أميركا تحقق في هجوم إلكتروني مزعوم من قبل فنزويلا وإيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يحقق مسؤولون اميركيون في تقارير تتحدث عن تورط دبلوماسيين من ايران وفنزويلا في المكسيك، في مؤامرة لشنّ هجمات الكترونية ضد أهداف أميركية، بما في ذلك محطات الطاقة النووية. وتأتي أنباء تورط ايران في المؤامرة في ظل رفض الأخيرة إعادة طائرة التجسس الأميركية.
بيروت: بثت شبكة تلفزيون "نيفيسيون" الاسبانية فيلماً وثائقياً الأسبوع الماضي، تحدث عن مزاعم حول خطة الهجوم الالكترونية، وتضمن لقطات سُجلت سراً، تظهر عدداً من الدبلوماسيين الايرانيين والفنزويليين يطلعون على مخطط الهجمات ويتعهدون ايصال المعلومات إلى حكوماتهم.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "واشنطن بوست" إلى أن الأنباء عن تورط إيران في المؤامرة، تأتي في ظل رفض الجمهورية الاسلامية إعادة طائرة التجسس الأميركية من دون طيار، التي تحطمت داخل الحدود الايرانية. ورفض الايرانيون تسليم الطائرة لأميركا، معتبرين أنها باتت ملكاً لطهران وسيعمدون إلى دراستها وفهم تقنيتها.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية وليام اوستيك التقارير الواردة عن تورط ايران وفنزويلا بـ "المقلقة"، مشيراً إلى أن السلطات الفدرالية تقوم بفحص الادعاءات التي تشير إلى مخطط لشن هجوم الكتروني على أميركا، لكنه اضاف ان المسؤولين الاميركيين "ليس لديهم أية معلومات في هذه المرحلة للتحقق منها".
من جهته، دعا السيناتور روبرت مينينديز، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى عقد جلسات استماع في العام الجديد حول الأنشطة الإيرانية في اميركا اللاتينية. ودعا بعض اعضاء مجلس النواب إلى طرد دبلوماسي فنزويلي من الولايات المتحدة، يشتبه في تورطه في المؤامرة.
أثار الفيلم الوثائقي الذي بثته "نيفيسيون" مخاوف كبيرة بين المشرعين عن مدى خطورة التواجد الدبلوماسي الايراني في المنطقة، لا سيما في فنزويلا المناهضة للولايات المتحدة التي قد يستخدمها الرئيس اليساري هوغو شافيز كواجهة للأنشطة المشبوهة.
في وقت سابق من هذا العام، اتهم المدعون الأميركيون، مسؤولاً ايرانياً في طهران بمحاولة تجنيد قاتل مأجور مكسيكي لقتل السفير السعودي في الولايات المتحدة، عن طريق تفجير مطعم في واشنطن.
وقال مينينديز: "اذا كانت ايران تستخدم الجهات الفاعلة الإقليمية لتسهيل وتوجيه الأنشطة ضد الولايات المتحدة، فهذا من شأنه أن يرفع مستوى التهديد الإيراني، ويتطلب استجابة فورية".
كما اشار أحد مساعدي مينينديز إلى أن تقرير" نيفيسيون"، الذي تحدث أيضاً عن أن متطرفين ايرانيين يعملون على تجنيد الشبان المسلمين في أميركا اللاتينية، يسلط الضوء على "طرف واحد من مجموعة المخاوف التي نستشعرها بشأن جهود ايران للتعاون مع البلدان والجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة".
من جهته، قال اوستيك: "نحن نراقب نشاطات ايران في المنطقة عن كثب، وهذه المتابعة الدقيقة هي سبب نجاحنا في إلقاء القبض على الشخص المسؤول عن عملية الاغتيال الاخيرة ضد السفير السعودي"، مضيفاً: "نحن نراقب باستمرار احتمال وجود صلة بين الإرهابيين والمجرمين عبر الحدود الوطنية".
وأظهر التقرير المصور، الذي التقط سراً، اجتماعات سرية بين دبلوماسيين من فنزويلا وايران، يناقشون الاهداف المحتملة لعملية القرصنة الالكترونية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون، والمنشآت النووية، العسكرية منها والمدنية.
وقال القراصنة انهم يسعون إلى معرفة كلمات المرور لأنظمة الحماية والدعم والتمويل من الدبلوماسيين.
وفقاً للترجمة التي قدمتها "نيفيسيون" للفيلم الوثائقي، قال سفير ايران لدى المكسيك في ذلك الوقت، محمد حسن الغادري، إنه "من المهم جدا أن نعرف ما الذي تفكر فيه الولايات المتحدة، هل ستهاجم ايران أم لا".
واعترف الغادري خلال مقابلة مع تلفزيون "نيفيسيون" أنه اجتمع مع الطلاب واستشار طهران حول ما إذا كانت الحكومة الإيرانية ترى ضرورة في دعم هذه الهجمات. وأضاف: "لقد كتبت الى ايران وقلت لهم إن هناك شخصا يمكنه أن ينفذ هذه الهجمات، فقالوا: لا تسمح له بدخول المبنى بعد اليوم، فهذه ليست من مهام السفارة".
ونفى السفير أي تورط في مؤامرة من هذا النوع، قائلاً: " قدم الطلاب اقتراحهم، وقلنا لهم ان هذه ليست مهمتنا. رفضنا ذلك، فليس لدينا أية مصلحة في القيام بهذا النوع من الأعمال".
في إطار التقرير المصور، قال مدير البرنامج الوثائقي، وخيراردو ريس"إن السفير الجيد والذي يعمل بنوايا طيبة، كان ليلقي القبض على القراصنة، ويتصل بالسلطات المكسيكية، لكنه بدلا من ذلك، استمع اليهم وطرح الأسئلة والاقتراحات".
أما في فنزويلا، نفى شافيز المزاعم التي تحدث عنها الفيلم الوثائقي، وقال: "ان الولايات المتحدة تستخدم هذا التقرير الكاذب كذريعة للهجوم علينا. ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد".