لماذا تغامر حماس بحياة الفلسطينيين ومستقبل غزة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عندما حدثت ثورات الربيع العربي، خلال السنوات الماضية، شاهدنا بعض رؤساء الدول التي شهدت تظاهرات من شعوبها قد تخلوا عن مناصبهم حفاظاً على كيان الدولة من الانهيار والدخول في حرب أهلية، وتجنب ويلات التفكك والدمار. ولكن ما يحدث في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً ضارية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، والتي تسببت فيها الحركة بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، يؤكد أن "حماس" لا تفكر في الحفاظ على كيان القطاع، بل تواصل حربها لتحقيق أهداف شخصية، أبرزها التمسك بحكم غزة، دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي تلحق بالقطاع يوماً تلو الآخر.
وبالنظر إلى الجبهة الأخرى، سنجد أن إسرائيل عمدت إلى استغلال ما حدث في أعقاب هجوم "7 تشرين الأول (أكتوبر)"، وشنت حرباً موسعة على قطاع غزة، ولم تفرق بين عناصر حركة حماس والمدنيين، وشنت غارات عنيفة بالإضافة إلى أعمال القصف المتلاحقة، التي تسببت في هدم المنازل على رؤوس من فيها، وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة بشكل شبه كامل.
نزع السلاح
الجهود المضنية، التي بذلها الوسطاء في مصر وقطر، أثمرت بشكل إيجابي عن التقارب بين الطرفين، والتوصل إلى اتفاق هدنة، وبالفعل تم وقف إطلاق النار، بعد سقوط آلاف الشهداء والجرحى، وتمت عملية تبادل الأسرى، وأفرجت حماس عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين. ومع اقتراب موعد انتهاء الهدنة، والدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منها، جددت إسرائيل عملياتها العسكرية، بعد رفض حماس شروطها للدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات.
اشترطت إسرائيل أن يتم إخلاء قطاع غزة من قيادات حماس، ونزع السلاح الموجود داخل القطاع، والإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، قبل الدخول في المرحلة الثانية، ووضعت خياراً آخر هو مد المرحلة الأولى من الهدنة بفترة انتقالية، مع عدم تحديد أي التزامات لها، وهو ما رفضته حركة حماس، التي ترغب في التفاوض دون المساس بسيطرتها على حكم غزة، وهو ما استغلته إسرائيل لاستئناف القتال مرة أخرى.
ضغوط من الإدارة الأميركية
قبول إسرائيل المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار جاء بعد ضغوط من الإدارة الأميركية الجديدة، التي حاولت أن تظهر قوتها أمام العالم، بأنها صاحبة القرار في صراع سياسي بين الدول، ونفذت إسرائيل ذلك، حرصاً على تجميل وجه الحليف الأميركي. وما يؤكد رغبة الاحتلال في استئناف القتال، وعدم تنفيذ المرحلة الثانية من المفاوضات، هو وضع شروط مجحفة، تعلم إسرائيل جيداً أن حماس لن توافق عليها، وأظهرت أن حماس ليس لديها جدية في عملية التفاوض وتراوغ للحفاظ على وجودها داخل غزة.
من المؤكد أن حماس كانت تعلم أن إسرائيل لن تلتزم بشكل جدي في مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار، وأنها ستضع عراقيل أمامها، وهو الأمر الذي كان يتعين على قيادات الحركة إمعانه جيداً، والتفكير في مستقبل قطاع غزة دون النظر إلى المصالح الشخصية للحركة، لأن المشهد أصبح كارثياً داخل غزة، وتحول القطاع إلى منطقة خالية من كافة مناحي الحياة، وهو المخطط الذي سعت إسرائيل إلى تنفيذه، لتهجير سكان القطاع من أراضيهم، وما زالت حتى الآن تسعى لتنفيذ المخطط بكافة الوسائل الممكنة وغير الممكنة.
مقترح ويتكوف
عدم قبول حماس "مقترح ويتكوف"، الذي اقترحه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وطالب من خلاله بالإفراج عن 5 رهائن أحياء و9 رفات للموتى، مقابل تمديد الهدنة حتى 20 من شهر نيسان (أبريل) المقبل، يدفع ثمنه الفلسطينيون الأبرياء، بعد قيام إسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في غزة بشكل موسع. والأخطر من ذلك، إعلان إسرائيل تشكيل "هيئة التهجير الطوعي"، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها.
