في ظل التصادمات العسكرية في سوريا:
هل تواجه قسد هيئة تحرير الشام؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان هناك العديد من الاشتباكات والتصادمات العسكرية بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد - SDF) وهيئة تحرير الشام (HTS) في سوريا، المصنفة دولياً كمنظمة إرهابية، والتي كانت ترتبط بتنظيمات القاعدة الإرهابية وفي بعض الأحيان بتنظيم داعش. مع ذلك، لم تكن هذه الاشتباكات واسعة النطاق أو مباشرة دائماً، بل كانت تحدث بشكل متقطع وفي سياق صراعات محلية أو جغرافية تتداخل مع المصالح الإقليمية.
الأسباب الرئيسية للاصطدامات بين قسد وهيئة تحرير الشام
1. الاختلافات الأيديولوجية:
قسد هي تحالف عسكري تقوده وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، التي تشكل الغالبية العظمى من قواتها، وتتبع توجهاً يسارياً ديمقراطياً يركز على الحكم الذاتي الكردي. أما هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقاً باسم "جبهة النصرة"، فهي مجموعة جهادية إسلامية كانت تابعة لتنظيم القاعدة عند تأسيسها، ثم أصبحت أكثر استقلالية. تسعى الهيئة إلى إقامة دولة إسلامية وفقاً لتفسيرها الجهادي للشريعة الإسلامية. هذه الاختلافات الأيديولوجية تعد أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الطرفين إلى الاشتباك.
2. المصالح الإقليمية والهيمنة على الأراضي:
قسد تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا (روجافا)، بما في ذلك بعض المناطق الغنية بالنفط والمناطق الحدودية مع تركيا والعراق. بينما تتركز هيئة تحرير الشام أساساً في إدلب، لكنها تسعى لتوسيع نفوذها على حساب قوات أخرى، بما في ذلك قسد، خصوصاً في المناطق الحدودية والغنية بالموارد.
الوجود التركي والتخوف من الأكراد
بسبب الارتباط النضالي بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحزب العمال الكردستاني (PKK)، تدعم تركيا هيئة تحرير الشام أو على الأقل تتغاضى عن أنشطتها الإرهابية في مناطق قريبة من حدودها مثل إدلب. تعتبر قسد هذا الدعم تهديداً مباشراً لها، حيث ترى هيئة تحرير الشام أداة تركية لتقويض استقرار المناطق التي تسيطر عليها.
الأحداث البارزة التي شهدت اشتباكات بين قسد وهيئة تحرير الشام:
1. اشتباكات على الحدود:
حدثت مناوشات في مناطق تل رفعت، منبج، شهبا، الباب، جرابلس، وعزاز. كما احتلت هيئة تحرير الشام عفرين في آذار (مارس) 2018 خلال عملية "غصن الزيتون"، وكري سبي وسري كاني في تشرين الأول (أكتوبر) 2019.
2. المواجهات في إدلب:
رغم أن إدلب هي أساسًا منطقة نفوذ لهيئة تحرير الشام، إلا أن هناك بعض الاشتباكات المحدودة بين قسد وهيئة تحرير الشام في جنوب إدلب والمناطق المجاورة لها، حيث تسعى كل منهما للهيمنة على الأرض. في بعض الأحيان، تتقاطع مصالح قسد مع هيئات المعارضة المدعومة من تركيا، مما يزيد التوترات في هذه المناطق.
3. التوسع التركي:
تسعى تركيا دائماً للحد من سيطرة قسد على المناطق الحدودية، مما يضعفها ويعزز من وجود الفصائل المدعومة تركياً، بما في ذلك هيئة تحرير الشام.
مواقف القوى الخارجية وتأثيرها
التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة دعم قسد في محاربة داعش، مما جعلها تتلقى دعمًا عسكريًا ولوجستيًا في العديد من المعارك. أمَّا تركيا، فتدعم هيئة تحرير الشام في إطار الصراع الأوسع ضد الکردستانیین في شمال سوريا. وروسيا تدعم النظام السوري في معركته ضد كافة الفصائل المسلحة في إدلب، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، مما يضيف مزيدًا من التعقيد للأوضاع العسكرية بين هذه الجماعات.
الخلاصة
نعم، جرت اصطدامات عسكرية محدودة بين قسد و هيئة تحرير الشام، مرات عدیدة، ولكن هذه الاشتباكات ليست عادة على نطاق واسع أو مستمر. تلك الاشتباكات تتعلق في الغالب بالصراع على الأراضي والنفوذ، وكذلك بالمصالح الإقليمية والدولية المتداخلة في شمال سوريا. في النهاية، الصراع بين قسد وهيئة تحرير الشام هو جزء من الصراع الأكبر في سوريا الذي يتضمن القوى الإقليمية والدولية المختلفة.