تكنولوجيا

من يربح المعركة بين غوغل والصين: حرية الانترنت ام الرقابة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رحبت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ب"الموقف الشجاع" لغوغل لرفضه الانصياع لقواعد النظام الشيوعي الصيني

بكين:رأى أنصار حرية الانترنت ان قرار شركة الانترنت الاميركية العملاقة "غوغل" اقفال محركها للبحث في الصين يشكل انتصارا لكن محللين يؤكدون ان لا ممارسي الرقابة الصينيين ولا معارضيهم سيخرجون منتصرين من هذه المعركة.
ورحبت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ب"الموقف الشجاع" لغوغل الذي خرج كبيرا من النزاع لرفضه الانصياع لقواعد النظام الشيوعي الصيني بقراره التوقف عن ممارسة الرقابة الذاتية على محرك البحث غوغل.سي ان.

ويرى آخرون ان ممارسي الرقابة في الصين هم الذين ربحوا اختبار القوة هذا الذي استمر شهرين، اذ لم يمتثلوا إلى تهديدات غوغل بالانسحاب، ما يسفر عن ازدياد خطر تشديد الرقابة على اكبر مجموعة لمستخدمي الانترنت في العالم (400 مليون شخص).
لكن علامات استفهام تطرح حول الظروف التي ادت الى انسحاب اكبر محرك للبحث في العالم من الصين القارية، ولا سيما بعدما وافق غوغل طوال اربع سنوات على ممارسة الرقابة الذاتية لتأمين حضوره في هذه السوق العملاقة.

وتساءل جان فيليب بيجا من مركز الدراسات الفرنسية حول الصين المعاصرة في هونغ كونغ، "لماذا قرروا فجأة انهم لا يستطيعون الخضوع للرقابة؟".
ويجيب "ثمة يقظة ضمير. انهم يخسرون روحهم في الصين، حاولوا لكن الامر لم ينجح وهذا تفسير نصف مقنع".

وتعرضت المجموعة الاميركية ايضا لضغوط مارستها بكين العام الماضي حين اتهمتها بالترويج للعنف والاباحية.
وقد اصيبت بانتكاسة بعد استقالة رئيسها في الصين لي كاي فو صاحب الشخصية المميزة، ثم كانت هدفا لهجومات كثيفة عبر الانترنت.

وقال الباحث ان "شيئا ما قد حصل"، من دون ان يستبعد ان يكون الصينيون انتهكوا اتفاقا مع غوغل حول خدمة البريد الالكتروني التابعة له "جي ميل" على سبيل المثال او ان تكون الولايات المتحدة "سئمت الهجمات التي يشنها قراصنة انترنت" صينيون وان يكون قرار اقفال غوغل الذي ينطوي على بعد سياسي واضح، "جاء ردا على ذلك".

واضاف ان القضية يمكن ان تكون في نظر غوغل مجرد "مسألة استراتيجية تجارية"، في وقت يريد فيه العملاق الاميركي الذي شكك فيه عدد كبير من البلدان "اعادة تلميع صورته على الساحة الدولية".

واذا ما بدت الصين من جانبها منتصرة بتمسكها بمبدأ الرقابة، فانه انتصار كان الطرفان خاسرين فيه.

وقال رينو دو سبينس الخبير في شؤون الانترنت في الصين ان "الحكومة الصينية لم تتحكم بالمعركة"، موضحا ان "كل الصحف تحدثت عن الرقابة بصراحة تامة. كان الامر جديدا الى حد كبير ما حمل الجميع على مناقشة هذا الموضوع".

واضاف ان هذه الرقابة "مدانة بالكامل من قبل كل إمكانات الالتفاف عليها".

وقال "اليوم ثمة توسع كبير لسوق الشبكات الخاصة في الصين +في بي ان+، وعدد كبير من المؤسسات الصينية الذائعة الصيت التي تبيع شبكات خاصة للالتفاف على الرقابة".

واوضح دو سبينس ان "الرقابة اليوم غير ملائمة بسبب نضج الرأي العام الصيني".

وتتوافر لمستخدمي الانترنت الصينيين وسائل عديدة ليست بالغة التطور ولا مرتفعة الكلفة (تبلغ كلفة ارخص الشبكات الخاصة 25 يورو سنويا)، حتى يتجاوزوا برشاقة الجدار الكبير الذي اقامته بكين -- بمساعدة التكنولوجيا الاميركية خصوصا -- لمراقبة الانترنت.
ونقلت دراسة اجراها متخصصون عن بيجا قوله ان "حوالى 30% من مستخدمي الانترنت يتخطون الجدار".

ورغم كل شيء، يعرب بعض محللي شؤون الانترنت في الصين عن قلقهم من العواقب التي تنجم عن مغادرة غوغل.

وقالت ريبيكا ماكينون على موقعها ان "الوضع في الصين، على صعيد الرقابة على الانترنت وتنظيمه واستخدامه، لن ينتظم على الارجح في القريب العاجل، ويمكن في الواقع ان يتفاقم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف