فضاء الرأي

التضخم والذهب والبيتكوين والتيسير النقدي

عكس البيتكوين تحركات أسعار الذهب هذا الأسبوع، حيث استفاد كلا الأصلين من التوقعات بأن يتجه الفيدرالي الأميركي نحو سياسة أقل تشدداً
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شهدت الأسواق المالية الكثير من التقلبات هذا الأسبوع، مع تأرجح واضح في أسعار الذهب، والبيتكوين، والجنيه الإسترليني والذي نجم عن ظروف متنوعة. دعونا نلقي نظرة على العوامل الرئيسية المؤثرة على أدائها ونستشرف آفاقها المستقبلية.

تفاعل ديناميكي
يؤكد تقلب السوق هذا الأسبوع على التفاعل المعقد بين البيانات الاقتصادية والتوقعات الخاصة بسياسات البنوك المركزية والمزاج العام للسوق. حيث يتجلى هذا التفاعل الديناميكي من خلال ارتفاع الذهب، والذي ترافق مع ارتفاع البيتكوين، وقوة الجنيه الإسترليني. يتطلب التعامل مع هذه الأسواق المتغيرة باستمرار مواكبة البيانات التي سيتم إصدارها في وقت لاحق والأحداث العالمية وإعلانات البنوك المركزية.

الذهب: مفاجأة التضخم تدعم الارتفاع
رفضت أسعار الذهب نمط الرسم البياني الهابط (للرأس والكتفين) محققاً اختراقاً قوياً تجاوز مستوى مقاومة مهم، مما أضاف زخماً إلى التحرك. يشير هذا الاختراق الفني إلى تغير في المعنويات، كما يوحي مؤشر القوة النسبية بأن الصعود قد يستمر.

وشكلت إحصاءات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر حزيران (يونيو) نقطة تحول. حيث ارتفعت أسعار الذهب استجابة لانخفاض مفاجئ في التضخم، الذي انخفض عن 0 بالمئة على أساس شهري لأول مرة منذ أوائل عام 2023. ونظراً لأن الهدف الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هو السيطرة على التضخم، فقد عززت هذه البيانات احتمال خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

وبالرغم من كونها لم تشكل عاملاً مهيمناً هذا الأسبوع، يمكن أن تؤثر التوترات الجيوسياسية بشكل كبير على أسعار الذهب. حيث أن أي تصعيد في الصراعات العالمية يمكن أن يدفع المستثمرين لشراء الذهب كملاذ آمن.

البيتكوين يركب موجة سياسة التيسير
عكس البيتكوين تحركات أسعار الذهب هذا الأسبوع، حيث استفاد كلا الأصلين من التوقعات بأن يتجه الفيدرالي الأميركي نحو سياسة أقل تشدداً. حيث أسهمت تعليقات جيروم باول التي ألمحت إلى احتمال خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى بيانات التضخم الأضعف من المتوقع، إلى توفير بيئة محفوفة بالمخاطر تدعم سعر البيتكوين.

ويعد الارتباط الإيجابي المتزايد بين مؤشر ستاندرد آند بورز 500 والبيتكوين ديناميكية مثيرة للاهتمام يجب أخذها في الاعتبار. وهذا يعني أن الشعور العام للسوق يؤثر على تحركات أسعار البيتكوين، الذي يُنظر إليه على أنه فئة أصول رئيسية. ومع ذلك، فإن هذا الارتباط ليس مثالياً، ولا يزال بإمكان حدوث تقلبات في سعر البيتكوين بشكل مستقل عن التغييرات في سوق الأسهم بسبب تقلباته الجوهرية.

البيانات هي المحرك الرئيسي
سيكون الأسبوع المقبل مدفوعاً بالبيانات، حيث من المقرر صدور مؤشرات اقتصادية مهمة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤشر أسعار المنتجين واستطلاع جامعة ميشيغان لمعنويات المستهلك. حيث يمكن أن تؤثر هذه البيانات بشكل كبير على مسار أسعار الذهب والبيتكوين.

مؤشر أسعار المنتجين وتوقعات التضخم: يقيس مؤشر أسعار المنتجين التضخم على مستوى الجملة، ويمكن أن يوفر رؤى حول اتجاهات التضخم الاستهلاكي المستقبلية. ويمكن أن تؤدي قراءة لمؤشر أسعار المنتجين أقل من المتوقع إلى تعزيز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب.

معنويات المستهلك والرغبة في المخاطرة: يقيس استطلاع معنويات المستهلك ثقة المستهلك وعادات الإنفاق. ويمكن أن تؤدي القراءة الإيجابية إلى تعزيز الرغبة في المخاطرة عبر الأسواق، مما يؤدي ربما إلى المزيد من المكاسب للبيتكوين. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي القراءة السلبية إلى إضعاف معنويات المستثمرين وتؤدي إلى تراجع في أسعار كل من الذهب والبيتكوين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف