فان غال يبحث عن انقاذ سمعته من بوابة انتر ميلان في أبطال أوروبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبحث المدرب الهولندي المحنك لويس فان غال عن انقاذ سمعته وحفظ ماء الوجه عندما يتواجه فريقه بايرن ميونيخ الالماني مع ضيفه انتر ميلان الايطالي غدا الثلاثاء في اياب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم.
وبعد ان حسم مصير فان غال الذي يوقع اوراق طلاقه مع بايرن ميونيخ في نهاية الموسم بسبب فقدان النادي البافاري الامل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي وتنازله عن لقبه بطلا لمسابقة الكأس المحلية بخروجه من نصف النهائي على يد شالكه، سيكون الثأر من انتر ميلان وسيلة للمدرب الهولندي من اجل انقاذ سمعته وتوديع "اليانز ارينا" بافضل طريقة ممكنة.
وكان انتر ميلان حرم فان غال من رفع كأس دوري ابطال اوروبا للمرة الثانية بعد 1995 حين توج به مع اياكس امستردام على حساب ميلان الايطالي، وذلك بفوزه في نهائي الموسم الماضي على بايرن 2-صفر حارما الفريق البافاري من الظفر بالثلاثية.
ومن المؤكد ان فضل مسابقة دوري ابطال اوروبا كبير على فان غال لان اسمه لم يظهر الى الساحة القارية الا عام 1995 عندما قاد اياكس الى المجد، ما فتح الباب اماله للانتقال الى برشلونة الاسباني عام 1997 والفوز معه بلقب الدوري المحلي عامي 1998 و1999 والكأس المحلية عام 1998 والكأس السوبر الاوروبية عام 1997.
وكانت بداية فان غال مثالية في النسخة الحالية من المسابقة الاوروبية الام بعدما قاد النادي البافاري لانجاز قياسي من حيث عدد النقاط التي جمعها في دور المجموعات (15)، ثم اضاف اليها فوزا ثمينا جدا في معقل انتر ميلان في ذهاب الدور ثمن النهائي بهدف سجله ماريو غوميز في الدقيقة الاخيرة، ما منح بايرن افضلية هامة ومهد الطريق امامه للثأر من "نيراتزوري" وتجريده من اللقب.
لكن الوضع مختلف على الصعيد المحلي لان بايرن الذي يتخلف بفارق 16 نقطة عن دورتموند المتصدر، مهدد حتى بالغياب عن مسابقة دوري الابطال الموسم المقبل لانه يحتل حاليا المركز الرابع بفارق نقطتين عن هانوفر الذي سقط الجمعة امام كولن صفر-4، فيما حقق رجال فان غال فوزا كاسحا على الغريم التقليدي هامبورغ 6-صفر بفضل ثلاثية من مواطنه اريين روبن.
"تاريخ بايرن مرتبط بدوري ابطال اوروبا وليس يوروبا ليغ"، هذا ما قاله فان غال الذي علم الاثنين الماضي بان مشواره في النادي البافاري سيصل الى نهايته في اخر الموسم الحالي، مضيفا "يجب القيام بكل شيء ممكن من اجل ان يتمكن هذا النادي من المشاركة في هذه المسابقة الموسم المقبل".
واذا كان تركيز ادارة بايرن منصبا على احتلال المركز الثاني في الدوري المحلي والتأهل مباشرة الى دوري الابطال الموسم المقبل، فان فان غال وضع لنفسه هدفا مختلفا وهو الخروج من "اليانز ارينا" مرفوع الرأس من خلال رفع الكأس القارية المرموقة.
ويقول هذا المدرب الذي توج مع اياكس بجميع الالقاب الممكنة (الدوري والكأس وكأس السوبر المحلية وكأس الاتحاد الاوروبي ودوري ابطال اوروبا وكأس السوبر الاوروبية والكأس القارية) بين 1993 و1995، "اتيت الى بايرن لانه ناد من العيار الثقيل. احب ثقافته ويناسبني تماما، احب جماهيره التي تبادلني الشعور ذاته. اشعر بالحزن لاني لن اتمكن من مواصلة مشواري معه".
وكشف فان غال في اول تصريح له بعد قرار الادارة بالتخلي عن خدماته قبل انتهاء عقده، بانه يفكر بالابتعاد عن التدريب لموسم واحد لكنه لم يخف رغبته المتجددة في استلام مهام الاشراف على احد المنتخبات الكبرى وقيادته في نهائيات كأس اوروبا او كأس العالم.
وتابع "لسوء الحظ، لم يتصل بي احد (من المنتخبات) منذ يوم الاثنين".
وكان فان غال اشرف على منتخب بلاده من 2000 حتى 2002 لكنه اخفق في هذه التجربة لان "البرتقالي" لم يتأهل الى نهائيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ما دفع الاتحاد المحلي الى استبداله بديك ادفوكات.
من المؤكد ان فان غال استلم على الرجح اصعب مهمة في العالم عندما قرر ترك الكمار والالتحاق ببايرن ميونيخ عام 2009 لان التاريخ يظهر بان تسلم هذا المنصب في النادي البافاري العريق يعتبر مهمة شاقة للغاية.
فمنذ رحيل اوتمار هيتسفيلد للاشراف على المنتخب السويسري عام 2004 بعد ستة مواسم في النادي البافاري، فشل اي مدرب في الاحتفاظ بالمنصب لاكثر من موسمين، ما يؤكد صعوبة المهمة وهو ما اختبره فان غال الذي تحول من معشوق الجماهير بعد قيادته الفريق الى ثنائية الدوري والكأس المحليين ونهائي مسابقة دوري ابطال اوروبا الموسم الماضي الى المدرب المطالب برأسه.
بدت الامور "وردية" لفان غال في 23 الشهر الماضي عندما قاد بايرن للعودة من ملعب "سان سيرو" بفوز ثمين على انتر ميلان، لكن الامور انقلبت رأسا على عقب خلال فترة 10 ايام بعدما سقط بايرن على ارضه امام بوروسيا دورتموند (1-3)، ثم تنازل عن لقب مسابقة الكأس على يد شالكه (صفر-1)، قبل ان يوجه هانوفر الضربة القاضية للمدرب الهولندي بفوزه على بايرن (3-1) في المرحلة قبل الاخيرة.
كانت الخسارة امام هانوفر كافية لتحديد مصير فان غال، ما تسبب ب"معمعة" اعلامية حول الخليفة المحتمل وقد تحدثت بعض وسائل الاعلام عن مدرب تركيا الحالي الهولندي الاخر غوس هيدينك، او مواطنه مارتن يول ومدرب بايرن السابق وليفركوزن الحالي يوب هاينكيس الذي قاد ريال مدريد الاسباني الى لقب بطل دوري ابطال اوروبا عام 1998.
ووصل الامر بصحيفة "بيلد" للتحدث عن ان مدرب المنتخب الالماني الحالي يواكيم لوف هو المرشح الاساسي لخلافة فان غال، لكن من الصعب تصور رحيل لوب عن ال"مانشافت" قبل انتهاء عقده في 2012، خصوصا انه حقق نجاحا ملفتا خلال مونديال جنوب افريقيا 2010 حيث قاد بلاده بتشكيلة شابة الى المركز الثالث بعدما حقق انتصارين تاريخيين على انكلترا (4-1) والارجنتين (4-صفر) في الدورين الثاني وربع النهائي.
من المؤكد ان اي مدرب سيفكر اكثر من مرتين قبل الموافقة على تسلم هذه المهمة، وعليه ان يسأل فيليكس ماغاث عن مذاق الكأس المرة التي تذوقها في النادي البافاري في شباط/فبراير 2007 عندما اقيل من منصبه لان الفريق كان رابعا في الدوري المحلي خلال تلك الفترة، وذلك رغم قيادته الاخير الى ثنائية الدوري والكأس المحليين في الموسمين السابقين.
فان غال رفع شعاره "ميا سان ميا"، اي انا هو انا، لكن ذلك لم يساعده كثيرا في بايرن وابرز دليل على ذلك الهجوم الذي شنه عليه رئيس النادي اولي هونيس في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، معتبرا انه من الصعب العمل مع المدرب الهولندي لانه يتجاهل اراء الاخرين.
وفان غال ليس هو المدرب الوحيد الذي دخل او سيدخل في مشكلة مع هونيس، لان اي مدرب لا ينجح في قيادة النادي البافاري الى المركز الثاني على اقل تقدير وبالتالي المشاركة المباشرة في دوري ابطال اوروبا، فسيكون عليه ان يخرج من الباب الصغير.