تكنولوجيا

فايسبوك يردم الهوة بين سياسيي لبنان والمواطنين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كما هو الحال في بقية الدول العربيّة، لا يقتصر التواجد السياسي على فايسبوك على الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان فقط، بل ينسحب على كل السياسيين تقريبا، وان كان بدرجات متفاوتة. ويظلّ ذات الإشكال مطروحا في لبنان، إذ أن معظم الصفحات لا يشرف عليها السياسيون المعنيون بأنفسهم بل يتجند لها فريق من المعجبين.

صفحة الرئيس اللبنانيّ على فايسبوك

بيروت: "تعرف على الرئيس سليمان كزوج، أب، جد وانسان. نظرة أعمق على حياته الشخصية. حصرياً".. جملة ممهورة بصورة عائلية للرئيس سليمان مع أطفال يبدو أنهم أحفاده.

هذا ليس عنوان تحقيق صحفي في مجلة اجتماعية، بل اعلان يظهر أمامك وأنت تتصفح "بروفايلك" على فايسبوك. وتحت الصورة والجملة الإعلانية عدد أصدقائك الذين أحبوا هذه الصفحة وكلمة like، التي توحي لك بأنه دورك لتنضم إلى لائحة المعجبين.

وعندما تنقر على الصورة تظهر أمامك صفحة بإسم الرئيس سليمان ولكن هذه المرة في صورة رسمية وهو يمثل لبنان في الأمم المتحدة، وتتضمن الصفحة أخبار ونشاطات الرئيس السياسية والاجتماعية.

التواجد السياسي على فايسبوك لا يقتصر على الرئيس اللبناني فحسب، بل ينسحب على كل السياسيين، وان كان يتفاوت بين سياسي وآخر.

وتختلف أشكال هذا التواجد ايضاً، فالبعض ينحصر حضوره في مجموعة "group" أنشأها له المعجبين، والبعض الآخر يذهب أبعد من ذلك من خلال امتلاكه حساباً شخصياً"personal account" يطل من خلاله كأي مواطن عادي يتواصل عبر الشبكة الاجتماعية، مع فارق أن الأصدقاء ليسوا أصدقاء دراسة أو عمل أو مشاريع أصدقاء، بل هم في الغالب معجبون، أو غير معجبين.

ردم فايسبوك الهوة بين السياسي المتربع على عرش مخملي وبين المواطن العادي، وتحوّل السياسي من النجم الذي لا يُرى إلا على المنابر وفي المناسبات الى شخص قريب يمكن التواصل معه من المنزل ومن دون رسميات.
وكباقي الوسائل الإعلامية، تحوّل فايسبوك إلى منبر للسياسيين، ولكنه منبر حرّ يقولون فيه ما يريدون من دون رقابة، وكأن عدوى الحديث الذي "ليس عليه جمرك" على الانترنت بين الناس عامة انتقل الى الساسة.

أما الجمهور المستهدف فهو الشباب، وقد يكون كل ذلك نتيجة طبيعية للطابع الشبابي الذي يظهر في المجلس النيابي اللبناني الحالي.

فما هي حكاية السياسيين اللبنانيين مع الفايسبوك؟

تزامن انطلاق ظاهرة تواجد السياسيين على فايسبوك مع أحداث 7 أيار 2008، حيث برزت الانترنت كقوة اعلامية فاعلة وكساحة للاقتتال الافتراضي الذي حمل في طياته كماً لا يستهان به من الاحتقان.

وبعد سنتين على انتشار هذه الظاهرة، وفي جولة سريعة على الصفحات نكتشف أن وزير الداخلية والبلديات زياد بارود هو الأكثر شعبية، ففي الوقت الذي ينحصر الاعجاب بالسياسيين ومتابعتهم ضمن اطار مؤيدي الحزب أو الجهة السياسية التي اليها ينتمون، هناك شبه اجماع على بارود بين اللبنانيين، ويقارب عدد المنضمين الى صفحته الرسمية الـ 45 ألفاً، يزيدون كل يوم بوتيرة متسارعة. وقد تكون صفحاته على فايسبوك أحد الأماكن القليلة التي يلتقي فيها مناصروا 8 و14 آذار، وفيه قد تجد مصادفة مثلاً صورة السيد حسن نصرالله إلى جانب صورة سعد الحريري، طبعاً ممهورة بأسماء لبنانيين أحبوهم لدرجة أنهم وضعوا صورهم كصورة "بروفايلهم" الخاص.

هذا من ناحية الشعبية، أما من ناحية النشاط فقد يكون النائب نهاد المشنوق الأنشط بينهم، اذ لديه صفحة خاصة، وتعدى أصدقائه الـ 5000، وهو يدعوهم الى غرف دردشة عبر الانترنت.

ومن أصدقاء المشنوق على فايسبوك، حسن قاسم، وهو صحفي ناشط على الشبكة الاجتماعية و"صديق فايسبوكي" لعدد من السياسيين ويتواصل مع عدد منهم. ويشك قاسم أن يكون المشنوق هو من يتابع صفحته شخصياً، مشيراً الى أنها أشبه بموقع سياسي تغيب عنه الأخبار الشخصية.

وعن رأيه بظاهرة تواجد السياسيين على فايسبوك، والتي أجرى بحثاً موسعاً حولها في لبنان والعالم، يرى قاسم ان الفايسبوك لبى طموح أي لبناني في الحصول على منبر، و"اللبنانيون يحبون أن يكونوا نجوم".

واعتبر أن السياسيين يستغلون الشبكة العنكبوتية، فعبرها يمكن مخاطبة الكل حتى من لا يتابعهم عبر التلفزيون، وما يقال عبر فايسبوك لا يقال عبر بقية وسائل الإعلام، إذ لا رقابة عليه.

وذلك يجعل من فايسبوك بنظره جمهورية جديدة غير الجمهورية اللبنانية، جمهورية لها طبيعتها وقوانينها الخاصة، خصوصاً في التعامل بين اللبنانيين، فلا مراتب، الكل متساو ويملك حق التعبير عن رأيه من دون أن يخشى أن يرتد عليه ذلك بملاحقة قانونية.

أما الجانب السيء في الموضوع في رأي قاسم فهو أن العدد الأكبر من السياسيين لا يتابعون صفحاتهم شخصياً بل يقوم بذلك مساعديهم أو معجبيهم الذين يحوّلون صفحات بعضهم الى ما يشبه الموقع الالكتروني لدرجة توحي بتجند فريق عمل متكامل لهذه الغاية.

وهنا يطرح التساؤل عن تلاقي تواجد السياسيين عبر فايسبوك مع مبدأ الدعاية، وعن مدى المصداقية في الأخبار التي تنقل؟ وفي هذا الصدد، يعتبر قاسم أنه لا يؤخذ أكثر من 10% مما يقال على محمل الجد، لافتاً الى أنه على المراقب أن يميّز الأخبار الصحيحة من الدعائية.

بين العالمين الواقعي والافتراضي، يطرح البعض فرضية تحوّل فايسبوك إلى حكومة الكترونية. الا أن المعطيات تجعل من هذه الفرضية غير قابلة للتحقق، فهذا العالم افتراضي برمّته ولا يغيّر شيئاً من الواقع الحقيقي، والسياسيون على فايسبوك، وان كانوا يروجون لمشاريعهم السياسية، فإنهم لا يملكون أي سلطة تنفيذية، بل على العكس، قد تكون السلطة هذه المرة في يد المواطن الذي يقرّر من هو السياسيّ المحبوب أكثر من غيره.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فكرة الملف
محمد الأسعدي -

فكرة الموضوع جميلة واعتقد انها ستدفع بكثير من الساسة العرب نحو مزيد من الفضول للإنضمام لهذه الصفحات الإجتماعية أو تفعيل حضورهم ان كانوا غير فاعلين. شكرا لفريق العمل وشكرا لـ نسرين على أدائها المتميز دائماً على صفحات إيلاف...