كسوف القمر قد يساعد على البحث عن حياة في الكواكب الأخرى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قد يساعد لون القمر خلال كسوفه على تمكين علماء الفضاء من مراقبة الكواكب النائية.
لندن: من المتوقع أن يساعد لون القمر المحمر خلال كسوفه هذه الليلة (والناجم عن تفلتر ضوء الشمس عبر المجال الجوي للأرض) إلى تمكين علماء الفضاء من مراقبة الكواكب النائية وهي تمر من أمام نجومها.
فمع وقوع الأرض ما بين الشمس والقمر يتغير لون سطح القمر من الأبيض إلى البرتقالي ثم إلى اللون الخمري فالأسود، يستطيع المرء أن يرى تأثير المجال الجوي الأرضي على لون ضوء الشمس العابر إليها. لكن المجال الجوي يقوم بشيء مختلف خلال فترة الكسوف، فهو يقوم بربط أشعة الشمس بالمواد الكيميائية الخاصة بالغازات في المجال الجوي.
وخلال السنتين الأخيرتين استخدم فريقان من علماء الفضاء هذا التأثير لتحديد كيف تبدو الأرض بالنسبة لكوكب ناء عنها يدور حول نجم ما.
فعن طريق تحليل الضوء المنعكس عن القمر خلال فترة كسوفه تمكنوا من رصد غازات في المجال الجوي تشير إلى وجود حياة عضوية على الكوكب، وهذا التكنيك قد يساعدهم مستقبلا على الكشف عن الحياة العضوية في حالة وجودها في كواكب أخرى باستخدام تلسكوبات عملاقة تسلط على الأرض.
ووصفت سارة سيغر الفيزيائية من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا لمراسل صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" التجربة العلمية بأنها "مثيرة".
وأضافت أن "الأرض هي أفضل مختبر لنا، إنها الكوكب الوحيد الذي نعرف أن فيه حياة. لذلك فإننا نريد حقا أن نفهم كيف تبدو الأرض من مسافة نائية جدا".
بدأت هذه التجارب المتزامنة مع كسوف القمر قبل عامين وقاد فريق البحث انريك بال مع معهد علم الفضاء لجزر الكناري في تنريف.
وكان السؤال: كيف سيبدو المجال الجوي الأرض من مسافة نائية حين يمر كوكب الأرض من أمام الشمس.
ولأن الفريق العلمي لم يتمكن من السفر مسافة بعيدة بما فيه الكفاية لمراقبة الأرض خلال مرورها أمامهم حين تكون الشمس وراءها استخدم الباحثون كسوف القمر الكامل الذي جرى في أغسطس 2008 فمن منظور القمر تكون الأرض في مرحلة انتقالية (أي حين تكون الشمس وراءها) مما يجعل الأرض أمام القمر، وهذا ما يقطع الطريق على أشعة الشمس المباشرة من الوصول إلى القمر مما يمنعه من التألق.
لكن الجالس في القمر سيتمكن من مشاهدة قدر من الضوء الأحمر الشاحب وهو على شكل هالة حول قرص معتم هو الأرض.
افترض الدكتور بال وزملاؤه أن هذا الضوء المنعكس إلى الأرض من سطح القمر سيحمل الآثار الطيفية للجزيئات في المجال الجوي للأرض.
ولتحقيق ذلك استخدم بال وفريقه جهازين لقياس الطيف مثبتين على ظهر تلسكوبين في نقطتين مختلفتين على سطح الأرض- واحد لقياس أشعة الضوء المرئي وآخر لقياس اشعة الضوء ما دون الحمراء. وتمكن الفريق من مشاهدة علامات ثاني اكسيد الكربون والماء والميثان والأوزون والاكسجين الجزيئي في ضوء شمس شبيه بذلك الضوء القادم وقت الغسق والمنعكس من القمر خلال فترة كسوفه.