اللجنة الأولمبية تطالب بتشكيل هيئة دولية للتعامل مع الفساد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يشكل التلاعب بنتائج المباريات الآن أكبر تهديداً للحركة الأولمبية من المخدرات وفقاً لتصريح جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الذي يحاول معالجة هذه المشكلة مع بدء العد التنازلي لإنطلاق أولمبياد لندن 2012.
قال جاك روجالثلاثاء الماضي عندما استضاف ندوة لمكافحة الفساد في مقر اللجنة الأولمبية الدولية في لوزان التي حضرها مجموعة من وزراء حكومات ومسؤولين كبار عن هيئات رياضية وشركات المراهنات في محاولة للاتفاق بشأن ما ينبغي القيام به للقضاء على الفساد في أقرب فرصة: "إن تعاطي المنشطات غير القانونية قد تؤثر على رياضي واحد فقط، ولكن آثار فضيحة التلاعب بنتائج المباريات ستؤثر على المنافسة بأكملها".
ولكن على رغم أن الرياضات مثل كرة القدم والكريكيت والتنس - على سبيل المثال - واجهت كلها ادعاءات بالتلاعب بنتائج المباريات التي تورط فيها لاعبون شاركوا في الألعاب الأولمبية التي اقيمت في بكين وفرانكوفر، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية لم ترصد أي شيء مشبوه.
وخلافاً لبعض البطولات، حيث هناك العديد من المباريات على كل المستويات وتقام سنوياً وتكون عرضة للتلاعب بنتائجها، فإن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية تقام كل أربع سنوات، ومعظم المنافسين يشاركون في الألعاب الرياضية غير المعروفة نسبياً، ويتدربون في جزء كبير من حياتهم الشبابية من أجل ما يمكن أن يكون حصولهم على ميدالية ذهبية واحدة طيلة حياتهم المهنية.
فهل حقاً يمكن القول إنه من المحتمل أن يستغني مثل هؤلاء الرياضيين عن فرصة الحصول على ميدالية ذهبية من أجل المال؟ خصوصاً أن جميع المراقبين يعرفون أن سوق القمار لأولمبياد لندن 2012 ستكون كبيرة. ولكن هل ستكون أكبر من سوق المراهنات اليومية لمنافسات سباقات الخيول وكرة القدم والكريكيت غيرها من الرياضات؟
أقر روج بكل هذا في الندوة، ولكنه أضاف أنه لا يمكن للجنة الأولمبية الدولية أن تكون ساذجة ومتراخية. فالمراهنات غير القانونية هي التي تقلقه بشكل خاص، لأنه لا أحد يدري ما هي الرهانات التي سيعرضها الوسطاء في الهند والصين وأجزاء أخرى من آسيا مثلاً.
وطالب روج من الحكومات - بما في ذلك الحكومة البريطانية - باستخدام سلطاتها في التحقيقات والمحاكم لإتخاذ اجراءات صارمة ضد أي فساد يلوث سمعة وسلامة الألعاب كافة.
ولكن هناك أيضاً أجندة أخرى من استضافة هذه الندوة. فقد بقي لروج سنتان لإنتهاء رئاسته للجنة الأولمبية. وفعل الكثير حتى الآن لزرع صورة الرجل الذي يحاول تنظيف الحركة الأولمبية بعدما كانت المدن التي استضافت الألعاب الأولمبية ملوثة جداً بفضائح التعاطي بالمخدرات غير القانونية والمراهنات.
ويرى روج أن اللجنة الأولمبية هي كهيئة دولية واحدة التي يمكن أن تجمع حقاً كل الألعاب الرياضية والحكومات وأصحاب المصالح الآخرين تحت سقف واحد، لأخذ زمام المبادرة في حماية سلامة الرياضة ونزاهتها.
ونجحت اللجنة الأولمبية الدولية فعلاً من التعامل مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. ويود روج الآن أن يرى انبثاق هيئة عالمية مماثلة للتعامل مع الفساد.
ويمكن لأي مراقب أن ينظر إلى قضية التلاعب بنتائج مباريات الكريكيت - التي ثبت في وقت سابق من الشهر الماضي تورط اللاعبين الباكستانيين سلمان بوت ومحمد آصف ومحمد أمير فيها وتم ايقافهم لفترات طويلة (نشرت ايلاف تحقيقاً مفصلاً أواخر آب 2010 عند وقوع الحادث) - ويؤمن بأن هناك مشكلة موجودة بالفعل.
وتم كشف عن هذا التلاعب، الذي اعتبر أكبر فضيحة في عالم رياضة الكريكيت، بفضل تحقيق سري أجرته صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" البريطانية. لذا فقط كل ما تحتاجه الهيئات الرياضية والتشريعية، مثل اللجنة الأولمبية الدولية، إلى استباقية لتتاح لها الفرصة لإصطياد هؤلاء الذين يغشون عمداً للحصول على الأموال.