إيرانيو المهجر ومستقبل النظام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مرارًا وتكرارًا، يمعن النظام الإيراني في عملية الهروب إلى الأمام، والقفز على المعطيات والمتغيرات من حوله وفي العالم.
المظاهرات الصاخبة والحاشدة، التي ضجت بها شوارع بروكسل مؤخرًا، والتي نادت بسقوط النظام، قطعت الشك باليقين.
لقد فقد هذا النظام الاتصال بالواقع، وهناك فعلاً قطيعة حقيقية بينه وبين جيل كامل من الشباب في الداخل الإيراني وفي المهجر.
هذا الجيل يتطلع إلى الحرية والحياة، وليس القيود الثيوقراطية والماضي، التي لا يزال النظام حتى اللحظة يغذي بها عقول الجماهير المغيبة، والأمية وشبه الأمية.
لقد كانت رسالة الشباب الإيراني خلال الاحتجاجات في بروكسل واضحة وصريحة:
تكلفة بقاء هذا النظام قائمًا، أعلى بكثير من تكلفة إزالته.
لقد كانت رسالة موجهة للعالم، وللداخل الإيراني على حد سواء.
لقد تحدث العديد من الشخصيات الدولية المرموقة، من سياسيين ودبلوماسيين وبرلمانيين في ذات السياق، داعين العالم إلى النظر في مستقبل إيران القادم، وليس في نظام يحتضر.
ملالي طهران، وخلال ما يقارب النصف قرن، لم يدركوا أن حياة المواطن، وكرامة المواطن، ورفاه المواطن، هي القيمة العليا لأي ممارسة سياسية راشدة.
هذه الفكرة كانت غائبة تمامًا عن صانع القرار في طهران، فكان البديل هو الموت والحروب العبثية، والشعارات الفارغة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لم يدرك صانع القرار الإيراني أيضًا أن إيران جزء من نسيج المنطقة تاريخيًا وثقافيًا، ويجب أن تعمل مع هذا النسيج لا ضده!
ختامًا، هناك حتمية تاريخية لا مفر منها، وهي أن الأجيال الشابة هي التي تصنع التغيير دائمًا في تاريخ الأمم.
هذه الأجيال سوف تضع التوقيع النهائي لمستقبل إيران القادم، وإن غدًا لناظره قريب.