الاختراق العلمي الكبير الذي سيغير كل شيء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أكمل العلماء فك شفرة الجينوم _ كتاب الحياة الانسانية. وسيغير مخطط الحمض النووي الذي تم فكه للتو كل شيء حولنا. وهذا الانجاز الذي ظل مجرد حلم قد بدأ بتغيير الزراعة وعلم الطب الجنائي وعلم الآثار والبيولوجيا والطب.
وخلال العقود القادمة فإن هذا الانجاز سيحقق أرباحا تصل بالمليارات لهذه الصناعة استنادا إلى "برنامج الحياة" المتمثل بشفرة الحمض النووي للانسان الذي تم فكها بشكل كامل للتو. وهذا سيحسن صحة الانسان ويطيل سنوات عمره وهو قادر على تحديد مسار المستقبل وصياغة ملامح الأطفال الذين لم يولدوا بعد.
وهو سيبدأ بتغيير الطرائق التي يفكر فيها البشر حول أنفسهم بشكل مهول وحول الحيوات القائمة على كوكب الارض.فباستخدام قوة كومبيوترات هائلة وروبوتات شديدة التطور تمكنت فرق من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة بفك أبجدية الحمض النووي التي تصيغ وتحدد الوجود الانساني. وعند طبعها على صفحات من قياس أيه 4 فإن المخطط سيحتل 750 ألف صفحة.لكن هذه الشفرة الخاصة للكروموسومات والمكتوبة في المواد الكيميائية الأربع المكونة للحمض النووي لن يتم أبدا طبعها. بدلا من ذلك فإنه سيتم لصقها على الانترنت بأقساط يومية لتمكين الباحثين في شتى أنحاء العالم من الاستمرار في تحقيق ثورة جديدة في فهم الحياة نفسها. وهي كما ذكرت صحيفة الغارديان اللندنية ستساعد على إزالة الأمراض الوراثية التي ألحقت أضرارا بالغة بأجيال متلاحقة من نفس العائلة. وحسب عدد الاختلالات التي تنجم عن أخطاء في جين واحد بـ 4000 اختلال وتتأثر الأمراض القاتلة تلك التي تصيب القلب بمزيج من الجينات.
فعن طريق "قراءة" برنامج ما هو متوارث سيكون بإمكان الأطباء ولأول مرة بمعالجة المرض بدلا من معالجة المريض. فهم سيعرفون بالضبط كيف تسمح الكيمياء البيولوجية للاختلال بالحدوث وعند ذلك سيكون بإمكانهم تصحيحه من دون اي أعراض جانبية مؤذية للمريض.لكن مع المخطط للحياة البشرية لا يعني معرفة عمل كل كروموسوم وكل جين في الحمض النووي. لذلك فإن هناك عملا شاقا سيستغرق عقودا وإذا كانت هناك آلاف من الجينات التي أصبحت معروفة فإن هناك عشرات الآلاف منها ما زالت بحاجة إلى فك شفرتها. ويمكن أن يكون عدد الجينات لدى الانسان 140 ألف ويمكن أن يكون 40 ألف.
ففي المسار الذي سيتطلب الكشف عن الجينات المسؤولة عن البدانة وطول العمر والطريقة التي تتشكل وفقها الأطراف أو الكيفية التي ينمو وفقها الدماغ سيغير العلماء كل التوقعاتحول الحياة الانسانية بطرائق عميقة جدا، وسيثيرون أسئلة جوهرية مثلما يثيرون آمالا هائلة.
العلماء ينتهون من أول مخطط لطبعة الحمض النووي
في سياق آخر أعلن علماء في لندن وواشنطن عن انتهائهم من أول "مسودة" لمخطط الحمض النووي للحياة الانسانية واصفين هذه الخطوة بأنها أهم جهد انساني تم انجازه حتى اليوم وهو متقدم حتى على شق الذرة والوصول إلى القمر.
وضمن هذا السياق قال كولن بليكمور رئيس المنتدى الأوروبي لعلم الأعصاب نقلا عن صحيفة الغارديان اللندنية إن مشروع فك كل نص الحمض النووي البشري "سيكون في موقع أهمية أعمال شكسبير ورسوم رامبرانت وموسيقى فاغنر.. وهي ستخبرنا في نهاية المطاف عن الوضع البشري بشكل كامل لكنها ليست سوى خطوة أولى في عملية اكتشاف طويلة".لكن حتى الاسبوع الماضي ظل الشركاء الأميركان ينكرون معرفتهم بالإعلان عن هذا الإنجاز وظلوا يحاولون التوصل إلى اتفاق مع كريغ فنتر رئيس الشركة البيوتقنية الأميركية "سيليرا جينوميكس" التي دخلت الميدان متأخرة لكنها أصبحت تهدد في احتلال الموقع الأول والبدء ببيع الجينوم البشري.وأثارت هذه البادرة جدلا حادا ما بين علماء الجينوم البشري والدكتور فنتر.
فالعلماء البريطانيون وزملاؤهم الأميركيون ظلوا مصرين على أن تبقى البيانات الخاصة بالجينوم متوفرة بشكل مجاني وفوري وللجميع. وكان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قد أعلنا في أوائل هذا العام عن دعمهما لهذا التوجه.وقال الدكتور روي ويتفيلد رئيس شركة "انسايت" المتخصصة في حقل تكنولوجيا البيولوجيا بكاليفورنيا لمراسل الغارديان: " أظن أنه عهد رائع للبيولوجيا وأنا أصفه بأنه بداية لآلاف السباقات. فإذا كنت مصابا بسرطان القولون فالسباق سيكون لإشفاء سرطان القولون. وإذا كنت مصابا بالروماتيزم فإن السباق هو لإشفاء الروماتيزم. إنها البداية لسباق طويل ذي تأثير هائل على صحة الجنس البشري".