فضاء الرأي

حياة المخيمات.. ومقلوبة أهالي غزة

طقل يبكي وسط أنقاض مخيم المغازي في قطاع غزة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تحولت الحياة في غزة إلى سجن كبير أشبه بالمقبرة، وبالرغم من هذا، يحاول المدنيون ممارسة حياتهم اليومية، فنجد نازحاً يطبخ المقلوبة لعائلته وسط الركام والدمار، وبقليل من أدوات الطبخ البسيطة وحفنة خضروات يعد وجبة إنسانية يطعم بها الأطفال والشيوخ والنساء محاولًا سد رمقهم.

وبالرغم من تعود الفلسطينيون على الحروب والنكبات، إلا أنهم يحاولون ممارسة حياتهم وسط أكوام الحجارة والدمار وفي خيام الإيواء في رفح، التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، فيوميًا يخرجون في ساعات الصباح لجمع الحطب وأوراق الشجر والبحث عن دقيق أو "طحين" لإعداد الخبز، فيلتف الجميع بما فيهم الأطفال والشباب لإعداد وجبات يومية ويوزعونها على الخيام في مشهد يرسم مدى الوحدة الفلسطينية التي تجسد معاناة شعب يُطرد ويُباد على مرأى المجتمع الدولي.

ويخرج الأطفال من مراكز الإيواء المزدحمة في رفح حاملين ما يسد رمقهم في الأواني، ربما لبضع ساعات فقط حتى يداهمهم الجوع مرة أخرى، فيما تظهر الأمهات لتعد "الكعك" داخل المخيمات لترسم روح التعاون والبهجة بين الجميع، وتعكس روح الحياة التي يمتاز بها الغزيون والتي تشير إلى أن الحرب، بالرغم من قساوتها، ستظل ذكرى تخلد أنهم متشبثون بالأرض ولا يفرطون في شبر واحد من وطنهم.

شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لزواج الشاب الفلسطيني محمد عبدالعال من ابنة عمه ياسمين في مدرسة تأوى النازحين فى رفح، والتي أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي بعد تداول صور الإشهار بشكل واسع، وهذا إن دل على شيء فيؤكد مدى تمسك أبناء الشعب الفلسطينى بالأمل والحياة بالرغم من القتل والإبادة الجماعية التي يتعرضون لها كل يوم.

وبالرغم من الظلمة التي يعيشها النازحون يظل هناك ضوء أبيض في آخر النفق، قد ينبئ بفرحة ورغبة من الفلسطينيين في الانتصار على الاحتلال الغاشم، وذلك بالصمود والثبات على الأرض وزرع بذرة جديدة من جيل جديد مقاوم قادر على تحرير الأرض والعرض من المحتلين.

ربما يعيش النازحون من غزة إلى رفح، وخاصة سكان أحياء التفاح والشجاعية والزيتون والذين يقدر عددهم بـ100 ألف نازح، هربوا من معاناة وحصار إلى خيام تفتقر أبسط ألوان الحياة في مراكز الإيواء، أجواءً صعبة في شهر رمضان الكريم، فبينما يتناول المسلمون حول العالم وجبات رمضان التقليدية والحلويات على الإفطار، يكون حظ أهالي غزة تناول الحشائش والخبيزة ورشفات مياه ملوثة، وقليل من الوجبات التي يعدها الشباب والمكونة من الطحين وقليل من "الطبيخ واللحم" إن وجدت.

النازحون، خاصة الأطفال الأبرياء، يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليهم بعد أن هجرتهم من بيوتهم ورمتهم وسط الدمار، لكن ربما أكثر ما أضفى البهجة داخل هذه المخيمات، هو استمرار الحياة بالرغم من صعوبتها، فيحتفل الأطفال بقدوم شهر رمضان والعيد، كما يشاركون في إعداد وجبات الإفطار والسحور، فضلًا عن الاحتفال بخطبة أو كتب كتاب، ما يؤكد أنه هناك على أرض غزة ما يستحق الحياة.

مشهد آخر لـ"المقلوبة" التي حرص نازح فلسطيني على إعداداها لأطفال المخيمات في رفح، فاستعان بقليل البطاطا أو الجزر أو البندورة وما يتوافر من مكوناتها لمحاولة إسعاد الصغار الذين يتجمعن حولها، ولهذه الوجبة تاريخ مع الفلسطينيين، فتعتبر رمزًا وسلاحاً ضد الاحتلال، فهي متعلقة بتحرير القدس، حيث كان يتم إعداد طبخ أو أكل أو قلب المقلوبة، في القدس والمسجد الأقصى، وهذا يحمل معاني رمزية، وهي قلب المقلوبة على أبواب الأقصى.

ويبدو أنه بالرغم قسوة الحياة في مخيمات الإيواء، فإن الفلسطينيين يصرون على البقاء على أرضهم دون الاستسلام لسلاح "الموت البطيء" الذي يوجهه الاحتلال صوبهم كل لحظة، ففي النهاية "على أرض غزة ما يستحق الحياة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المكسيكي الأصلي قالها
باسل -

الرئيس المكسيكى يقول: ‏الولايات المتحدة تحكمها مافيا يهودية!!! ‏ماأروع فهم الرئيس المكسيكى!!! ‏آه لو حكم بلاد العربان رئيس مكسيكى؛ لما كان هذا حالنا!!! ‏ولكن العرب يصرون على أن يحصدوا من الحسك عنبا!!! ‏⁧‫غزة_تفضحكم‬⁩

احرار العالم وأوغاد منطقتنا
عبوده -

مسنة بريطانية تبكي خوفاً من الهجوم المرتقب على ⁧‫رفح‬⁩ ، تناشد هنا أي جيش شريف في العالم للتدخل وحماية المدنيين.

سمر الفاتحين
عمر -

عندما يجلس الفاتحون في ساحات المسجد الأقصى يتسامرون، ويتذاكرون أحداث "ما قبل التحرير"! سيذكرون بطولات المقاومة وإقدام جندها، ويعجبون كيف هيأ الله طوفان الأقصى ليحطم الكيان.. ‏لعلهم يذكرون "المقاتل الأنيق"، و"ولعت"، وحلل يا دويري" وذاك الذي ألصق "شواظ" بالميركافا! وقذائف الياسين.. ‏سيذكرون صبر الصابرين، وصمود الصامدين.. ودماء الأبرياء التي أسقطتْ "إسرائيل"! ‏لعلهم يذكرون "روح الروح" و"معلش" و"هند"..‏وسيلعنون- كذلك- أولئك الذين راهنوا على "إسرائيل"، فغرقوا معها!‏سيسبحون متعجبين كيف أن التوفيق: أن يفتح لك الله باباً إلى الجهاد في سبيله والتضحية لأجل دينه .. ليحصل لك مجد الدنيا وفلاح الآخرة وسعادتها

تحية كبيرة للأحرار
متابع -

رئيس وزراء ايرلندا بعد لقاء بايدن: يسألوننا لماذا نتعاطف مع الفلسطينيين؛ الإجابة بسيطة، نحن نرى تاريخنا في أعين الفلسطينيين

مع غزة عندما تلزم الأدب؟!
مراد -

عندما يحدثكم صهاينة العرب عن موقفهم من حرب الإبادة الجماعية لأهل غزة، ‏وأن غزة كانت آمنة لولا عملية 7 أكتوبر المتهورة، ‏وأن حماس هى من جنت عليهم؛ ‏فإنهم يعنون ويقولون: ‏نحن مع غزة بشرط أن تبقى خاضعة خانعة للإحتلال، تراعى أدب المحتل، ‏فإن هى أبت وقاومت المحتل فنحن ضد تهورها وجنونها! ‏صهاينة العرب أشد ضررا من صهاينة يهود؛ صهاينة يهود أعداء ظاهرون تحمل الأمة لهم الحقد والكراهية والمقاومة بلا مساومة،‏ أما صهاينة العرب يريدون نزع هذه الورقة الأخيرة من الأمة: ‏ألا تقاوم، ‏ألا تكره، ‏ألا تحقد على من يقتلك ويسرقك وينفيك ويستبدلك، ‏بل اخضع للمحتل بسلام، ‏وتلذذ باغتصاب أرضك وعرضك ومقدساتك وتاريخك، ‏فهذه أشياء لاتستحق المقاومة ولا حتى المساومة!!!

جديد الغرب
منير -

الجديد في الغرب هو ان الشباب يقودون العمل الفلسطيني، لم تعد للعرب وصاية على فلسطين فهي اليوم قضية عالمية، ففي الوقت الذي يستمع فيه العرب لجارد كوشنير هناك مئات الالاف ممن تعلموا افضل من كوشنير الف مرة يقودون العمل الفلسطيني في العواصم الغربية. ‏فلسطين تحررت منا ‏سمعت شبابا غربيين بشكل مباشر يقولون لي ان فلسطين حررتنا. ‏لم تعد فلسطين قضيتنا وحدنا. ‏بطلوا تسمعوا لأصوات الماضي .

تحرير فلسطين في مصلحة مسيحيي المشرق
حدوقه -

ان تحرير فلسطين من المحتلين الصهاينة مصلحة للمسيح والمسيحيين.

نسف المستشفيات امر يقبله العالم الحرب من الصهاينة
مسعد -

الاحتلال يقوم في هذه الأثناء بنسف مباني مستشفى الشفاء. هل في العالم يحدث أن يتم نسف مشافي كما يحدث في فلسطين أمام مرأى ومسمع كل العالم ، اين الذين ثارت ثائرتهم على التماثيل في افغانستان والعراق ،؟! علماً ان في غزة اقدم كنيسة ومسجد، وقلاع اثرية تم تدميرها ولم يعترض العالم الحر الرسمي المتواطئ مع الاجرام الصهيوني النازي.

شهادة أطباء غربيين
منذر -

صحيفة هآرتس الإسرائيلية‏إسرائيل تدمر مستشفيات غزة لتهجير الفلسطينيين وفد من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين ذهبوا إلى واشنطن لينقلوا للإدارة بايدن أن الجيش الإسرائيلي يدمر بشكل منهجي البنية التحتية الصحية في غزة من أجل طرد الفلسطينيين من منازلهم. هؤلاء الأطباء الذين تطوعوا مؤخرًا في المستشفيات المحاصرة في غزة،سيجتمعون مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس وان رسالتهم لهم هي إنه لا معنى للوعود بزيادة المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة إذا لم يتم الإعلان على الفور عن وقف لإطلاق النار.وقال البروفيسور نيك ماينارد، مدير عيادة السرطان في جامعة أكسفورد، والذي عمل في مستشفى الأقصى وسط مدينة غزة مطلع العام، إن الجيش الإسرائيلي يرتكب "فظائع مروعة ولا يقتصر الأمر على المباني فحسب، بل إنهم يدمرون أيضًا البنية التحتية للمستشفيات وتدمير أسطوانات الأكسجين في مستشفى الشفاء والتخريب المتعمد لأجهزة التصوير المقطعي سيجعل من الصعب للغاية استعادة البنية التحتية .غرف تحولت إلى مسالخ لتعذيب الغزاويين،،

حماس واخواتها والفهم بالمقلوب
قول على طول -

مقلوبة غزه سببها حماس والفهم بالمقلوب ..غباء وتهور حماس قلب غزه وناسها وجعل عاليها واطيها ولن تعود مره أخرى ..نقطه ومن أول السطر . يعنى أصبحت غزه كلها مقلوبه ولن تنعدل مره أخرى . المهم أن حماس ومن يماثلها يحتفلون بالنصر أى بالمقلوب . ربهم يشفيهم البعدا من الشعوذات ومن الفهم بالمقلوب .

يا رعايا كنائس تحترف الشعوذة والسحر الأسود اصطفافكم مع اليهود ليس في مصلحة المسيح ،،
حدوقه -

ان اصطفاف الانعزالية المسيحية الشرقية مع اليهود ليس في مصلحة المسيح ، يبدو انهم الانعزاليين يعجبهم ان يبصق اليهود على رموزهم صلبان وكتاب مقدس وان يضطروا المسيحيين إلى أضيق في طرقات القدس العتيقة ،،

المقاومة التي حيرت الخبراء
عبوده -

‏حار الخبراء العسكريون من صمود المقاومة في غزة رغم كل اسلحة العدو والعتاد الذي يقدمه له الغرب ‏كيف استطاعوا بناء الانفاق بهذه الطريقة المعقدة وكيف يتواصلون دون كشفهم وكيف يجددون الذخيرة.. واسئلة كثيرة اخرى

اسباب اصطفاف رعايا الكنيسة السوداء مع اليهود ودفاعهم عنهم هل العرق دساس لازم ،،
جلجل -

لماذا يدافع أرثوذوكس مصر والمهجر عن الغاصبين اليهود الا ان تكون من جذور يهودية معلوم ان الارثوذوكس استوطنوا مصراً من مصدرين من اليونان وعملوا في إسطبلات الرومان المحتلين لمصر او يهود قدموا من ارض كنعان وعملوا في مناجم المصريين وتمسحنوا بعد ذلك وهذا سبب كراهية الارثوذوكس وكنيستهم السوداء للمصريين خاصة و المسلمين عامة ، ان الدعاوي التوراتية التي يتبجح بها الارثوذوكسي الجاهل العجوزالشتام فولبتير قد فندها المؤرخون الصهاينة الجدد أنفسهم والبعثات التنقيبية الصهيو مسيحية عملت طوال مائة عام في ارض فلسطين ولم تحصل على شيء وهذا يفسر سطو الصهاينة على التراث الفلسطيني ونسبوه اليهم ان اليهود قد كنسوا مرتين من ارض فلسطين ووعد الآخرة الثالث قادم لا محالة وسيكنس الصهاينة وسيكنس معهم كل الصليبيين المتصهينين وكذا النظام الوظيفي العربي الذي يسارع الخطى للتطبيع مع الصهاينة ولن يصح الا الصحيح . فالكيان الصهيوني كيان وظيفي وعندما يتعرض لخطر وجودي سوف ينتحر او يغادر وستكون الاولوية في المغادرة لليهود الغربيين اما اليهود الشرقيين فسينتحرون او يمزقون بسكاكين وأسنان الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين .