فضاء الرأي

ماذا يريد عبداللهيان من لقائه بفصائل فلسطينية في دمشق؟

وزير خارجية النظام الإيراني حسين أمير عبداللهيان
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خلال زيارته دمشق مؤخراً، التقى وزير خارجية النظام الإيراني حسين أمير عبداللهيان عدداً من فصائل المقاومة الفلسطينية، وأعطى الملالي ووزيرهم هذا اهتماماً بالغاً باللقاء الذي حظي بتغطية واسعة. والسؤال، هنا، ماذا يهدف عبداللهيان من هذا اللقاء؟ هل يسعى إلى تعزيز تحالفات نظامه مع تلك الفصائل، وهي معززة وقائمة منذ زمن بعيد... أم يتطلع إلى توحيدها وتقويتها، وذلك غير مرجح لأنه من فتت وحدة الصف الفلسطيني، ولا يخدمه أن يكون هذا الأخير قوياً، إنما تخدمه قوة بعض الأطراف أو الجبهات في مواجهة منظمة التحرير. هل يهدف إذاً إلى التأكيد على وقوف نظامه إلى جانب الفصائل؟ بالطبع لا، فهو يقود تلك الفصائل ويوجهها، ولا تستطيع الخروج عن عصمته، خصوصاً في سوريا ولبنان، فتلك الفصائل أسيرة الموقف السياسي والأمني في سوريا في ظل نظام بشار الأسد، وفي لبنان تحت تأثير حزب الله، حيث يتم ترويض تلك الفصائل بطرق عدة، وكذلك يتم استخدامها كما تقتضي الضرورة، والضرورة تقتضي اليوم أن تُصغي تلك الفصائل إلى ما يمليه عليها نظام الملالي، خصوصاً في هذا التوقيت وهذه الظروف السياسية القاسية التي يمر بها نظاما الأسد والملالي بسبب الرفض الشعبي المتأجج في كلا البلدين.

الرسائل التي يريد أن يوصلها نظام الملالي من اللقاء
أرسل نظام الملالي من خلال لقاء عبداللهيان بفصائل فلسطينية في دمشق رسائل عديدة، من بينها التأكيد على أنه اللاعب الأكبر في مسار القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يتناقض مع تصريحاته وكبار رؤوس نظامه... هذا بالإضافة إلى تسويق شعارات الملالي على شريحة من الانفعاليين في مجتمعاتنا، تلك الشريحة التي لم تدرك الحقائق وستستغرق ردحاً من الزمن كي تدرك، فضلاً عن أنَّ الزيارة واللقاء مع تلك الفصائل يؤكِّدان على دعم حكومة الأسد ومبدأ الشراكة معها، فلقاء وزير وزير خارجية الملالي مع تلك الفصائل على أرض سوريا يدل أن كلا النظامين يمثلان رؤية واحدة ويمتثلان لتوجه واحد؛ عدا عن انتهاج الطرفين نهجاً واحداً معادياً للسلطة الفلسطينية.

ما الجدوى من مفاوضات نظام ولاية الفقيه بعد دمار غزة وتشريد أهلها وتجويعهم؟
لا جدوى من مفاوضات يباركها نظام ولاية الفقيه مع أي طرف بعد دمار غزة وتشريد أهلها وتجويعهم، سوى أنَّ هذه المفاوضات تتوقف على الأهداف المرحلية لنظام ولاية الفقيه، وتعزيز نفوذه في المنطقة، والخروج من مأزقه الحالي في إيران. ومن ضحى بأهالي غزة في هذا الجحيم، لن يكترث بتحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة أو الضفة، وهو يسعى بالتأكيد إلى تحقيق مكاسب سياسية على حساب الفلسطينيين. ومن بين المخاطر والمخاوف المرتبطة بهذه المفاوضات أن يستغل نظام ولاية الفقيه المفاوضات لتعزيز نفوذه في المنطقة من دون تقديم أي تنازلات حقيقية للفلسطينيين، وقد تُستخدم المفاوضات كذريعة لتأجيل حلول عادلة للقضية الفلسطينية. ومن مصلحة الملالي وأعداء الشعب الفلسطيني إدامة الإنقسامات بين الفلسطينيين وإضعاف موقفهم التفاوضي.

نظام الملالي سيكرر عاجلاً أم آجلاً ما حدث من نكبة في ترسيم حدود لبنان البحرية في مفاوضات غزة
لا يؤمن بنظام الملالي ويستسلم لإرادته سوى أولئك المرهونين بسياسته ونهجه، سواء عقائدياً أو بدافع التبعية والتمويل، ويعلمون أنه لا وجود لهم إلا بوجود هذا النظام، وبالتالي هم أحرص الناس على بقائه واستمراره. وفي المقابل، يستخدمهم نظام الملالي كأدوات ويسعى إلى استغلالهم في أي مفاوضات تتعلق بالكيان المحتل في فلسطين كوسائل للمساومة، والملالي غير معنيين ولا مهتمين بقيام دولة فلسطينية مستقلة، لأسباب طائفية، وقد يعنيهم كيان سياسي مستقل في غزة يكون تابعاً لهم، ولذلك يسعون إلى تأخير أي حلول عادلة للقضية الفلسطينية، وقد يتكرر سيناريو المفاوضات الفاشلة التي جرت في ترسيم الحدود البحرية والتي لم تكن بنفع لبنان، وباركها حزب الله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف