تكنولوجيا

ثورة الآيفون في خدمة الجيش الأميركي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عندما بدأ مدير العمليات في قيادة لواء التحديث في الجيش الأميركي، مايكل مكارثي، بإعطاء هواتف "آيفون" الذكية للجنود الذين يتدربون للحرب في صحراء ولاية تكساس، برزت العديد من التكهنات بأن هذه الخطوة هي مجرد حيلة لتجنيد المزيد من الاميركيين.
لكن اتضح أن هذه الخطوة تهدف إلى مساعدة الجنود على فهم المنطقة المحيطة بهم، والأماكن المجهولة التي سيضطرون للقتال فيها أو القيام بمهامهم العسكرية، كما ستؤمن لهم القدرة على التواصل مع القيادة العسكرية وباقي الجنود.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "كريستيان ساينس مونيتور" عن مكارثي قوله: "كان هناك الكثير من الناس الذين اعتقدوا أن إعطاء الجنود هواتف الآيفون حيلة للتسويق، على أساس أن كل من يتطوع في الجيش سيتم مكافأته بهاتف".
لكن ذلك كان أبعد شيء في مخططه، فبدلاً من ذلك، كان يأمل مكارثي في إعادة صياغة الكيفية التي يفكر فيها الجيش بالتكنولوجيا.

كانت الفكرة بسيطة: السماح للجنود استخدام الهواتف الذكية ليكونوا أكثر ارتباطاً في ساحة المعركة، وللتمكن من التحقق من معلومات الخرائط أو الترحيل. لكنها كانت ذات دلالات عميقة أكثر بالنسبة للجيش.
بالفعل، بدأ الجنود بالتفاعل عبر لهواتف الذكية التي اطلقت فيهم روح المبادرة، كما أضيفت إلى الهواتف تطبيقات جديدة مثل الربط بين الجنود وخدمة الفيديو من القاعدة الأمنية.
وأدت الهواتف الذكية إلى تطوير برنامج التحكم الخاص بالجيش، إذ من شأنها أن تضع الجداول الجديدة للمخابرات في أيدي الجنود في الميدان، ومنحهم أيضاً القدرة على تقييم تلك البيانات.

وعلى الرغم من اعتبار البعض أن هذه التجربة غير مفيدة، لكن ماكارثي رأى أن تجربة ولاية تكساس كانت مثيرة للإهتمام، فقال: "إن الشباب في سن الـ18 لديهم الوصول إلى الهواتف الذكية، فإذا كانت لدينا هذه التكنولوجيا، سيكون الجنود على دراية باستخدامه، لأن معظمهم في هذا السن".
واعتبر أن الجنود يستطيعون استغلال هذه الهواتف عبر تكييفها بطرق لم يتصورها المسؤولون من قبل، وبتكلفة أقل من التكنولوجيات التي تنتجها صناعة الدفاع.

وفي التجربة التي أجراها مكارثي، طلب من المسؤولين إضافة بيانات التعداد المحلية التي جمعها ضباط المخابرات العسكرية الامريكية إلى هواتف الأيفون وجعلها متاحة للجنود عندما يزورون القرى.
وقال: "عندما يذهب الجنود ليجتمعوا مع شخص ما، كيف سنتمكن من أن نجعلهم يعرفون الموقع الصحيح الذي يفترض أن يكونوا فيه؟ وكيف سيتأكدون من أن هذا الشخص هو الرجل المناسب الذي سيجتمعون به أو يلقون القبض عليه أو يحققوا معه؟"

وأكد مكارثي أن تطبيقات الأيفون تشمل صوراً للقرويين المحليين، فضلاً عن معلومات مثل الأسماء والاقارب والعائلة.
وعندما لاحظ ضباط القيادة استعداد للجنود، قرروا تصميم المزيد من التطبيقات للمساعدة في تقديم تقاريرهم عن العمليات، أو إرسال الأوامر لإجراء الإخلاء الطبي، أو طلب قصف مدفعي.

ومن جانبه، يرى مكارثي أن ايجابيات توزيع الهواتف الذكية على الجنود كثيرة، مضيفاً "لذلك سنكون غير مضطرين على إنفاق المال من أجل الصيانة والتصليح، فإذا عرف الجنود فائدة وقيمة هذه الهواتف، سيقومون بحمايته كما يحمون سلاحهم".
وأشار إلى أنه في حال وقع عطل في الهاتف، أو فقده احد الجنود، سيكون من السهل استبداله بآخر. من دون الإضطرار إلى إنفاق رؤوس أموال ضخمة للاستثمار في اجهزة أكثر تعقيداً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف