كتَّاب إيلاف

قراءة أولية لموافقة البرلمان التركي على انضمام السويد إلى الناتو

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصافح رئيس وزراء السويد أولف كريستيرسون وبينهما الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في فيلنيوس منتصف 2023
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تخالف موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف الناتو التوقعات إطلاقاَ، ولم تأتِ بجديد مفاجئ، خصوصاً بعد التنازلات السويدية والوعود الأميركية بتنفيذ مطالب تركيا، منها:

1 ـ موافقة واشنطن على طلب تركيا الحصول على طائرات مقاتلة من طراز إف 16 ومعدَات تحديث لمقاتلاتها القديمة من الطراز ذاته بقيمة 20 مليار دولار.

‎2 ـ دعم السويد جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

3 ـ موافقة السويد على رفع حظر الأسلحة إلى تركيا واتخاذ إجراءات صارمة ضد أعضاء في الحزب العمال الكوردستاني (راجع نتائج اجتماع حلف الناتو بمدريد 2022).

4 ـ سماح السويد بتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية والمنتجات المتعلقة بمجال الإلكترونيات والتكنولوجيا إلى تركيا.

5 ـ موافقة السويد على مشروع جديد لمكافحة الارهاب.

6 ـ إنَّ الجانب التركي، وبالتوافق والتفاهم مع الجانب الأميركي الذي لا يريد أن يخسر أنقرة كحليف في حلف شمال الأطلسي، وهذا الأمر تعلمه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) جيداً، وعليه، يُجبر الأخيرة على التوصل إلى اتّفاق مع النظام السوري قبل الانسحاب الأميركي المحتمل من سوريا حسب كل التوقعات والمؤشرات.

7 ـ اتفاق أمني تركي ـ سوري في المرحلة الراهنة، وكخطوة أولى، وبإشراف من واشنطن، وضمن شروط ستكون مستندة إلى "اتفاقية أضنة الأمنية" التي وقعتها تركيا وسوريا في مدينة أضنة التركية في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1998. هذه الاتفاقية التي أجبر نظام حافظ الأسد على توقيعها بوساطة مصرية، والتزم بموجبها بإبعاد الزعيم الكوردي عبدالله أوجلان وكوادر حزب العمال الكوردستاني من سوريا، وعدم السماح لهم بدخول البلد، إضافة إلى اعتقال العديد من أعضاء وكوادر حزب العمال الكوردستاني في سوريا وإحالتهم إلى المحكمة، بعد أن قام النظام السوري بإعداد اللوائح المتعلقة بأسمائهم، وقدّمت هذه اللوائح إلى الجانب التركي، كما منعت سوريا مزاولة أي نشاط ينطلق من أراضيها بهدف الإضرار بإمن وسلامة واستقرار تركيا وحظرت توريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكوردستاني على أراضيها، فضلاًْ عن عدم السماح بإنشاء مخيمات أو مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى أو ممارسة أنشطة تجارية على أراضيها، وعدم السماح أيضاً لأعضاء حزب العمال الكوردستاني باستخدام الأراضي السورية للعبور إلى دول ثالثة، ووجهت سلطاتها وقواتها على النقاط الحدودية بتنفيذ هذه الإجراءات.

ويرى مراقبون أن تركيا وسوريا تتفقان تماماً على رفض الإقرار بمطالب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتعلق بالإدارة الذاتية واللامركزية والاعتراف الرسمي بالهيكلية القائمة لأسباب معروفة لا داعي لذكرها.

أخيراً، إنَّ موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي أكدت مجدداً أننا نعيش عالماً بلا مبادئ أخلاقية رادعة، تغلب فيه المصالح على القيم ومبادئ حقوق الإنسان، وعلى حساب مصير ومستقبل الشعوب المظلومة.

على أية حال الأيام والأسابيع والشهور القادمة ستوضح ما خفي من اتفاق أميركي - تركي - سويدي، وتضع الجميع في ضوء الحقائق!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صدقت
أحمد -

اتفق مع الكاتب القدير واكرر مقولة محمد ضياء الحق عندما قال: من يتعامل مع أمريكا كالذي يتعامل مع الفحم، لا يجني إلا سواد الوجه واليدين..! شكرا لإيلاف وللكاتب شه مال عادل سليم

المصالح اولاً
نشميل احسان -

نعم المصالح اولاً، هكذا تعمل كل الدول، وتضع مصالحها فوق كل الاعتبارات. ولهذا كانت الشعوب ولا تزال ضحية المصالح الدول الكبرى وأطماعها التوسعية، احسنت استاذنا الكبير شه مال عادل سليم، ابن ولايتي.

عجيب وغريب
شوكت -

تركيا على رأس البلدان الديكتاتورية بحسب تصنيف مؤسسة "بيرتليسمان" الألمانية، والأعجب دولة مثل تركيا تقرر حسب مصلحتها لانضمام مملكة السويد إلى الناتو ، معادلة عجيلة وغريبة .

أهون الشرين
هشام برخودان -

ان تحالف الكرد مع النظام السوري هو أهون الشرين، فبالنسبة للكردي فإن الشر الأسدي أقل ضرراً من الشر التركي. والسؤال المطروح هو: هل يمكن يتعاون الطرفان (الكرد والنظام السوري) ضد فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا؟ خاصة وأن لدى الطرفين لديهما ما يكفي من المشاكل مع هذه المعارضة تكفي لتوحيد جهودهما سوياً.

دعم الحركات الانفصالية
فؤاد حديد -

الدول الغربية الديمقراطية لا تسمح في بلدانها بأي حركات انفصالية تحمل السلاح ضد الدولة ولا حتى مظاهرة تخرج عن هدفها، فتقمعها، ولكنها تدعم حركات وتنظيمات تسعى بالعنف والإرهاب بالانفصال عن الوطن، فيدعمون الحركات الانفصالية الإرهابية في تركيا وسوريا. الجيش الامريكي الذي يدعم الحركات الانفصالية في المشرق، جاهز لقمع اي حركة انفصال مسلحة ضد الاتحاد الامريكي وكذلك كندا وبريطانيا وفرنسا.