تكنولوجيا

جنوب افريقيا تراهن على التكنولوجيا العالية لتطوير دفاعها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الكاب: تشهد الصناعة الدفاعية في جنوب افريقيا، التي كادت تنهار مع سقوط نظام الفصل العنصري، نموا مطردا اليوم بفضل انتاجها من الاسلحة المتطورة تكنولوجيا التي تلقى طلبا متزايدا في الاسواق الخارجية.

وعلى الرغم من ان جنوب افريقيا ما زالت لاعبا ثانويا على الساحة الدولية حيث تحتل المركز ال17 عالميا في انتاج الاسلحة، الا انها ضاعفت اربع مرات في عام واحد قيمة العقود الموقعة مع الخارج لتصل الى 82 مليار راند (11,7 مليار دولار) عام 2009 وفقا للجنة الوزارية المكلفة منح التصاريح للصادرات.

وتأتي هذه النهضة التي تشهدها صناعة الاسلحة بعد نكسة كبيرة تعرض لها هذا القطاع مع سقوط نظام الابارتايد (الفصل العنصري) عام 1994 "عندما تاثر القطاع بشدة نتيجة التخفيضات الكبيرة للنفقات الدفاعية" كما يذكر المحلل المستقل هلمويد رومر هايتمن.

فقد اعطت الحكومة انذاك الاولوية للسياسات الاجتماعية واجرت استقطاعا كبيرا في ميزانية الدفاع مخفضة نفقات التسلح والانتاج الحربي الى النصف في عشر سنوات.

لكن ومنذ بضع سنوات سعت السلطات من جديد الى تنشيط الصناعة مدرجة الصناعات الدفاعية في خطتها الاستراتيجية.

ويقول ايفور ايشيكوفيتس رئيس مجلس ادارة مجموعة "باراماونت"، المجموعة الخاصة الاولى للصناعات الدفاعية على مستوى القارة، ان "القطاع اصبح من جديد من اولويات الحكومة. لكن هناك ايضا استثمارات كبرى للقطاع الخاص في الوسائل التكنولوجية الحديثة".

وتستند جنوب افريقيا الى المعرفة التي اكتسبتها في عهد الابارتايد الذي خضع نظامه اعتبارا من عام 1977 لحظر دولي على الاسلحة. فقد ارغمت هذه العزلة البلاد على ان تنتج محليا ما تحتاجه من اسلحة ومعدات لسحق حركة المقاومة ودعم قوتها العسكرية في انغولا وموزمبيق.

ويعترف هنري ابراهامز المسؤول في "ميتشيل"، فرع مجموعة "دينيل" العامة المتخصص في ازالة الالغام، "لقد عشنا مرحلة الاحتضان والتكون في عهد الابارتايد. وهذا ما اعطانا معرفة انتاجية وخبراء مؤهلين وعددا كبيرا من القواعد المعيارية".

وحاليا تتنوع صادرات جنوب افريقيا من مناظير الاسلحة الهجومية الى الصواريخ البحرية مرورا باجهزة الرادار وعربات ازالة الالغام التي عرضت نماذج منها مؤخرا في معرض الكاب للصناعات الدفاعية.

ويقول ايفور ايشيكوفيتس "للمرة الاولى منذ سنوات طويلة اصبحنا من جديد قادرين على القيام بدور ريادي" مراهنا على نمو القطاع بنسبة 10% سنويا.

ولتحقيق ذلك يتعين على جنوب افريقيا زيادة قوتها التنافسية في الخارج اذ ان طلبات الشراء التي تتلقاها "دينيل"، المجموعة العامة الاولى التي تعاني من دين مزمن، لا تزال محلية بنسبة 61%.

وقال غي لامب الخبير في معهد الدراسات الامنية ان "جنوب افريقيا لا تحصل حتى الان سوى على الفتات مقارنة بصناعات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي او الصين".

واضاف "من ثم فان صناعة السلاح الجنوب افريقية تملك خيارات اقل بالنسبة للدول التي يمكن ان تبيع لها منتجاتها او خدماتها".

وحاليا تتخصص جنوب افريقيا في العقود الصغيرة والمحددة جدا مع العديد من الزبائن الافارقة (الجزائر، انغولا، جمهورية الكونغو الديموقراطية ومدغشقر عام 2009). الا ان ايغور ايشيكوفيتس يعتبر انها قاعدة نموذجية للنمو.

وقال "على المستوى العالمي تفتح لنا هذه الثغرة سوقا كبيرة للغاية. فهناك الكثير من الدول النامية في العالم لديها نفس احتياجات زبائننا من دول افريقيا التي رسخنا فيها اقدامنا"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف