فضاء الرأي

الإبادة الجماعية العلنية ومحاسبة الاحتلال

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة من أكبر الجرائم في العصر الحديث، ونضوج المسار القانوني والفهم الدولي لما يعانيه شعبنا ساهم بشكل كبير في الذهاب إلى محكمة العدل الدولية لمحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها، وقد وصلت محكمة العدل الدولية إلى نتائج مهمة للقيام بعدد من التدابير التي تؤكد أن دولة الاحتلال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية، والتدابير ملزمة لكل الدول الأعضاء في اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وتوازي أو تفوق أهمية مجلس الأمن الدولي.

لا بد من استمرار العمل بشكل واسع النطاق وتنسيق المواقف مع مختلف المنظمات الدولية من أجل استمرار محاكمة الاحتلال على جرائمه والوصول إلى عمل تراكمي قانوني وحث دول العالم على مساءلة الاحتلال واتخاذ خطوات مباشرة لمحاسبته واتخاذ خطوات دبلوماسية واقتصادية تجاه دولة الاحتلال، ومنها التوقف عن تقديم المساعدات لها وخاصة المالية والعسكرية.

ما من شك في أنَّ محكمة العدل الدولية توجه البوصلة بشكل صحيح، وتؤكد على أهمية تطبيق القانون، وهذا مسار مهم إلى جانب المسارات الدبلوماسية الأخرى، وخاصة أنَّ اتفاقية منع الإبادة هي الاتفاقية الوحيدة التي لم تضع عليها دولة الاحتلال أي تحفظات مطلقاً، وتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية مهم للغاية، والمجتمع الدولي بات مقتنعاً بعدالة القضيَّة الفلسطينية، مما يدل على مكانتها وأهميتها السياسية على المستوى الدولي، وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري التي يتعرض شعبنا لها منذ عشرات السنين لا يمكن أن تستمر أو تمر دون عقاب.

وفي ظل ضعف الموقف الدولي الرسمي، وعدم قدرة الأمم المتحدة على اتخاذ موقف واضح من إنهاء حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ضمن المنظومة الدولية، لا بد من مضاعفة العمل وأهمية التوجه إلى القضاء الدولي كون المسؤولية القانونية تقتضي منع ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وواجب دول العالم مقاطعة دولة الاحتلال اقتصادياً ودبلوماسياً.

ما قامت به جمهورية جنوب أفريقيا يشكل خطوة مهمة على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي، وليس عابراً بل خطوة استراتيجية يجب البناء عليها، ولديها الفرصة عالمياً للمساهمة في خلق منظمات ومبادئ قانونية في ظل شريعة الغاب الموجودة حالياً في العالم.

ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية علنية، ودعوات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الصريحة إلى تهجير الفلسطينيين قسرياً، وحرمانهم من أدنى مقومات الحياة، دليل على ذلك، ولا بد من استغلال القرارات التاريخية لمحكمة العدل الدولية، وتطبيق التدابير الاحترازية الصادرة عنها والتي يجب ان تؤدي إلى وقف إطلاق النار، وقرار محكمة العدل الدولية أهم وأقوى من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يخضع لسيطرة الفيتو، وبالتالي يصبح القرار مختطفاً لصالح من يتحكم في فرض سيطرة الفيتو على مجلس الأمن، ويبقى خيار السلطة القضائية أهم وأقوى من السلطة التنفيذية.

لا يمكن الخروج من دوامة الحرب دون العمل بمسؤولية من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وإيقاف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، ويجب على المجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية الإسراع في الاعتراف بها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جيش الاحتلال مش ،،،
نبيل -

محللين صهاينة اجمعوا على ان جيشهم ليس مستعد لوجستيًا ومعنويا لشن هجوم على رفح، وان الاحتلال ككيان ليس مستعد لمزيد من تدهور صورته في الغرب والعالم بسقوط مزيد من القتلى المدنيين .‏الجيش الصهيوني ليس مستعد لمواجهة لواء القسام في رفح الذي لازال ينتظر دوره للقتال ان تقدم العدو الى منطقته ،،

لو كان في العالم أنصاف ،،
رياض -

لو كان للإرهاب عنوان لكان الكيان الصهيوني هو عنوانه، ولو كان العالم حقا يحارب الإرهاب لاجتمعوا على محاربة إسرائيل

تعقبوا قتلتكم ،،
باسل -

لا احد يستطيع ان يحاسب الاحتلال لأن الكل متواطيء معه ، بعد تحرير فلسطين باذن الله ، على الفلسطينيين ان يحاسبوا النازيين الصهاينة ، ويتعقبونهم في كل مكان وبكاتم الصوت كما حاسب اليهود النازيين الالمان وتعقبوهم وعاقبوهم ،،

الى السيد نبيل وبعد التحيه : تعقيب أخير
قول على طول -

لواء القسام أبلى بلاءا حسنا جدا فى شمال غزه أدى الى تدمير غزه بالكامل وسوف يكرر ويبلى بلاءا حسنا أخر فى رفح يؤدى الى نفس النتيجه ...بالمناسبه أين قادة حماس ؟ والبلاء الأكبر الذى قام به لواء القسام أدى الى مقتل أكثر من ثلاثين ألفا والى تشريد 65 الف والبقيه تاتى وماوزال البلاء مستمرا . ربكم يشفيكم يا بعدا من الهلوسات .

الصهاينة لا يحبون الارض التي هم عليها ،،
رياض -

الصهاينة أجسام غريبة.. فيروسات في جسد جميل".. الكاتبة والناشطة البريطانية لورين بوث تشرح سبب عدم حب الصهاينة للأرض التي يحتلونها فتقول لك انهم اقتلعوا قرابة مليون شجرة زيتون معمرة ، اليهود يشبهون المستوطنين الاوروبيين الذين غزوا امريكا الشمالية وابادوا حيوان البافاو ، للقضاء بالمجاعة على الشعوب الاصلية لأمريكا الشمالية،،

الكيان الصهيوني كيان مارق ،،
نبيل -

دولة الاحتلال ، أكثر من مرة تغتال كوادر طبية في قطاع غزة ، علماً أنّ هذه الطواقم محمية بموجب القانون الانساني الدولي .. ولكن دولة الاحتلال ترى نفسها فوق القانون … هكذا يبدو لي .. بل وللعالم أجمع ..

الصراخ على قد الالم ،،
رياض -

صراخ الصهاينة يتصاعد بسبب تغير سريع جار في الموقف الأميركي. ‏أميركا راهنت على أن جيش الإرهاب الإسرائيلي سينتصر سريعا خاصة مع الدعم العسكري والسياسي والإعلامي الكامل من دول الغرب.‏لم تتصور أميركا ولا دول الغرب أن فلسطين ستصمد على هذا النحو رغم عشرات الآلاف من الشهداء. قاعدة أن الدبابة حين تدخل يستسلم الناس لم تصدق في غزة. الدبابة تدخل وتُجْبَرُ على الاندحار إذا لم تُدَمَّر.‏أميركا لا تريد حليفا يكلفها بلا نهاية.