«آستير» حامية اليهود...إسم ملف داخل شيفرة «ستاكسنت»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أفاد تقرير أن الفيروس ستاكسنت الذي يشتبه بعض الخبراء بأنه يهدف إلى تعطيل برنامج إيران لانتاج قنبلة نووية، يتضمن في أعماقه ما قد يكون إشارة عابرة الى "سفر استير" في العهد القديم حيث يستبق اليهود مخططاً فارسياً لتدميرهم.
أصبحت الإشارة إلى الملكة "استير" حامية اليهود لتسمية ملف داخل شفرة ستاكسنت أحد الخيوط التي ظهرت فيما يحاول الخبراء ان يقتفوا أصل الفيروس الذي يستهدف نموذجا محددا لتشغيل المعدات الصناعية، ومعرفة الغرض من استخدامه.
ولاحظت صحيفة "نيويورك تايمز" في التقرير ان الاسرائيليين يلتزمون جانب الصمت بشأن وجود أي علاقة بين الفيروس ووحدة الحرب الالكترونية السرية التي استحدثتها اسرائيل ضمن جهاز استخباراتها.
ولا يضاهي صمت اسرائيل إلا سكوت ادارة اوباما التي سارعت الى تعزيز برنامج سري واسع ورثته من ادارة بوش لتخريب برنامج إيران النووي في وقت لا تني تتحدث عن اهمية الدفاعات الالكترونية لحماية شبكاتها.
ويرى خبراء أمنيون ان التلميح إلى "استير" يشكل تحذيراً واضحاً في حرب تكنولوجية ونفسية تستعر بالارتباط مع محاولة اسرائيل وحلفائها اختراق مشروع إيران النووي المحروس بحماية مشددة.
ولكن خبراء آخرين يشكّون في ضلوع إسرائيل ويقولون ان المفردة المدسوسة ربما زرعت من باب التضليل المقصود لتوجيه اصابع الاتهام الى إسرائيل.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول استخباراتي سابق ما زال يعمل في مجال الشؤون الإيرانية قوله ان الإيرانيين ينظرون بحساسية مرضية الى هروب عدد من علمائهم والكشف عن العديد من منشآتهم النووية السرية. واضاف ان الفيروس ستاكسنت يشدد الضغط النفسي على إيران ايا يكن الغرض منه.
وظهرت شفرة "ستاكسنت" الخبيثة في بلدان مختلفة لا سيما الصين والهند واندونيسيا وإيران. ولكن هناك مؤشرات تغري بالقول إن الفيروس كان يستهدف برنامج إيران النووي في المقام الأول.
ولم يخف مسؤولون في الولايات المتحدة وإسرائيل حقيقة ان تخريب المنظومات والشبكات الالكترونية التي تتحكم بمنشأة نظنز الضخمة لتخصيب اليورانيوم أولوية عليا في خطط الدولتين. والإيرانيون يعرفون ذلك حق المعرفة ولم يسمحوا ذات يوم بدخول المفتشين الدوليين الى غرفة السيطرة في هذه المنشأة للتكتم على نوع المعدات التي يستخدمونها على ما يُفترض.
ولعل ما له مغزاه ان فيروس "ستاكسنت" يبدو مصمما لاستهداف نوع محدد من كومبيوترات السيطرة الصناعية التي تنتجها شركة سيمنز الالمانية وتُستخدم على نطاق واسع لتشغيل انابيب نقل النفط وشبكات الطاقة الكهربائية وانماط مختلفة من محطات التوليد النووية.
وفي العام الماضي صادرت السلطات في دبي شحنة كبيرة من اجهزة السيطرة هذه بعدما حذرت اجهزة استخبارات غربية من ان الشحنة في طريقها الى إيران ومن المرجح ان تُستخدم في برنامجها النووي.
ويلفت خبراء الى ان إيران اخذت منذ صيف 2009 تواجه صعوبة بالغة في تشغيل اجهزة الطرد التي يمكن ان تنفجر إذا فقدت ثباتها واستقرارها. وسخر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاسبوع الماضي من الآراء التي تقول ان إيران تواجه مشاكل في تشغيل منشآت التخصيب.
ولكن مراقبين يؤكدون ان سببا ما يعطل حقا تقدم برنامج إيران النووي، لعله فيروس أو شكل آخر من أشكال التخريب، ربما مكونات ذات نوعية رديئة أو نقص المهارات التقنية المطلوبة، لا أحد يعرف على وجه الدقة.
وتبين التقارير حدوث هبوط ملحوظ في عدد اجهزة الطرد المستخدمة لتخصيب اليورانيوم في منشأة نظنز. وبعدما بلغ عددها الذروة بتشغيل 4920 جهازا في ايار/مايو 2009 هبط العدد الى 3772 جهازا في آب/اغسطس الماضي، أي انخفاضه بنسبة 23 في المئة. وفي الوقت نفسه حافظ انتاج اليورانيوم منخفض التخصيب على مستواه ثابتا بهذا القدر أو ذاك في مؤشر الى ان الإيرانيين تعلموا كيف يستخدمون الأجهزة العاملة بعدد أقل وكفاءة اعلى.
ويقول خبراء إن النسخ الاولى من فيروس "ستاكسنت" ظهرت في عام 2009 وان النسخة المطورة منه تضمنت ختما زمنيا داخليا يعود الى شهر كانون الثاني/يناير هذا العام. ولكنهم يضيفون ان هذه الوقائع تشكل في مجملها اسبابًا للشك أكثر منها أدلة اثبات. كما ان صعوبة تحديد مصدر الفيروس تشير في آن واحد الى جاذبية الهجمات الالكترونية من جهة وخطرها من جهة أخرى في عصر الحرب الالكترونية.
وبالنسبة إلى أجهزة الاستخبارات فان هذه التكنولوجيا سلاح يكاد لا يُقاوَم ولا سيما انه لا يترك وراءه آثارا. وقد وظفت اسرائيل موارد ضخمة في الوحدة 8200 المتخصصة بالعمليات الالكترونية فيما عمدت الولايات المتحدة الى بناء قدراتها في هذا الميدان في اطار وكالة الأمن القومي والجيش حيث استحدثت مؤخرا قيادة متخصصة بالحرب الالكترونية. في هذه الأثناء يرى خبراء في الحرب الالكترونية وتكنولوجيا التخصيب النووي ان لغز "ستاكسنت" قد يبقى سرا غامضا بلا حل.