فضاء الرأي

الديمقراطية في العراق: ترقيع ثوب صدام!

"ها نحن ندخل العام الجديد بعد العشرين، وما زلنا نخوض غمار التجربة ذاتها"
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تعرف الغاية بأنها مجموعة من الأهداف المخطط لها مسبقاً والتي يسعى الفرد لتحقيقها والوصول إليها، وهذه الأهداف يمكن أن تكون أهدافاً شخصية تخص الشخص نفسه، أو أهدافاً مؤسسية تخص شركة ما ينتمي إليها أو مؤسسة كبيرة تضع لنفسها خططاً مستقبلية تهدف لتحقيقها.

ولعل الغاية في العراق الديمقراطي الفيدرالي الجديد كانت مجتمعة لذات الأهداف التي انطلقت من مؤتمر المعارضة العراقية في كل من نيويورك عام 1999 وما سبقها في مؤتمرات النمسا وأربيل وصولاً الى مؤتمر لندن عام 2002، والذي ثَبَت أسس الديمقراطية في العراق القادم الجديد، ووضع نقاطه الاثنين والعشرين كأساس لدستور سيصوت عليه في ما بعد من قبل الشعب ليكون وثيقة شرف، تقتضي إلزاماً أن تنصف الجميع، وأقصد بالجميع هنا الشعب العراقي أولاً، الذي دفع ثمن حكم الدكتاتورية دماً من خلال سلطة حكم دامت ما يقارب الثلاثين عاماً، وأقحمته في حروب، لتسلم فيما بعد سلطتها إلى المجهول، وهي تواجه أميركا بشعب قتله الحصار، وبصواريخ وأسلحة كيمياوية استنفدتها في قتل الكورد قبل ذلك في الانفال وحلبجة عام 1988.

دعوني أنتقي خلاصة اجتماع لندن بالاستناد على النقطة الثانية من الاثنين والعشرين والتي تؤكد، ومن خلال الحضور، بأن مستقبل العراق والديمقراطية سيكون على النحو الآتي: العراق دولة ديمقراطية برلمانية تعددية فدرالية (لكل العراقيين) وانطلاقاً من اعتماد مفهوم إنساني وحضاري للمواطنة في العراق قائم على أساس عدم التمييز بسبب العرق أو الدين أو الجنس أو المذهب، يؤكد المؤتمر ضرورة وضع دستور دائم للبلاد يراعى فيه تركيبة الشعب العراقي ويفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ويلتزم بمبدأ سيادة القانون ويصون حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة ويحترم مؤسسات المجتمع المدني.

إذن، كانت الفكرة من طرح بناء عراق ديمقراطي جديد غاية وطموحاً وأهدافاً قبل أن تكون وسيلة، تعيد لنا فيما بعد الفكر (الشوفيني) بلغة الفرض والأغلبية، وتجعل من المكونات الأساس أقلية، ومن الكورد انفصاليين بعد العصاة اتهاماً في زمن الدكتاتورية، من خلال لغة القوانين الشوفينية التي تتيح لها التفسير والإقرار لتستثني بقراراتها كل الأعراف التي بني على أساسها العراق الديمقراطي الجديد، تذكيراً بالنقطة الثانية والتي أزعم أنها كونت شكلية العراق الديمقراطي على أقل تقدير من دون الدخول في لعبة متاهات التفسير!

عشرون عاماً، وها نحن ندخل العام الجديد بعد العشرين، وما زلنا نخوض غمار التجربة ذاتها. ومن تلك التجربة، ما زلنا نتسائل هل أن قبول الشراكة في العراق الديمقراطي الجديد أقحمنا في شرك التفسير؟ أم أن العقلية الحاكمة في البلاد تعيد استنساخ أعراف سلطات الأمس لتتخذ ذات الأيديولوجيات مواقعها مع ظاهرية تغير الحكام والأحكام وشكلية السلطات!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حكم الكهنوت
مراقب -

العراق الطائفي الشيعي الكهنوتي المتخلف هذا ما صنعته امريكا بالعراق بعد اسقاط صدام العلماني؟ العجيب احتفاء المواقع اللبرالية والعلمانية العربية بالحكم الكهنوتي المتخلف في العراق ومتابعة أخباره أولاً بأول؟!

اين الغلط؟
صالح -

عندما يلوم اللائمون ان امريكا دمرت العراق باحتلاله ويتجاهلون الدمار الذي خلفه النظام البائد الذي تفشى فيه القتل والحروب والدمار والحصار والرشوة والقبلية والمحسوبية والمنسوبية بالاضافة الى التخلف الثقافي عدا (ثقافة تمجيد الرئيس الضرورة) واضطهاد الطائفة الشيعية بالاخص، وازاحت امريكا الطاغية فطغى على السطح طبقة حاكمة مشبعة بالفساد الذي درسوه جيدا في عهد الطاغية. نظام الحكم الحالي ديمقراطي بافضل صورة ممكنة للعراق والعيب بمن يطبق النظام واذا كان الشعب العراقي يؤمن بمقولة الشاعر : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر

لا توجد دوله بالعراق
ايمن -

الديموقراطيه بالعراق هي اقصر طريق للثراء من دون عناء. تسرق موارد الدوله وبطريقه قانونيه فتصبح ثري وامورك طيبه. فقط اشتم النظام السابق حتى لو كنت جزءا منه وامدح المرجع الاعلى واسرق ما تشاء. واي شخص يقف في طريقك فالتهمه جاهزة.

البحث عن اية عقلية
حسين -

مقال سردي للاحداث في العراق لما قبل الاحتلال والغزو وفترة ما بعده .... ولكن البحث عن اية عقلية، الشوفينية والعنصرية المتجذرة عند البعض ومحاولات فرض سيطرت اقلية عرقية او مكون عرقي على مقدرات وثروات العراق بالطريقة العشائرية وحكم شيخ العشيرة بعيدا عن الدستور الذي وافق عليه الجميع، وتفسيره بالطريقة التي يريده شيخ العشيرة، ام ماذا؟

حذاء صدام بكل العمائم التي تحكم عراق اليوم ،،
عبودي -

حذاء صدام بكل العمائم التي تحكم عراق اليوم ،،

امة مظلومة
ابو تارا -

الانكليز والفرنسيون فى اعقاب الحرب العالمية الاولى وبعد انتصارهم وتفتيت الامبراطورية العثمانبة وتاسيسهم لكيانات ودول على انقاضها حرموا الشعب والامة الكورديه من نعمة الحرية والاستقلال لغايات واهداف خبيثه ولكى تبقى المنطقه ملتهبة وفى حريق دائم وسعير . ومن اجل نفس الهدف الخبيث وفى اعقاب الحرب العالمية الثانية وعد الانكليز اليهود بتاسيس دولة اسرائيل ومنذ ذلك اليوم وقبلها المنطقه فى فوضى واضطراب وحروب وستبقى فى هذه الدوامة وعدم الاستقرار ما لم يحصل الشعبين المظلومين على حقوقهما المشروعة والمسلوبه كباقى شعوب وامم الدنيا كما يقر ويعترف بذلك كل قوانين وشرائع الارض والسماء تحية للكاتب ولجريدتنا الغراء ايلاف منبر الاحرار المزيد من التقدم والازدهار