نتائج استكشافية جديدة قد تحدث ثورة في فهم طبيعة كوكب عطارد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يشير اكتشاف حديث ان كوكب عطارد يمتلك مجالاً مغناطيسياً غير متوازن، ووفرة مفاجئة من الكبريت، وحفر أو تجويفات غير عادية على السطح.
القاهرة: كشفت مجموعة بيانات أرسلتها مركبة الفضاء ماسنجر - Messenger التي دخلت مدار كوكب عطارد قبل بضعة أشهر أن ذلك الكوكب الصغير يمتلك مجالاً مغناطيسياً غير متوازن، ووفرة مفاجئة من الكبريت، وحفر أو تجويفات غير عادية على السطح.
وجاءت تلك المعلومات المفاجئة الجديدة لتعيد ربما صياغة الاعتقادات الراسخة لدى العلماء بشأن نمو الكواكب. وذكرت صحيفة لوس أنغلوس تايمز الأميركية أن تلك النتائج، التي نُشِرت في رزمة من 7 أوراق بنسخة يوم أمس الجمعة من مجلة العلوم، قد تجبر العلماء على نبذ كثير من الأفكار المتعلقة بطريقة تكون كوكب عطارد.
وقد دخلت تلك المركبة مدار الكوكب في شهر آذار/ مارس الماضي، ومن المنتظر أن تواصل إرسال البيانات ذات الصلة بطبيعة الكوكب مع استمرار دورانها حول الكوكب لمدة عام تقريباً. هذا ويدرك علماء الكواكب أن عطارد يحظى بكثافة غير عادية، وهو ما يرجع على الأرجح إلى أن لبه الداخلي المصنوع من الحديد ضخم للغاية نسبياً مقارنةً ببقية الكوكب. وهو ما قاد بعض العلماء إلى افتراض أن عطارد كان ربما أكبر في الحجم مرتين أو ثلاثة، وأن طبقاته الخارجية قد تمت تعريتها، إما نتيجة الوهج الشديد لأشعة الشمس أو نتيجة التأثيرات الكبرى الناجمة عن الكويكبات.
وفي الوقت الذي تلتئم فيه كرات الصخور المنصهرة لتكوين كوكب، فإن العناصر الأثقل وزناً كالحديد تميل للغوص صوب المركز، بينما تتحرك العناصر الأخف وزناً مثل الكبريت أو الفوسفور، الذين تتزايد احتمالات تعرضهما للتبخر، في الاتجاه المعاكس.
وهو ما يجعل تلك العناصر الخفيفة المتطايرة أول العناصر التي تتعرض للتعري، ومن ثم ترك الكوكب كثيف نسبياً. لكن عندما استعان العلماء بمنظار الطيف الخاص بالأشعة السينية وأشعة غاما في مركبة ماسنجر لتحليل العناصر الموجودة على سطح كوكب عطارد، وجدوا أن الكوكب غني بالفوسفور، وأن الكبريت متوفر هناك بنسبة تزيد عشر مرات عن النسبة الموجودة على الأرض أو القمر.
وقال لاري نيتلر، الخبير الكيميائي في الشؤون الكونية بمعهد كارنيجي في واشنطن والذي قاد دراسة منظار طيف الأشعة السينية :" في تلك المرحلة، لا يزال هناك غموضاً بشأن اللب الضخم لكوكب عطارد". كما وجدت دراسة بحثية أخرى أن السهول الواسعة المنبسطة على سطح كوكب عطارد لم تحدث نتيجة ثورات بركانية وإنما تكونت من كميات كبيرة من الحمم البركانية التي تسربت من شقوق موجودة في الأرض وطفت على السطح. كما نحتت الحمم الحارقة الساخنة عدة جُزر على السطح على شكل دمعة، وهي الجُزر التي بدت قريبة من حواف تلك السهول.
وأشار جيمس هيد، عالم الكواكب في جامعة براون والمؤلف الرئيسي بتلك الدراسة، إلى أن عطارد مكسو بشكل أساسي بكميات كبيرة من الحمم البركانية. وأضاف :" يلعب النشاط البركاني دوراً هاماً، لأنه يمثل نبض الكواكب".
كما اكتشف العلماء أن المجال المغناطيسي للكوكب قد تحول حوالي 300 ميل إلى الشمال من خط الاستواء. وهو ما قد يعني أن هناك ديناميات داخلية غير متوازنة تحدث في المعدن السائل المتماوج بمركز الكوكب. وقال مؤلف الدراسة، بريان أندرسون، عالم فيزياء الفضاء بمختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جونز هوبكنز " هناك ثمة شيء مثير للغاية يحدث في هذا الشأن، ونحن مازلنا غير قادرين على فهمه حتى الآن".
هذا وقد كشفت أيضاً أدوات التصوير بالمركبة الفضائية عن مفاجأة أخرى تمثلت في تلك المنخفضات التي يميل لونها إلى الزرقة الزاهية بداخل فوهات الكوكب، والتي أطلق عليها العلماء "حفر أو تجويفات". ورغم عدم تأكدهم من أسباب حدوث تلك الحفر، إلا أن العلماء أوضحوا أنهم يعتقدون أن الملامح ربما تم تشكيلها بعدما تسبب تأثير ناجم عن حطام فضائي في إنشاء حفرة، ومن ثم الكشف عن عناصر متطايرة مثل الكبريت.
وفي الختام، نقلت الصحيفة عن جيفري تايلور، عالم الكواكب في معهد هاواي للجيوفيزياء والكواكب الذي لم يشارك في الدراسة، قوله :" ستُحدِث تلك المجموعة الجديدة من الدراسات ثورة في فهمنا لهذا الكوكب الصغير. كما تشير تلك الدراسات إلى أن النظام الشمسي الأولي، الذي كان ممتلئاً بحطام اندمج لتكوين الكواكب، ربما كان يبدو مختلفاً للغاية عن الطريقة التي نتصوره عليها الآن. وهو ما قد يدفعنا لأخذ نظرة جديدة كليةً في النظام الشمسي الداخلي".