المواقع الاجتماعيّة... إمبرطورية للحرية الافتراضية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى عدد من المراقبين أنّ بريق المدونات بدأ يتراجع لصالح مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و" فيسبوك"، فبعد أن كان المُبحر يلجأ إلى الصحف الالكترونية للاطلاع على الأخبار، بات بمقدوره الآن الانضمام إلى مجموعة تنقل له تلك الأخبار بشكل أسرع ،كما أن فيسبوك يعد فضاءً حرا للتعبير دون قيود، وهو ما عزّز قلق السلطات الرسميّة.
دبي: سلطت التوترات التي قدمها الفضاء الافتراضيّ في السنوات الأخيرة الضوء على الكثير من الوقائع الشخصية والاجتماعية وبالتالي السياسية على حد سواء، حيث كشفت زيف الأنماط الجاهزة المنمقة التي تخرج إلى الإعلام بعد فلترتها وأصبح جمهور الشباب غير آبهٍ بوسائل الإعلام الأخرى، مكتفيا بالانضمام إلى مملكة فيسبوك وعالم المدونات كي يعبر عن رأيه بحريةتاركًا السياسيين في واديهم البعيد وعصرهم السحيق.
وعلى الرغم من أن المدونات حازت على البريق اثر انتشار المواقع الالكترونية غير ان المراقبين اليوم يجدون أن متابعتها من قبل القراء بدأت تخبو وتتراجع لصالح مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و" فيسبوك" فبعد أن كان القارئ يلجأ إلى الصحف الالكترونية للاطلاع على أحداث معينة فإنه الان ينضم بسهولة الى مجموعة تنقل له الأخبار بشكل أسرع وأكثر حرية ودون تطويلات صحافية مضجرة. كما ان فيسبوك يعد فضاءً حرًا للتعبير دون قيد او شرط او قاعدة .
من جهة أخرى فإن السلطات الرسمية - لاسيما في الدول العربية - محتارة وشديدة القلق حيال انتشار مواقع التواصل وتبدو في معظم الاحيان انها غير مسيطرة على مجريات الاحداث الداخلية والخارجية على حد سواء ما أفقدها الهيبة وجعل الميدان السيبيري فضاء رحبا للمعارضة حيث نجد أن قضايا الفساد وأوضاع السجون والأوضاع السياسية هي محور خصب لتبادل التهم والفضائح في ساحة فيسبوك .
بطبيعة الحال، فإن هذا الأمر ينطبق على الأوضاع الفنية والظواهر الاجتماعية والدينية وغيرها التي تجد في الفيسبوك ساحة حرب مفتوحة على جبهتها ساسة ورجال دين واقتصاديون ومعلنون.
ميدان المعارك السياسية والحملات الانتخابية
"فيسبوك" الميدان الأبرز وحلبة الصراع الرئيس في مصر، ففي الوقت الذي تفرض فيه السلطات قيودا حديدية على كل من يصب في خانة المعارضة تلجأ الجماعات المعارضة والمحظورة الى الفيسبوك فتحشد تأييدا منقطع النظير، وما زالت قضية صور ليلى البرادعي ابنة المرشح محمد البرادعي على "فيسبوك" متفاعلة وبغض النظر عن مضمون الصور "العادي" فإن هوية من انشأ الصفحة لا تزال مجهولة ووظف مضمونها للتشكيك في احترام البرادعي للمبادئ الدينية كون الاخوان المسلمين هم الداعم له في حملته الانتخابية.
أحمد جلال مصري ناشط على "فيسبوك" و"تويتر" ومؤيد للبرادعي قال لإيلاف:" لاشك في ان الصور هزت ثقة بعض المتحمسين للبرادعي لان ظهور ابنته شبه عارية ووجوده على طاولة تحتوي على الكحول امر يزعج كثيرين "
أما عن رأيه الخاص فيقول: "يجب أن لا ننحرف عن الهدف الاساس وهو تغيير النظام الحالي والصور لا أرى بها بأسا فهذا تصرف شخصي الاهم هو الاتفاق على المبادئ الاساسية السياسية والأهداف الإستراتيجية لمصر".
شخصيات وهمية وأسماء مستعارة:
وعن انتشار الفيسبوك بين الشباب قال :" فلتفعل الدولة ما بدا لها فالانترنت هي الوسيلة الأهم نحن الشباب لا نتابع الصحف وندخل بأسماء مموهة ونشارك بأسماء مستعارة كي لا نتعرض للادانة في آرائنا.. يبتسم ويقول " اسمي هذا احمد ايضا مستعار".
ويؤكد جلال ان هناك من يدخل المجموعة لمراقبتها كمخبر ونحن كأصدقاء احيانًا نشك في انضمام شخص يظهر التعاون والمحبة كي يطلع على أسرار المجموعة.
الحال لا يختلف عنه كثيرا في سوريا حيث تراقب السلطة بعين لا ترحم كل من تسول له نفسه ان "يبث الفتن ويحرض على النظام "من وجهة نظرها ، لذلك فقد كانت حتى وقت قريب تمنع "فيسبوك" وتحجب الكثير من المواقع فيما تعرض العديد من المدونين والمدونات الى الاعتقال على خلفية نشرهم لآراء لا يوافق عليها النظام .
ريم محمد سورية مقيمة في فرنسا تنشط في قضايا الدفاع عن الحقوق المدنية وعضو في مجموعات تدافع عن حقوق الانسان في سوريا وتقول :" لم نسع يوما الى شتم احد في مجموعتنا على فيسبوك " مؤكدة أن جل ما تسعى اليه "ان ترى بلدها الاساس سوريا يتحلى باحترام حقوق البشر أسوة بما نراه هنا في فرنسا"، وأشارت ريم إلى أن بعض أفراد المجموعة على فيسبوك المقيمين في سوريا يخشون ان يتعرضوا لمساءلة ما لذلك فالكثير منهم يستعمل اسماء وهمية او رمزية "
الدراما الرمضانية ضيف مثير على فيسبوك
حلت المواضيع التقييمية المتعلقة بالدراما والمسلسلات والاعمال الفنية ضيفا اساسيا في مجموعات "فيسبوك" حيث انقسم الجمهور بين مؤيد لغادة عبد الرازق ومعارض لها في مسلسلها الاخير "زهرة وأزواجها الخمسة " فيما شهد الفيسبوك حملات لمقاطعة "المسلسلات بالكامل حيث ظهرت حوالى 16 مجموعة تدعو للمقاطعة باعتبار ان الدراما الحالية مفسدة للذوق ومخلة بالأخلاق، واتخذت هذه المجوعات اسماء وشعارات منها :" قاطعوا مسلسلات رمضان 2010 " و "أنا صائم وأنت تشاهد المسلسلات"، و "صيام بلا تلفاز صيام بامتياز"، وأطرفها :" ده مش بتاع مسلسلات ده بتاع ربنا "
رولا مطر ترى ان الفيسبوك هو :"مرآة صادقة لمشاعر المشتركين فيه وهو معيار جيد لسبر الاراء فنجاح "مسلسل " او فنان ينعكس أوتوماتيكيا على التعليقات والمشاركات والمجموعات"، وتقول :"بالنسبة إلى المسلسلات ما زال باب الحارة سيدها لانه يعالج قضية قومية ثورية تقاوم المحتل لذلك فالناس منفعلة بأحداثه على الرغم من خفوت ضوئه عن الاجزاء السابقة، اما عن زهرة وازواجها الخمسة :" فقالت : "لقد تابعت آراء النقاد وعامة الناس على "فيسبوك" ووجدت اتفاقا على ان " على الرغم من "نجاحه " فان الثغرات تكاد تكون فاضحة فكيف يعقل ان يحدث ما يحدث ؟ الا توجد وثائق في المحاكم لتثبيت الزواج عقب كل زواج ! وكيف يعقل ان تجمع سيدة لاحيلة لها "الملايين" بسرعة كهذه لذلك نجد ان المشاهد مغتاظ من اللامنطقية واللاعدالة الواضحة وكأن في ذلك استخفافًا بفهم المشاهد ".
من جهتها تشجّع نرمين فاوي مجموعة تحث على العبادة في رمضان وتقول :" الكارثة ان لا احد ينتبه اننا اصبحنا نصوم رمضان غير الذي كُتب على الذين من قبلنا ! لقد تحول رمضان الى شيشة ومسلسل"، وتؤكد أن مجموعتها تضم اكثر من الفي ومئة عضو من بلدان متنوعة يتداولون في ما بينهم الاذكار ويتعاونون على فعل الخير على حدّ تعبيرها.