فضاء الرأي

جبهتان وحقيقتان ساطعتان

محتجون على الأدوات القمعية للنظام الإيراني
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ الأيام الأولى لتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، برز نوع من القلق والتوجس الإقليمي من هذا نظامها الحاكم، لا سيَّما بعد تصريحات ومواقف سياسية تحريضية صدرت عن المؤسس بشکل خاص، وعن وجوه قيادية أخرى داخل السلطة، أوحت بوضوح أن النظام، وبعد أن تحدث بإطناب ممل عن القضية الفلسطينية ومعاداة إسرائيل والعزم على إزالتها من الوجود، يريد أن يولي وجهه صوب دول المنطقة.

کل الصخب والضجة غير الاعتيادية التي أثارها الخميني ونظامه بخصوص القضية الفلسطينية، والدعوات المتواصلة الصادرة عن نظامه من أجل الوحدة الإسلامية للوقوف بوجه الأعداء والمتربصين بها شراً، لم يخف حقيقة جبهة صارت معالمها واضحة للعيان، کونها جبهة فريدة من نوعها، إذ إنها ليست بين بلدان العالمين العربي والإسلامي والنظام الإيراني وإنما بشکل مختلف تماماً.

هذه الجبهة هي بين النظام الإيراني وأحزاب وميليشيات قام نفسه بتأسيسها وزرعها قسراً في بلدان عربية حصراً، إذ ليس ثمة أي بلد إسلامي في هذه الجبهة المزعومة، خصوصاً أننا نعرف أنَّ هناك العديد من البلدان الإسلامية التي تربطها حدود مشترکـة بالنظام الإيراني، نظير باکستان وترکيا وأذربيجان مثلاً، لکن أياً من هذه البلدان لم ينخرط في هذه الجبهة، وهو ما يجعلها مصدراً للشكوك.

الملاحظة الأخرى الهامة بخصوص هذه الجبهة أن نشاطها ضد إسرائيل مقيد، لكنها تتمتع بحرية الحركة ضد بلدانها وبلدان المنطقة وحتى العالم! هذه الجبهة التي کانت ولا زالت تبعث على القلق والمخاوف، أثبتت عملياً أنها تهدد الأمن القومي لهذه البلدان، وتٶثر سلباً على أمنها الاجتماعي، ولاسيما أن الحروب بالوکالة التي تنخرط بها إلى جانب بث الفتن والتحريض على الاختلافات والمواجهات، تثبت أنها مجرد أدوات يقوم النظام الإيراني باستخدامها وتوجيهها کما يشاء.

في مقابل هذه الجبهة، هناك جبهة أخرى، دعت لها زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، خلال التجمعات السنوية من أجل التضامن مع نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والتغيير في إيران، جبهة تضم في صفوفها ممثلين عن العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهذه الجبهة مهمتها مواجهة المخططات المشبوهة للنظام الإيراني وعملائه في بلدان المنطقة وضرورة التصدي لهم.

من المطالب الأساسية التي دعت لها هذه الجبهة التي تشارك فيها أحزاب وقوى وشخصيات سياسية وطنية عربية وإسلامية من العالمين العربي والإسلامي، قطع علاقات بلدان المنطقة مع النظام الإيراني وتفکيك وحل الاحزاب والميليشيات التابعة له.

هاتان الجبهتان، الأولى وتسمى کذباً وزيفاً "جبهة المقاومة والممانعة" وتتشكل من النظام الإيراني ووکلائه في المنطقة، متخصصة بإثارة الحروب والنزاعات، وهي موجهة ضد بلدان المنطقة، وتقوم بتنفيذ مخططات النظام الإيراني وتعمل لصالحه، أما الثانية، فإنها جبهة شعوب وأوطان العالمين العربي والإسلامي، ضد هذا النظام المثير للفتن والحروب وضد وکلائه، وتعمل على مواجهته والتصدي له في سبيل دفع شره عن أمن واستقرار المنطقة وسعياً لتثبيت السلام فيها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف