فضاء الرأي

سأخترع لكم عدواً!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية أن تعيش من دون عدو رئيسي وأعداء متفرقين، وذلك تنفيذاً لسياسة مدروسة بعمق تخدم أهدافاً داخلية يتطلب فهمها التبحر في التاريخ الأميركي الحديث. تحاول الولايات المتحدة أن تجد عدواً دائماً ورئيسياً لها، كي تردع به الداخل الأميركي وتسيطر على مجاميع البشر الذين يعيشون بداخلها. ولكون أميركا دولة مهاجرين، يقطنها نحو 400 مليون إنسان من أعراق وألوان وأديان مختلفة، إذ هؤلاء خلاصة هجرات متتالية جماعية أو فردية قصدت تلك البلاد من أجل الحلم الأميركي، نجح بعضها وفشل بعضها الآخر فسلك سبل الإجرام، ليتشكل خليط اجتماعي هجين لا تربطه صلات ناظمة إلا سلطة القانون. لهذا، كان لا بد من أن تعيش هذه القوة العظمى تحت تهديد خارجي دائم تُشعر به مواطنيها في الداخل من أجل أن يتوحدوا أمام عدو يتربص بهم. ومتى غاب العدو الحقيقي اخترعت لنفسها عدواً.

خرجت أميركا من الحرب العالمية الثانية منتصرة، وقد انخرطت في الحرب على أراضي دول بعيدة عنها، فانتهت الحرب بدمار شامل للبنية التحتية في الدول المشاركة بالحرب، فيما خرجت هي منتصرة وببنية تحتية سليمة، فتسلمت زمام العالم، وعندذاك استشعرت الخطر الداخلي، إذ بالرغم من تحييد السكان الأصليين بالإبادة الجماعية وإقامة المعتزلات، برز خاطر ماثل قوامه كتلة بشرية غير متجانسة، فبرزت ضرورة اختراع عدو خارجي مهدد، فكان الاتحاد السوفيتي كقوة مهيمنة تريد البطش بالشعب الأميركي، ما قاد إلى ما سمي بالحرب الباردة بين الشرق والغرب. وأرادت الولايات المتحدة أن تصنع أعداء تقليديين على حواف العدو الكبير، مثل الصين الشيوعية وكوبا. وللسيطرة على مقدرات الشعوب ونفط العالم، دخلت حرب فيتنام ثم حرب أفغانسان الأولى عندما غزا الاتحاد السوفيتي ذاك البلد وأسقط ظاهر شاه، فخلقت المجاهدين الأفغان والعرب وسلحتهم، ومنهم تفرع تنظيم القاعدة لاحقاً، ثم طبقت سياسة الاحتواء المزدوج للسنة والشيعة، فكانت الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج التي قادت إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، الذي كان مدخلاً لتدمير العراق وسقوط بغداد، وصناعة الربيع العربي، وتدمير الدول العربية واحدة تلو الأخرى، ثم صناعة داعش، ولا ننسى حروب الخليج المختلفة، حتى وصلنا إلى اللحظة التي قالت بها أميركا "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها"، بمعنى أنه لو لم تكن حماس وداعش والقاعدة موجودة لأوجدناها، لرغبة أميركية دائمة في إشغال الرأي العام الداخلي بعدو خارجي.

وعندما لا تشغل أميركا ذاك الرأي العام بمهدد من الخارج، تكثر عمليات إطلاق النار الجماعي في الحفلات الراقصة والمدارس والجامعات والأماكن العامة، وتكثر الحوادث العنصرية بين السود والبيض، وتزداد محاولات قتل السود على يد الشرطة، وينعزل اللاتينيون في تجمعات سكانية فقيرة كتجمعات السود، وتسيطر الطغمة الحاكمة من التيار المسيحي المتصهين، ويزداد نفوذ اللوبيات اليهودية التي تستطيع من خلال المال والإعلام أن تسقط المرشحين الذين لا يسايرون مصالح اليهود وإسرائيل في العالم، وتقود حملات الفوز بالرئاسة الأميركية.

ما لم نفهم العقلية الأميركية، وكيف تعمل وكيف تخطط، لا يمكن لنا أن نفهم لماذا لم تحل قضية فلسطين إلى اليوم، ولماذا يزداد الجفاء بين الغرب والشرق العربي، وبين الإسلام المتسامح والغرب الذي ابتكر الإسلاموفوبيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليستعد النتنياهو للخضوع لشروط المقاومة
بدر -

اقتربت النهاية للحرب و مرحلة عض الاصابع ا‏يديعوت احرنوت .. نتياهو يرفض مقابلة أهالي الأسرى.. وأهالي الأسرى ومناصريهم يهددون بالإضراب عن الطعام…‏اذا ماتم محاولة ثالثة تحرير اي اسير وقد تم قتله فعلى الحكومة والجيش ان تعترف انه لايمكن تحرير الأسرى الا بالرجوع للتفاوض وانتهاء الحرب…الحقيقة بدأت مثل هذه الاعترافات بإشارات سياسيه…‏المقاومةً : استعلاء حكومة النتياهو وعدم المضي في الفرصة الاولى واستكمال المفاوضات قد قضى على الفرصه وليس امامها الان الا وقف الحرب والنزول لشروط المقاومة …

الكاتب يسرح بنظرية المؤامرات
صالح -

قامت امريكا بازالة اشرس نظام ديكتاتوري في العصر الحديث في العراق وارادت ان يعيش العراقيين في ظل نظام ديمقراطي يعطي للمواطن حقه في العيش الكريم اسوة باخوتهم في الخليج العربي ولكن الموكن السني قام بمهاجمة القوات الامريكية وانقلب الشيعة الذين استلموا الحكم على اليد التي اوصلتهم للحكم وبدات الصراعات الدينية بين الشيعة والسنة, الدول التي تتكون من المذهبين الشيعي والسني تلتهب بالصراعات.

العداوة مستعرة
صالح -

العداء الشيعي -السني مستعر منذ وفاة رسول الاسلام وها امامك العراق الذي انفجر به العداء الطائفي مع الاحتلال واستحل داعش المناطق السنية و جمعت القوى الشيعية قواها وتشكلت المليشيات وبمساعدة الامريكان طردت داعش ولازالت المليشيات تسيطر بالقوة على المناطق السنية, وفي لبنان هناك حزب الله الشيعي يهدد السنة وكل المكونات الاخرى ويعبث بمقدرات لبنان والحوثي في اليمن واما سوريا فالجميع يعلم الامر .

على الكاتب
صالح -

على الكاتب ان يركز على العداء المخفي والمعلن بين المكون العربي ذو الاغلبية السنية وبين ايران الفارسية الشيعية, هذا العداء المستمر لقرون طويلة وعندما تستعدي ايران دولة تدمرها والشواهد على الدول التي ذكرناه وعدائها المضمور لدول الخليج التي لولا وقوف الامريكان لجانبهم لما تورعت ايران بالاعتداء عليهم,

العكس صحيح
صالح -

امريكا تحاول تمشية مصالحها في دول العالم والاستفادة منهم لانها تملك التقنيات والقوة وبالمقابل تحاول الاستفادة من هذه الدول, الدول العربية والاسلامية تعادي امريكا لانها غير اسلامية ومن يعرف مصلحة بلاده يماشي امريكا ليستفيد منها كما تستفيد منهم ودولة الامارات وبقية دول الخليج التي يحكما ابنائها الغيورين عليها لاكبر شاهد على ذلك.

السابع من اكتوبر المجيد افشل الخطة
فاروق المصري -

خطة استيلاء الكيان الصهيونى على الضفة الغربية وقطاع غزة ‏خطة جيورا أيلاند لتصبح كل ارض فلسطين اراضي صهيونية ‏كانت معدة من سنة 2000 ‏وتم الأتفاق على تنفيذها على عدة مراحل وفق مخطط زمني وممنهج ‏لهذا السبب جن جنون الصهاينة بسبب هجوم 7 أكتوبر ‏فقد نسفت كل مخططاتهم

اصطياد حفيد الدولة التي صنعت الكيان الغاصب ،،
حدوقه -

مقتل الجنرال " اسكندر توماس" قائد كتيبة المهام الخاصة البريطانية المتخصصة في إطلاق المختطفين يوم امس في ⁧‫#غزة‬⁩ أثناء عملية انتشال جثتي مجندين اسرائيليين كانا في غزة منذ 7 أكتوبر. ‏وهذه فضيحه للجيش الصهيوني الذي صرح بانه من انتشل جثث الاسيرين ⁧‫ بالشجاعيه‬⁩ التي اذلت الجيش الذي لا يقهر ،،

لم يبق أحد في صف الصهاينة
حدوقه -

لا أحد في العالم من الشعوب الحرة يقف مع عدوان الصهاينة على شعب غزة . نشوف فيكم يوم اسود في الدنيا قبل الآخرة.

اعتراف صهيوني بالفشل الذريع على كل صعيد
ممدوح -

يعترف قادة الكيان الصهيونى المجرمون بأن معركة غزة صعبه ومركبه واليمه عليهم ، وبالتالي عدم قدرتهم على الحصول على انتصار ولو معنوي يرضي غرور جمهورهم المجرم المتعطش للدماء بل بالعكس صار هو يستقبل دماء جنوده المجرمين قتلى وجرحى مقطعي الاطراف و مصدومين يحتاجون الى علاج نفسي طويل ،،

اصطفاف الاوغاد مع الأوغاد ،،
جلجل -

من الملاحظ اصطفاف الاقليات المشرقية الغادرة والحاقدة من الكنسيين والانعزاليين والشعوبيين والملاحدة مع المجرمين الصهاينة ، من باب الحقد الكنسي والتاريخي و النفسي ضد الاسلام والمسلمين ونقول لهؤلاء أنكم مهزومون مهزمون انتم ومن تصطفون معهم والنصر والمجد لغزة والضفة وفلسطين عامة ،،