كان ينبغي على حركة حماس أن تضع حياة المدنيين ومستقبل قطاع غزة نصب أعينها، ولكن مع حالة التعنت وعدم إدراك المخاطر، ووضع المدنيين الفلسطينيين في مرمى الأسلحة الإسرائيلية، يؤكد أن حماس اختارت طريق الدمار، دون إدراك لـ"شلال الدماء" الذي لا يزال يروي أراضي القطاع. لا يمكن لحماس أن تتعامل مع المدنيين وكأنهم جنود في صفوفها، وأن من يسقط منهم شهيداً هو فداء للمقاومة، بل يجب أن تتخلى عن طموحاتها في حكم غزة، الذي تعرض للدمار التام تحت سيطرة الحركة، ولابد أن تعي حماس جيداً أن إعادة حكم القطاع للسلطة الفلسطينية هو السبيل الوحيد الآن لإنقاذ القضية الفلسطينية.
التعليقات
قمة الجبن
صالح -قمة الجبن ان تضرب عدوك وتختبيء بين اهل بيتك من نساء واطفال وشيوخ وانت دائما تصف عدوك بالمجرم الذي لايتورع عن فعل اي شيء وانت تعلم جيدا الى اي مدى طغيان هذا العدو. لا يختلف اثنان على ان حماس تستمد قوتها من دمار اهلها ومن يرى غير ذلك فهو مجرم مثل حماس وكان الله عونا لاهل غزة
عزلة اخوكم الصهيوني النتن ياهو
بلال -عن عزلة نتنياهو ودلالاتها!!70% لا يثقون بحكومته؛ حسب استطلاع جديد.و66% يرون أن أولويته هي مجاملة المتشدّدين والحفاظ على الائتلاف.حكومة تخوض حربا وجودية، ولا تحظى بثقة شعبها.لم يعرف "الكيان" في تاريخه هذا المستوى من الشرذمة والنزاعات.تلك هي بدايات النهاية للمشاريع العقائدية.
الم تسمع يا اخى الصهاينة ان نتن ياهو يرفض تسليم غزة لسلطة عباس ؟
بلال -سؤال : أليس عباس في الضفة الغربية؟ لماذا يتواصل القتل والتدمير والاستيطان والتبشير بضم الضفة وتهجير أهلها إلى الأردن ؟ هل لدى أولئك ومن يحرّكونهم، وهم معروفون، إجابة على ذلك، أم هي الخصومة الحزبية، ونقطة آخر السطر؟! ثم، ألم يسمعوا نتنياهو مرارا وتكرارا يتحدث عن رفضه لتسليم القطاع لقيادة رام الله.. ماذا يعني ذلك بالنسبة إليهم؟! فتح لا تتعلم ابداً وراكبها شيطان الريادة و التعصب الفصائلي المقيت ،،
المتباكون على دماء الصهاينة
بلال -معتقلات وسجون الاحتلال .. مسارح للانتقام الممنهج يجسد الاحتلال أبشع أساليب التعذيب بحق الأسرى بهدف قتلهم في مرحلة هي الأكثر دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني. استمرار آلة التعذيب الإسرائيلية يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة آلاف الأسرى، لا سيما الجرحى والمرضى وكبار السن، في ظل تواطؤ الاحتلال على جميع المستويات لإخفاء جرائمه، وتحويل السجون إلى مسارح لـجرائم حرب . إدارة السجون الصهيونية تواصل جرائم الحرب بلا محاسبة وأمام صمت دولي مخز.
نتن ياهو
بلال -مفاوضات "الهدنة" ومهزلة المُقترحات!! في الأنباء أن مصر عرضت صيغة جديدة وافقت عليها "حماس"، وهي قريبة من مُقترح "ويتكوف"، لكن نتنياهو ردّ بمُقترح آخر لم تُكشَف صيغته بعد. صيغة سيؤمّن عليها الأمريكان طبعا، ما يعني أننا إزاء مهزلة تفاوضية يشارك فيها الوسيط المصري ،،