -

الفرق بين أهل الكهف وأهل ‏فلسطين: * ‏إن أهل الكهف كان الكلب صاحبهم ،،، ‏أما أهل فلسطين لم يبق أحد إلا وتآمر عليهم!!!

تساؤل مشروع
فادي -

‏خلال محاكمة أدولف إيخمان النازي في القدس المحتلة سنة ١٩٦١ وذلك بعد خطفه وتهريبه من الأرجنتين قدم المدعي العام التهم الموجه إليه والتي أدت إلى إعدامه وذر رماده في البحر.‏كان مما قدمه المدعي العام من أوراق القضية قوله: إن الشعب اليهودي تعرض للمذابح والقسوة في كل البلاد على مدار التاريخ!‏محامي الدفاع عن إيخمان تساءل خلال الدفاع عنه: ما هي طبيعة هذا الشعب الذي يجد نفسه عرضة للقتل والإيذاء على مدار التاريخ وفي كل مكان!؟ ألا يوجد احتمال أن يكون هذا الشعب مسؤولا عما يلحق به، وأنه هو من يستفز الشعوب لهذا الفعل!؟‏ أصيب الحضور بالذهول من هذا الأمر.

قتل أطفال فلسطين و تحطيم ألعابهم ،حقد لا نظير له
فاروق -

الدكتور "الإنسانة" اناستاسيا ماريا لوبيز تقول في تغريدة لها : تعليقاً على مجند صهيوني مسخ ‏ دخل إلى محل العاب في غزة وقام يلهو بتكسير الألعاب ويظهر عنصريته على الفلسطينيين، علقت قائلة : ان جنود الاحتلال الإسرائيلي يكرهون الأطفال الفلسطينيين بشدة لدرجة أنهم لا يقصفونهم حتى الموت فحسب، بل يحطمون ألعابهم أيضًا من أجل المتعة!