تكنولوجيا

"جسيم الرب" أم "جسيم الإيمان"؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أكد أستاذ في علم اللاهوت أن هناك أوجه شبه بين البحث عن "جسيم الرب" والبحث عن الرب نفسه.

القاهرة: بالاتساق مع الجهد الذي يبذله العلماء في مركز سيرن الأوروبي بحثاً عن ذلك الجسيم الذي يعرف بـ "جسيم الرب"، أكد أليستير ماكغراث، أستاذ علم اللاهوت في كلية الملك في العاصمة البريطانية لندن ورئيس مركز أوكسفورد لعلم الدفاع عن العقائد المسيحية، أن هناك أوجه شبه بين البحث عن "جسيم الرب" والبحث عن الرب نفسه.

وفي المقال الذي نشر في صحيفة التلغراف البريطانية، أوضح ماكغراث أنه في العام 1994، أطلق الباحث ليون ليدرمان، الحائز على جائزة نوبل، كنية "جسيم الرب" على بوزون هيغز، ذلك الجسيم الغامض الذي اقترحه عالم الفيزياء بيتر هيغز في ستينات القرن الماضي لشرح أصل الكتلة.

وأحب الصحافيون كنية (جسيم الله) التي أعطيت للتجربة العلميّة، ما قد يفسر السر وراء الاهتمام الإعلامي الكبير خلال الآونة الأخيرة بالجهود العلمية التي يتم بذلها في مصادم هادرون الكبير. ثم نوه ماكغراث إلى اعتراض معظم العلماء على هذا الجهد، من منطلق أنه مضلل ومبسط، مضيفاً "قد يكون الأمر كذلك. لكنه دفع الناس بالتأكيد للتحدث عن الفيزياء".

وواصل ماكغراث حديثه بالقول إنّ "الكنية قد لا تكون بهذا السوء فقد أطلق ليدرمان اسم (جسيم الرب) لأنه كان محورياً للغاية بالنسبة لوضعية الفيزياء اليوم، وحاسماً للغاية بالنسبة لفهمنا لبنية المادة، وإن كان مراوغاً حتى الآن".

ثم لفت ماكغراث إلى أن أحداً لم يرَ هذا الجسيم في العام 1994، وأن العلماء مازالوا غير متأكدين ما إن كانوا قد شاهدوه بالفعل اليوم أم لا. ثم مضى ماكغراث يقول إن ذلك لا ينظر إليه باعتباره مشكلة كبرى. وتابع " وبدا أن الفكرة قد جعلت الأشياء منطقية للغاية حتى بات (جسيم الرب) شيء مفروغ منه. لا بل يمكنني القول إنه أصبح (جسيم الإيمان). والملاحظات ذاتها لم تثبت وجود بوزون هيغز. وبدلاً من ذلك، فسّرت فكرة بوزون هيغز الملاحظات على ما يرام، لدرجة أن العالمين بالأمر بدأوا يصدقون أنه موجود بالفعل. وقد تتمكن التكنولوجيا يوماً ما من السماح بمراقبته فعلاً. لكننا لسنا في حاجة للانتظار حتى ذلك الحين قبل أن نبدأ في الاعتقاد به".

وواصل ماكغراث حديثه: "يخبرنا البعض أن العلم يدور حول ما يمكن إثباته. والحكمة تقول إنه (العلم) يتعلق في حقيقة الأمر بتقديم أفضل تعليل لما نراه، وإدراك أن هذا التعليل لا يمكن إثباته غالباً، وقد يكمن في بعض الأحيان وراء الإثبات. ويقترح العلم غالباً وجود كيانات غير مرئية (ولا يمكن الكشف عنها في الغالب) - مثل المادة المظلمة - لشرح ما يمكن مشاهدته. والسبب وراء التعامل مع بوزون هيغز بصورة جادة للغاية في مجال العلوم ليس لأن وجوده قد تم إثباته، وإنما لتأكيده على منطقية الملاحظات التي تفيد بأن وجوده يبدو مؤكداً. وبمعنى أخر، ينظر إلى قوته على الشرح والتوضيح على أنها مؤشر على حقيقته وواقعيته".

وتابع ماكغراث بقوله إن هناك تشابهاً واضحاً وهاماً بشأن الطريقة التي يفكر بها المؤمنون في الرب. وأضاف "بينما يطلب البعض أدلة تثبت وجود الرب، فإن معظم الناس ينظرون إلى ذلك باعتباره أمر غير واقعي. ويرى المؤمنون أن وجود الرب يعطي أفضل إطار لجعل العالم منطقياً. والرب يشبه العدسة، التي تجلب الأشياء لتركيز أكثر وضوحاً. وكما أوضح العالم النفسي بجامعة هارفارد ويليام جيمس قبل سنوات، فإن الإيمان الديني يدور حول استنتاج وجود نظام غير مرئي يمكن أن تُفَسَّر به ألغاز النظام الطبيعي. وفي الختام، يمكن القول إن هناك أمور أكثر للرب عن جعل الأمور منطقية. لكن هذه بداية جيدة بالنسبة للمؤمنين المتدينين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف