فايسبوك يكشف قناعات حاكم دبي ويتيح التواصل مع أصحاب القرار

يمكن للمطلع على الصفحة الشخصيّة لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على شبكة فايسبوك الاجتماعية أن يدرك وبسهولة ميولاته الأدبية وبعضا من ملامح شخصيته التي قد لا تكشفها إدارته لشؤون الإمارة.

دبي: في الإمارات انضم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منتصف العام الماضي إلى الملايين من مستخدمي فايسبوك عبر العالم،متيحاً لأصدقائه الجدد الدخول إلى عالمه الشخصي والعائلي، علاوة على طرح آرائه في القضايا الشبابيةوالحياتية اليومية فاسحاً المجال لتلقي الردود.

وفي اطار عرض معلوماته في صفحته الشخصية، أشار آل مكتوم إلى مجموعة كتب عالمية يفضلها وهي لأدباء ومفكرين معروفين تعكس الى حد ما توجهاته في خدمة القضايا الانسانية كالحد من العنف ومكافحة الأمراض والفقر.

ومن هذه الكتب "قصة تجاربي مع الحقيقة" للمهاتما موهنداس غاندي الذي يُعد أول من نقل التجارب الروحية الى ميدان السياسية عبر المقاومة اللاعنفية وترجم المفاهيم الروحية المتعلقة بالديانة الهندوسية مثل "أهيمسا :الأذى" إلى واقع ممارس في الحياة العامة أدى الى تحرير الهند من التبعية البريطانية.

ومن الكتب التي يفضلها حاكم دبي أيضا كتاب "الحرب والسلام" للمفكر والأديب الروسي ليف تولستوي، الذي ترجم فيه فلسفته الدينية والأخلاقية في قضايا مكافحة العنف بشتى اشكاله بما فيها عنف الدولة والحروب وعنف الجماعات الثورية والعنف ضد العمال والفلاحين، طارحا رؤية جديدة تكمن في ضرورة تحول حياة الناس نحو الأفضل عبر الارتقاء الداخلي بالبشر وادراك المبدأ الإلهي في روحانيتهم.

كما يقرأ حاكم دبي محمد بن راشد "مقدمة ابن خلدون"، و"عودة الروح" لتوفيق الحكيم، وثلاثية نجيب محفوظ، ومذكرات السياسيين في العالم أمثال نيكسون وهنري كسنجر شارل ديجول وغيرهم.

وفي معرض تقديمه لنفسه يؤكد الشيخ محمد بن راشد على انه تربى ضمن عائلة تؤمن بأهمية توظيف البصيرة في الخدمة العامة والعمل الخيري وهو يحاول تطبيق ذلك من خلال منصبه وفي حياته اليومية، مشيراً الى العديد من المشاريع الانسانية التي اطلقها ويفتخر بها كمشروع "دبي للعطاء"، وغيرها من الاسهامات المؤسساتية الأخرى الهادفة الى خلق شريحة قيادية عربية شابة قادرة على ترجمة الرؤى في مؤسسات ريادية.

ويشير الى انه كمسلم يحترم جميع الديانات وجميع الناس بغض النظر عن ايمانهم ومعتقداتهم. كما يعرب عن شغفه بالرياضة لاسيما الفروسية حيث يهوى ركوب الخيل مع أفراد عائلته، ويعتبر أن من المهم تقاسم الدروس والتجارب الشخصية التي تعلمها في حياته ومشاركتها مع الآخرين لا سيما فئة الشباب الذي يرى فيهم المستقبل.

وكان عدد عدد المسجلين في الصفحتين الشخصيتين له على موقعي فايسبوك وتويتر قد تخطى النصف مليون منتصف العام الجاري، ليقارب المجموع 632 ألفًا مؤخراً.

وبلغ عددهم 281 ألف و 963 مشتركًا في فايسبوك و 349 ألف و 673 مشتركًا في تويتر. وتنوعت جنسيات المشتركين والمشتركات من دول عدة في العالم وكان نصفهم من العرب، كما تنوعت الصور المعروضة في الصفحة من مناسبات عامة وصوره مع ابنائه وعائلته .

"ايلاف" استطلعت بعض الآراء حول اشتراك الساسة واصحاب القرار في فايسبوك وتويترفأشار فهد سلطان الى انه يرحب بأي تواصل مع اصحاب القرار قائلا: "إني أشارك في التهاني وابداء الاعجاب بالشخصيات العامة التي تستهويني"، مؤكدًّا أن ذلك يمنحه فرصة للتعبير عن آرائه ومراسلتهم.

وردا على سؤالنا حول تقدمه ببعض الافكار او النقاشات من خلال فايسبوك قال: "غالبا ما نجد ان التعليقات بعظمها ايجابية كون الانسان بطبيعته لا يضع على صفحته الا الأخبار السارة، ونجد ان بعض الشباب يطلب عملا او مساعدة من "مسؤول" عبر فايسبوك".

وعبرت عفراء محمد عن محبتها الغامرة لحاكم دبي مؤكدة انها تتابع يومياً صفحته على فايسبوك كما أنها من أشد المعجبات بإنجازاته وقالت: "نحن نفخر بشدة بشيوخينا لأنهم نقلوا لنا بلادنا الى مكانة متطورة في العالم ونحن نريد ان نعبر لهم بصدق عن شكرنا وقد أتاح لنا فايسبوك فرصة ذهبية للتعبير عن امتناننا لهم".

أما نورا المنصوري فأكدت على اهتمام الشباب الإماراتي بمتابعة أخبار القادة على المواقع الاجتماعية الإلكترونية مشيرة الى ان تجربة استفتاء الطلاب حول بدء العام الدراسي كانت ناجحة وقالت: " لقد سعدنا جدا بطرح صاحب السمو على فايسبوك السؤال حول الموعد الأنسب لبدء العام الدراسي، فقد كانت الردود حيوية واظهرت ان معظم المشاركين ابدوا رغبتهم بأن يبدأ العام الدراسي بعد رمضان وهذا ما كان فعلا".

من جهة أخرى تمنى م. السويدي ان تكون صفحات أصحاب القرار تعكس الرغبة الصادقة في التواصل مع المواطنين وحل مشكلاتهم الفعلية اليومية التي تواجههم وان تكون منبراً ليسمع المسؤولين صوتهم مباشرة، مؤكدا انه يرحب بالتواصل مع المسؤول عبر فايسبوك في وقت يتعذر الاتصال به مباشرة متمنيا ان يتابع صاحب القرار الصفحة بنفسه، لا ان يترك إدارتها لأشخاص آخرين من المحتمل ألا ينقلوا له الصورة بشكلها الدقيق .

أما رانية عبد الحميد فأشارت الى انها لم تضف أحداً من الشخصيات العامة الى قائمة اصدقائها وهي تفضل ان يكون اصدقاءها على فايسبوك من المقربين منها والذين تعرفهم شخصياً، مشيرة الى ان وقتها لا يسمح لها بالتواصل اليومي معهم غير انها تجد ان حضور اي شخصية عامة في المواقع الاجتماعية بادرة ايجابية.

أما الصحافي محمد عمر فقال: "انا اتابع باهتمام صفحات المسؤولين وبشكل يومي لانني أجد فيها مادة صحافية غزيرة من صور وأفلام فيديو قصيرة" مشيرًا الى ان المجموعات على فايسبوك وساحات النقاش تعد: "مادة اعلامية زخمة لأنها تعبر بصدق وحيوية عما يواجهه الناس وتمنح الصحافي فرصة التواصل المباشر واستطلاع أراء شريحة كبيرة من الناس ويعد فايسبوك ميدانا ممتازا للاستفتاء وترويج الحملات الانتخابية".