فضاء الرأي

من كتب كلاماً بذيئاً على الحائط يا تلاميذ؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كانت زيارتي لمدرسة الأبرار من الصدف، وتقع ما بعد نهر "شطيط" وفلكة حي النصر (شمال شرق بغداد)، وبالتحديد في حي الرشاد مقابل حي النصر. وشاهدت حجم الخراب والدمار الذي يُجبر طلاب الدراسة الابتدائية على اختباره يومياً. تخيل أنَّ أكثر الصفوف مخلعة الأبواب، وأن الشبابيك مكسرة من دون زجاج، ووسط هذا البرد القارص على الطفل أن يتحمل، فقط لأن إدارة المدرسة مشغولة بأمور أخرى بعيدة عن حماية الطفل والحفاظ على سلامته الصحية. أمَّا المقصر الأكبر فمديرية تربية العبيدي، التي لا تهتم ولا تتابع ما يجري (خلف نهر شطيط) لمناطق الرشاد وحي النصر والعماري والمعامل... إلخ، وكل ما يقع خلف منطقة نهر شطيط، وتترك الأطفال لرحمة الظروف.

الحقيقة المؤلمة لتلك المناظر البشعة في مدرسة الأبرار، هي ما دفعني للكتابة، ومحاولة تسليط الضوء على المشكلة.

أولاً: مشكلة النفايات
مع أن بناية المدرسة نموذجية وكبيرة مع ساحات واسعة، لكن الإهمال يضربها بقسوة، نتيجة عدم مبالاة الإدارة بالنظافة والتطور، فتجد المساحات الفارغة قرب الشبابيك تحولت إلى تلال من النفايات، مع أنها يمكن أن تصبح جنة خضراء عبر زراعتها، ويمكن تشجيع الطلاب ضمن أنشطة جميلة، مثلاً من يزرع وردة أو فسيل شجرة يكون الطالب المميز، أو بإعطاء درجات لتلك الأنشطة، مع وضع سلات كبيرة الحجم للنفايات في مختلف أركان المدرسة، وتعويد الاطفال على رمي النفايات في الأماكن المخصصة لها، وهذه تربية وهي المطلب الأساس من المدرسة أن تعلمه للأطفال.

إنها ليست قضية مستحيلة، ولا تحتاج لتكاليف باهظة، ولا إلى كادر متخصص. الأمر بسيط جداً: تحتاج فقط إلى وعي واهتمام بالنظافة، وعلى مديرية تربية العبيدي أن تترك الكسل والخمول، وأن تتابع المدارس وتشدد على قضية النظافة وألا يتم عزل الإدارات.

ثانياً: الحمامات المشكلة الأزلية
لا يمكن أن تتصور شكل ما يسمى بحمامات أو مراحيض الطلاب، مجرد خربة لا تصلح للاستخدام الآدمي. لا أعرف لماذا (مديرية تربية العبيدي) تهمل موضوع حمامات المدارس! خصوصا في مناطق حي النصر والرشاد والعماري والمعامل، فكلها تعاني من هذه المشكلة الأزلية. تخيل معي عزيزي القارئ في إحدى السنوات السابقة، كانت إحدى المدارس تفتقر إلى حمامات للطلاب! وكان الطلاب يلجئون للجيران، مع صمت المديرية! إنَّ مدرسة الأبرار شاهد على حجم الإهمال الشديد بحق الطفولة، وكيف يتعلم الطفل النظافة، وهم يعيشون في مكان قذر جداً، و جزافاً نسميه مدرسة.

يجب على الوزارة الإسراع في متابعة أعمال المديريات، وخصوصاً حول موضوع حمامات الطلاب، وتشديد العقوبات بحق مدراء المديريات والمدارس الفاشلين في توفير حمامات جيدة للطلاب.

ثالثاً: صبغ الحيطان ضرورة
في مدرسة الأبرار لاحظت شيئاً مقززاً وغير حضاري وهو أنَّ حيطان الصفوف مليئة بالكتابات القبيحة والكلام البذيئ، لا أعلم لماذا تسكت ادارة مدرسة الابرار عن هذا الشكل المزري للمدرسة، وكيف يتربى الطفل وفي كل مكان يرى ويقرا كلمات الشتائم الفحش، ولماذا تكون الصفوف بهذا القبح مع ان المعالجة لا تكلف الكثير.

وعلى مديرية العبيدي ان تنهض وتترك الكسل والنوم الطويل، وتجري عملية صيانة لمدار خلف نهر شطيط، لان الوضع مزري وفي رقبة مديرية تربية العبيدي.

رابعاً: المسؤولية على من تقع؟
1 - على مديرية الرصافة الثانية أن تشكل لجان تحقيقية بشأن كسل وخمول مديرية تربية العبيدي التي أهملت مدارس من حي النصر إلى منطقة المعامل، والتي تعيش أوضاعاً لا تطاق، ولا تشكل بيئة مناسبة للدراسة والتعليم.

2 - على وزارة التعليم العالي تشكيل لجان تفتيش على مدارس أطراف بغداد ومعاقبة المديريات التي أهملت المدارس التابعة لها، لأن التقصير الحالي سبب خمول الوزارة عن متابعة المديريات.

3 - على الكتاب والإعلاميين والقنوات الفضائية والمواقع الإعلامية الكتابة والنشر والضغط حتى تصحو إدارات المدارس ومديريات التربية للنهوض بدورها وإرجاع الحق المسلوب للطلاب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف