مفاعل نطنز النووي تعافى سريعاً من هجوم ستاكسنت

تمكنت إيران في مدة قصيرة تجاوز الهجوم الالكتروني الذي تعرضت له مفاعلها النووية.

كشفت لقطات فيديو تم التقاطها بواسطة كاميرات مراقبة ثبتتها الأمم المتحدة في غرفة تحت الأرض بالقرب من مدينة نطنز الإيرانية، لمراقبة مدى التقدم الذي تحرزه البلاد بشأن ملفها النووي، عن أن إيران تمكنت في مدة لم تتجاوز الستة أشهر من تفكيك أكثر من 10 % من أجهزة الطرد المركزي التي يبلغ عددها تسعة آلاف جهاز بمفاعل نطنز، وتستخدم في تخصيب اليورانيوم، ثم سرعان ما جاءت بمئات من الأجهزة الجديدة لكي يتم استبدالها هناك بتلك الأجهزة التي أصيبت بأعطال.

وقالت اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن تلك الواقعة التي حصلت في الفترة ما بين أواخر عام 2009 وفصل الربيع الماضي، هي مجرد سرد مختزل لأهم هجوم إلكتروني يُنَفَّذ حتى الآن على منشأة نووية.

وقد أظهرت سجلات خاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كافحت من أجل التعامل مع قصور كبير أصاب المعدات في نفس التوقيت الذي كان يتعرض فيه مفاعلها الأساسي المعني بتخصيب اليورانيوم لهجوم من جانب دودة حاسوبية يُطلَق عليها "ستاكسنت"، استناداً إلى ما ذكره دبلوماسيون يتواجدون في أوروبا وعلى دراية واطِّلاع بالسجلات.

لكن ملفات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهرت أيضاً جهود حثيثة - وناجحة على ما يبدو - من جانب العلماء الإيرانيين لاحتواء الضرر واستبدال الأجزاء المتضررة، حتى في ظل القيود التي تفرضها العقوبات الدولية وتمنع إيران من شراء معدات نووية.

ولفتت الصحيفة في نفس السياق إلى أن تقريراً ستصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر من المتوقع أن يكشف عن معدلات إنتاج ثابتة أو حتى مرتفعة قليلاً في مفاعل نطنز المعني بتخصيب اليورانيوم على مدار العام المنقضي.

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي مُطَّلِع على تقارير الوكالة السرية بعد أن رفض الكشف عن هويته بسبب خصوصية المعلومات، قوله :" لقد تمكنوا من استبدال الأجهزة المتضررة سريعاً. ورغم العقبات، بدا من الواضح أن الإيرانيين يعملون جاهدين للمحافظة على إنتاج ثابت ومستقر لليورانيوم منخفض التخصيب".

ثم مضت الصحيفة تقول إن النتائج التي خلصت إليها الوكالة، جنباً إلى جنب مع تحليل جديد أعده خبراء مستقلون لدودة "ستاكسنت"، يقدمون صورة مختلطة للهجوم الإلكتروني الغامض الذي أغلق لبعض الوقت أجزاءً من البنية التحتية الإيرانية العام الماضي.

في الوقت الذي سلطت فيه التقارير الجديدة الضوء على تصميم الدودة والطريقة التي انتشرت من خلالها عبر سلسلة من الشركات الإيرانية قبل أن تغزو نظم التحكم الخاصة بالمنشآت النووية الأكثر حساسية في الجمهورية الإيرانية.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى مسودة تقرير أعده معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، وحصلت على نسخة منه، قال إنه "في الوقت الذي تسبب فيه الهجوم في تأخير برنامج الطرد المركزي في مفاعل نطنز عام 2010، وساهم في تباطؤ توسعه، فإن لم يوقف أو حتى يؤخر الإنتاج المتواصل لليورانيوم منخفض التخصيب".

وبحسب ما جاء في التقرير أيضاً، فإنه وفي الوقت الذي تمكن فيه العلماء الإيرانيون من استبدال أجهزة الطرد المركزي المتضررة هذه المرة، فإنه يعتقد أن إيران كانت تمتلك إمدادات محدودة من بعض أنواع المعادن اللازمة لتصنيع تلك الأجهزة.

ورغم عدم توافر أدلة قاطعة حتى الآن حول هوية الجهة التي قامت بتصنيع دودة ستاكسنت، إلا أن كثير من خبراء الأمن الحاسوبي يشتبهون في أن عملاء تابعين للمخابرات الأميركية والإسرائيلية هم من وقفوا وراء ذلك الهجوم، لكن مسؤولين حكوميين في واشنطن وتل أبيب قالوا إن عقبات تقنية قد أصابت على ما يبدو برنامج إيران النووي خلال الأشهر الأخيرة.