فضاء الرأي

الشاه ومصير النظام الإيراني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا نسعى إلى بيان کيفية دخول النظام الإيراني في الحرب الدموية الدائرة في غزة أو انغماسه فيها، لکن لا يعترينا أدنى شك في تورطه بها، وفي أنه يواجه مأزقاً لم يسبق أن واجهه من قبل عند إثارة أحد وکلائه في المنطقة حرباً أو مواجهة. وبالقطع، تدل الحالة في خطها العام على أن النظام في مأزق، ولم يعد أمامه من خيار يحدد کيفية الخروج منه.

التصور الذي بنى عليه قادة النظام وخبراؤه ومنظروه حساباتهم في تشرين الأول (أكتوبر) أنَّ الحرب تشكل لحظة مؤاتية للنظام وتصب في مصلحته في مرحلة حساسة وحرجة (کما وصفها قادة النظام وخبراؤه في بداية الحرب). لقد اعتقد هؤلاء أن الحرب حبل نجاة قد مد إليهم من السماء. لکن، وبعد الصعوبات التي يواجهها الوكلاء والضربات الموجعة التي تسدد إليهم، صار هؤلاء يتراجعون عن التصورات المفرطة في تفاٶلها التي أطلقوها جذلين في البداية، بل وبدأت تسود أجواء ضبابية بل وتشاٶمية في أوساط النظام المختلفة، نجد أنها تتفق تماماً مع المثل الشعبي المصري القائل: "دخول الحمام مش زي خروجه"!

لم تسر الأوضاع الداخلية في عموم إيران بالطريقة التي كان يتصور النظام حدوثها بعد اندلاع حرب غزة، معتقداً أن الجبهة الداخلية ستهدأ، لتسير الأمور في صالحه. والأنکى من ذلك أن النشاطات الاحتجاجية والعمليات التي تنفذها الخلايا الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق قد ازدادت أکثر من السابق، وصارت تطول أهدافاً أمنية وعسکرية وقضائية حساسة، في وقت تشير الدراسات والبحوث الصادرة عن خبراء النظام ومراکزه إلى أن الأوضاع مقلقة، وقابلة للانفجار، ما لم يکن ثمة معالجة جادة للأوضاع المختلفة، لا سيما الاقتصادية والمعيشية، في وقت يبدو واضحاً أنَّ أيّ تحسين لمثل هذه الأوضاع ليس صعباً فحسب، بل في حکم المستحيل!

لم يتورط النظام الإيراني عبثاً ومن دون طائل في الحرب الدائرة في غزة، وإنما وجد نفسه مضطراً إلى ذلك، إنقاذاً لأوضاعه الداخلية، وامتداداته الاقليمية والدولية، خصوصاً بعدما شعر أن تلك الأمور سائرة به نحو منعطف سيفضي به إلى اللحاق بسلفه نظام الشاه، لا سيما أنَّ کل الظروف والأجواء الداخلية والخارجية مناسبة لذلك!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف