فضاء الرأي

هذا ما يريده الإيرانيون

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أربعة عقود ونصف من المواجهة بين الحقيقة الداعية إلى صيانة الوطن وحقوق الشعب التي يمثلها مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية والتيارات الوطنية الأخرى، والإدعاء اللاهث وراء السلطة وامتيازاتها مهما كانت الوسائل، ويُمثل هذا الإدعاء الملالي الحاكمين في إيران منذ استيلائهم على ثورة عام 1979، ثورة الشعب بكل فئاته ومكوناته، التي أطاحت بالشاه من أجل الحرية والديمقراطية والإستقلال.

خلال الأربعة عقود الماضية، شهدت العلاقة بين المنظمة والملالي العديد من المواجهات على أرض الشارع وفي السجون وعلى جبهات القتال وفي الأروقة السياسية والإعلامية القانونية الدولية، وتسعى المنظمة إلى أن يكون الإسلام عقيدة مُصانة مُكرمة تكون قيمها وأخلاقها ركيزة للسلوك السياسي النزيه ولسلطة عادلة تكرم الإنسان وتصون حقوقه وجميع الحقوق العامة والخاصة، وتحترم الجميع في إطار نظام ديمقراطي عادل وتحت مظلة المواطنة التي تعرف الإنسان كإنسان مواطن متساوٍ في الحقوق والواجبات مع الآخر، بغض النظر عن عرقه ودينه ومذهبه ولونه وجنسه ومنطقته...، فيما يرى الملالي في الإسلام أنه وسيلة من أجل السلطة، وأن الخطاب المذهبي وسيلة تعبوية من أجل بقاء النظام. وبدعم من الغرب، تم تحريف مسار ثورة 1979 الوطنية عن مسارها، واستولى الملالي على الحكم كمكلفين خلفاء للشاه، واستمر كلٌ على طريقه: الملالي على طريق السلطة حتى لو كان ذلك على حساب الدين، واستمرت منظمة مجاهدي خلق على طريق الشعب بالتضحية والإيثار دون الإضرار بالدين ماضية نحو تحقيق الحرية والديمقراطية.

الملالي في أربعة عقود ونصف
على مدى العقود الأربعة والنصف الماضية، لم يسع الملالي في إيران إلى تحقيق مطالب الشعب الإيراني بالحرية والديمقراطية والازدهار الاقتصادي، وإيران اليوم واحدة من أكثر الدول قمعاً وانتهاكاً لحقوق الإنسان في العالم، وعلى صعيد الاقتصاد من أكبر الأنظمة فساداً وتضخماً وعجزاً، بالرغم من الموارد الطبيعية الهائلة والمتنوعة، وتزداد معاناة الشعب الإيراني من البطالة المرتفعة وغلاء المعيشة وارتفاع معدلات الفقر، وفي المقابل يتيح نظام الملالي لأفراده جني وتضخيم ثرواتهم على حساب المال العام، ويستخدمون موارد الدولة في تمتين قواعد الفساد السياسي والقضائي والإداري للحفاظ على حكمهم.

تعاني المرأة في إيران من قيود صارمة على الحرية الشخصية، وتعتبر حقوق الإنسان وحرية التعبير في سياقها الطبيعي أموراً محظورة، وبالرغم من مظاهر الاحتجاج والمقاومة التي تظهر من حين إلى آخر، إلا أنَّ الملالي متمسكون بسلطتهم ونهجهم، ولا يكترثون بمطالب الشعب، ولا زالت ممارسات العنف والقمع والإعدامات والقتل والأحكام الجائرة وسيلة النظام للبقاء في الحكم، وخطاب الخديعة والاحتيال هو ذاته ولا خطاب غيره.

ماذا أرادت منظمة مجاهدي خلق من خميني بعد إسقاط دكتاتورية الشاه؟
كانت رؤية منظمة مجاهدي خلق تقتضي إقامة جمهورية ديمقراطية كما أسلفنا بعد إسقاط دكتاتورية الشاه، في إطار تعددي يسمح للجميع بالمشاركة في الحياة السياسية (التي وعد بها خميني أيضاً) لكنه أخلف وعده وخلاف الوعد صفة من صفات المنافق، وأقام خميني نظاماً ديكتاتورياً قمعياً، واتجه نحو تصفية خصومه، ومنهم منظمة مجاهدي خلق التي أفتى بإبادتها كونها تهدد وجوده السياسي وتفضح حقيقة تعاطي ملالي السلطة باسم الدين، وبالنتيجة دخلت منظمة مجاهدي خلق في صراع ومواجهات ضارية مع مشروع خميني وجنوده، وقد بلغ هذا الصراع أشده اليوم بين المنظمة ونظام خميني.

ماذا يريد نظام الملالي اليوم من منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية؟
أخذ الصراع اليوم بين نظام الملالي والمقاومة الإيرانية ومنظمتها المحورية منظمة مجاهدي خلق شكلاً جديداً من خلال العمل الداخلي المقاوم والحراك السياسي والدبلوماسي في الخارج بمشروع سياسي ناضج يلبي طموح الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ويتماشى مع القوانين الدولية، وهو مشروع المواد العشر للسيدة مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية، الأمر الذي يُقلِق نظام الملالي، الذي يسعى منذ يومه الأول إلى القضاء التام على منظمة مجاهدي خلق، ويرى اليوم في المقاومة الإيرانية كابوسه الذي يهدد وجوده، ولا بد من التخلص منه ليستمر في السلطة، كما يطالب الملالي الغرب، كما طالب العراق من قبل، بتسليم أعضاء المقاومة الإيرانية وإخضاعها لشرعيتها بالاعتراف بشرعيته، وبالطبع لن تستجيب منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية لمطالب هذا النظام الدكتاتوري مهما كلفها الأمر، ولن تتخلى عن تحقيق مطالب الشعب الإيراني.

ما الذي يريده الشعب الإيراني اليوم ويسعى إلى تحقيقه؟
لا يريد الشعب الإيراني اليوم سوى إسقاط نظام الملالي واستعادة ثورته المسلوبة، وإقرار مبادئ حريته والعيش بكرامة، وهو الأمر الذي تسعى إليه المقاومة، وأعلنته في مشروع أمام العالم أجمع؛ ولقد أجمع كل الإيرانيِّين على إسقاط النظام وتغيير واقعهم بما يقضي على الفقر والبطالة والعنصرية، ويحترم حقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات. وتشهد الانتفاضات والاحتجاجات على أرضية الشارع والأنشطة على مواقع التواصل الاجتماعي على مطالب الشعب الإيراني وسعيه لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية... والمطلوب من العالم الكف عن مسايرة نظام الملالي، والتغاضي عن جرائمه... فهل سنساعد الشعب الإيراني في سحق رأس الأفعى في إيران؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف