على أعتاب الانتصار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بالرغم من أنَّ الحياة السياسية متقلبة في العراق، إلا أنَّ الأحداث تتسارع بشكل يجعل الانتخابات أمراً حيوياً لا بد منه، لتصحيح المسار الديمقراطي للعراق.
تكمن أهمية هذه الانتخابات في قدرتها على تشكيل حكومات محلية تعكس إرادة الشعب، وتعزز المشاركة السلمية كوسيلة لتحقيق التغيير الإيجابي، لأنها أتت بعد انقطاع دام عشر سنوات عن آخر عملية انتخابية لمجالس المحافظات.
تُعزى ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات، لقدرتها على تحديد مستقبل البلاد بشكل ديمقراطي ومستدام، ويظهر ذلك جلياً في تجربة العراق الحديثة، حين لعب الشيعة دوراً أساسياً، كأحد المكونات الرئيسية في هذا البلد.
من جانب آخر، لا يمكن إنكار أن السيد عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة الوطني، قام بدور بارز في الحفاظ على حقوق الشيعة، وبالرغم من تحديات انتخابات 2021 ونتائجها، وما رافقها من أحداث راح تياره ضحيتها وتم إهدار أصوات كيانه، لكنه استمر في الحث على تعزيز مشاركة جمهوره في يوم الإقتراع.
من خلال تنفيذ برنامج انتخابي جماهيري في ملعب الشعب ببغداد، حضره جمع للقيادات التنظيمية لتيار الحكمة، أكد الحكيم على "أن ثورة الإعمار والخدمات، والتنمية الشاملة في المحافظات، لا تتحقق بالأمنيات والشعارات وإنما بالتكاتف والتعاون، وتكاملية الأدوار، وتوزيع المهام، وتوحيد الرؤية والموقف، وبالشعور العالي بالمسؤولية".
هكذا كان خطاب الرجل موجهاً بشكل شفاف وواضح إلى جمهوره، بعد أن ختم الخطاب بذكر غزة وصمودها بوجه الكيان المحتل، حين قال "إن الفيتو الذي أستخدمته الولايات المتحدة الأميركية، على مشروع قرار لإنهاء الحرب في غزة في مجلس الأمن، كان خطوةً مؤسفةً ومدانةً أظهرت انحياز الولايات المتحدة غير المبرر وغير المقبول لصالح إسرائيل، وتركت الشعب الفلسطيني ينزف هادراً، وستتحمل المسؤولية التاريخية عن ذلك". هذا ما حث عليه الحكيم، وعاد ليؤكد أن الأوطان لا تبنى والبلدان لا تتعمر، والشعوب لا تحيا بحرية، إلا بالمشاركة الفاعلة بيوم الانتخاب.
أظهر الحكيم التزامه بأطر الديمقراطية، وتحفيزه لجماهيره على المشاركة، ويعكس هذا النهج وإرادته في تحقيق تغيير إيجابي، ورفض محاولات تقزيم الدور الشيعي في المشهد السياسي من بعض الأطراف التي تحاول تنصيب نفسها ولية على شيعة الوسط والجنوب.
باعتبارنا اليوم على عتبة الإقتراع، فإنَّ الحكيم وأتباعه كما يبدو على عتبة النصر، وهنا يبرز دوره كشخصية تؤكد على الانتخابات ودورها في تحقيق استقرار العراق، والحفاظ على حقوق جميع المكونات، و"رد الإعتبار" ليس مجرد شعار، بل رؤية تعبر عن التزامه بتعزيز المصالح والحقوق لبناء مستقبل ديمقراطي ومزدهر.
تتجلى أهمية هذا النهج في تعزيز فهم عميق للمشاركة السلمية وتحقيق التوازن بين المكونات جميعها، ويظهر الحكيم كقائد يعتمد على العمل السياسي البناء، ويشكل نموذجاً لتحقيق التغيير الإيجابي، في إطار ديمقراطي قوي.