فضاء الرأي

تأملات في طباع البشر ومصيرهم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يغلي العالم بنيران التنافس الحامي، حيث تتسابق الدول النووية في تطوير أسلحة الدمار الشامل، تسعى لجعلها أكثر فتكًا وتدميرًا. يتصارع السياسيون بشراسة للوصول إلى مراكز القرار، حتى لو اقتضى الأمر إثارة النعرات، أو النفخ في أوار القوميات، أو تمجيد مفهوم الوطنية الضيقة. في خضم هذا الزخم، يبرز الإنسان ككائن فريد، لكنه خطير بطباعه، خطير على كل شيء، حتى على ذاته. وعلى مر التاريخ، أثبت البشر قدرتهم على تحويل إبداعاتهم إلى أدوات هلاك. فهل نحن، وسط هذا السباق المحموم، مجرد فئران تجارب على كوكب عابر؟ وهل سيأتي يوم نكتشف فيه مصيرنا الحقيقي؟

لغز الحياة، الذي بدأ العلم يكشف خيوطه ببطء، يتجلى في اكتشافات مذهلة في الطب والهندسة، والذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء الشاسع. هذه الإنجازات تثير دهشة العقول المتحررة التي ترفض الاكتفاء بالمسلمات، وتتحدى نمط الحياة القائم على الأكل والشرب والترفيه. لكن، في المقابل، يظل الكثيرون يسعون إلى حياة محمية من العوارض، بعيدة عن التحديات التي قد تؤلم النفس أو تهز استقرار الأسرة والمجتمع. وهكذا، تستمر الحياة في دوامة من التضاد بين الطموح والخوف.

تخبرنا الكتب السماوية المقدسة، التي يؤمن بها أتباع الرسالات النبوية، وكتب التراث الإنساني، وملايين الألغاز التي استفزت العقول المتأملة عبر العصور، بأسرار بسيطة قد تكون مفتاحًا لفهم جزء من وجودنا. لكنها، في الوقت ذاته، تترك الجزء الأعظم من الحقيقة للحظة عظيمة، لحدث قد يعصف بكل ما نعرفه. قد يكون هذا الحدث هو اكتشاف مخلوقات أخرى، في عوالم موازية، ربما تتفوق علينا تطورًا، وتراقبنا في صمت، تسجل تحركاتنا، وتتأمل قراراتنا، بل وحتى غباءنا المتكرر. نعم، قد يحين اليوم الذي يسجل فيه التاريخ أننا كنا تحت عيون مراقبة، ترصد أخطاءنا وانحرافاتنا بلا توقف.

إنَّ عقل الإنسان، بكل ما أنتجه من عجائب وكوارث، يظل سلاحًا ذا حدين. فهل سنستخدمه لخلق مستقبل يعزز الحياة والتعايش؟ أم سنظل أسرى نزعاتنا التدميرية؟ التاريخ ينتظر إجابتنا، والكون يراقب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف