المذنب هارتلي 2 يتيح أدلة جديدة بشأن مصدر المياه على الأرض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: أظهرت تركيبة المذنب "هارتلي 2" أن المذنبات قد تكون مصدراً أكبر للمياه الموجودة على سطح كوكب الأرض عمّا كان يُعتقد في السابق.
وبينما كان علماء الفلك يتخبطون في دوامة من التساؤلات المتعلقة بالطريقة التي يحصل من خلالها كوكب الأرض على محيطاته، واجهوا صعوبات في التفريق بين اثنين من المصادر المحتملة في هذا الشأن، وهي المذنبات والكويكبات.
وقد اتضح الآن، في ما يبدو، أن المذنبات ربما لعبت دوراً أكثر أهمية عما كان يُعتقد سابقاً في تنقيع الصخرة الثالثة من الشمس. وأوضحت دراسة علمية تم نشرها يوم أمس الخميس في مجلة الطبيعة أن المذنب "103 بي/ هارتلي 2"، الذي وقف عند أقرب مسافة له من الشمس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يحتوي على مياه تحمل تقريباً السمات الكيميائية نفسها التي تحملها المياه الموجودة في المحيطات.
وقد ظهرت تلك السمات في الوفرة النسبية لنوعين من المياه : جزيء ماء نموذجي هو H2O ونوع أكثر ندرة يعرف بالماء الثقيل، حيث يتواجد نيوترون داخل نواة إحدى ذرتي الهيدروجين دون الأخرى. ومع هذا، جاءت تلك الاكتشافات لتثير تساؤلات جديدة. فنسبة الماء الثقيل في البخار المنبعث من مذنب هارتلي 2 تنخفض كثيراً عن النسبة التي تؤكدها النظرية، بالنظر إلى المكان الذي يعتقد علماء الفلك أن المذنب قد نشأ فيه. وتبين كذلك أن تلك النسبة تقل أيضاً عن النسبة التي قاسها العلماء في مذنبات أخرى حتى الآن.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عن إدوين بيرغن، عالم فلك في جامعة ميشيغان وعضو في فريق الإبلاغ عن النتائج، قوله :" أرى أن تلك النتائج قد غيَّرت المشكلة" وأوضحت الصحيفة من جهتها أن التساؤلات المتعلقة بمصدر المحيطات على الأرض تمهد لمحاولة معرفة سر امتلاك المذنبات لتلك الاختلافات في التركيب الكيميائي لمياهها وما قد يعنيه ذلك بالنسبة إلى تشكيل وتطوير النظام الشمسي.
وقد استعان الطاقم البحثي في تلك الدراسة، بقيادة بول هارتوغه بالتعاون مع معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في ألمانيا، بمرصد هرشل الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية، لتحليل الهالة الفضائية لمذنب هارتلي 2، أثناء مروره على بعد 11 مليون ميل من الأرض قبل فترة قصيرة من بلوغه أقرب مسافة من الشمس العام الماضي.
هذا ويتمكن العلماء الآن من قياس السمات الكيميائية للمذنبات من تلك السحابة التي تعرف بسحابة أورت - وهي هالة من المذنبات تبتعد كثيراً عن الشمس وتقف عند مسافة تزيد عن 5000 وحدة فلكية ( علماً بأن الأرض تبعد وحدة فلكية واحدة عن الشمس ).
ويعتقد أن تلك المذنبات قد تشكلت أبعد من الحافة الخارجية لحزام الكويكبات القائم اليوم بين المريخ والمشتري، حيث تكون أشعة الشمس ضعيفة لدرجة لا تمكنها من إذابة جليد الماء. ومن هناك، ربما سقطت المذنبات إلى الأرض، ما عمل على توفير المياه وغيرها من المواد المتطايرة، مثل غاز النيتروجين.
وخلص باحثون إلى أن المذنبات ربما لم تساهم بأكثر من حوالى 10 % من مياه المحيطات. وأوضح داروسز ليز، عالم الفلك لدى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وعضو آخر في فريق الإبلاغ عن النتائج، أن هذا يترك الجزء الأكبر من نقل الماء للكويكبات. وأضاف: " مع هارتلي 2، ربما يتأرجح البندول في اتجاه المذنبات. لكن تكمن هناك ألغاز إضافية. والسبب هو أن تركيبة هارتلي 2 لا يبدو أنها ُتناسِب منشأه".
وختاماً، أكدت كريستيان ساينس مونيتور أن العلماء قد يكونون بحاجة الآن إلى إصلاح نماذجهم الخاصة بتوزيع المياه الثقيلة في قرص الغبار والغاز الذي يحيط بالشمس. وقال داروسز ليز " إذا تحطم مذنب في الأرض بسرعة عالية للغاية، فإن فرص عودة الحطام مرة أخرى إلى الفضاء تكون جيدة جداً. ولن يبقى أي شيء. وهذا من شأنه أن يكون صحيحاً بالنسبة إلى الكويكبات وكذلك المذنبات في ما يتعلق بنقل المياه".