غوغل تستند على البيانات الإحصائية لتحسين أداء المدراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: يشرع مسؤولو الإحصاء في المقر الخاص بعملاقة محركات البحث الأميركية "غوغل" منذ أوائل العام 2009 في خطة تعرف باسم "مشروع الأكسجين"، وكانت مهمتهم ابتكار شيء أكثر أهمية بالنسبة للشركة عن التقنيات الجديدة للجيل القادم من محرك بحثها أو تطبيقاتها، حيث كانوا يسعون لتطوير وتحسين قدرات المدراء هناك.
وبالفعل، بدأت الشركة ذائعة الصيت في مجال التنقيب عن البيانات في تحليل التقارير الخاصة بأداء المدراء والدراسات الاستقصائية المتعلقة بالنتائج وكذلك الترشيحات التي كانت تتم لنيل الجوائز. وفي نهاية ذلك العام، توصلت أطقم المحللين في الشركة إلى ما يمكن تسميتها بـ "العادات الثمانية لمدراء غوغل الفعالين للغاية".
وكان من بين هذه النقاط التي تم التوصل إليها: امتلاك رؤية وإستراتيجية واضحة، ومساعدة الموظفين فيما يتعلق بالتطوير الوظيفي، والميل للإنتاجية والتركيز على النتائج، وغيرها. ثم قام بعدها لاسزلو بوك، نائب رئيس شركة غوغل لعمليات الأفراد، والذي يقود إدارة الموارد البشرية بالشركة على مستوى العالم، رفقة طاقمه، بتصنيف تلك التوجيهات الثمانية من حيث الأهمية. ووجدت مجموعة لاسزلو بوك أن الخبرة الفنية تُصنَّف في المرتبة الأخيرة بقائمة التوجيهات الثمانية الخاصة بغوغل.
وتبين لهم أن أكثر ما يحبه الموظفين هو وجود مدراء ممن يخصصون وقتاً لعقد اجتماعات فردية، ويساعدون الناس على الغوص في المشكلات من خلال طرح أسئلة، وعدم تخصيص إجابات، ويهتمون كذلك بحياة الموظفين العملية والشخصية.
وأوردت اليوم صحيفة نيويورك تايمز في هذا الشأن عن بوك، قوله: "كنا نعتقد دائماً في غوغل أن الخبرة الفنية العميقة هي التي تؤهلك لأن تكون مديراً، لا سيما فيما يتعلق بالجانب الهندسي، لكن اتضح أن ذلك هو الشيء الأخير. ورغم أهميته، إلا أن هناك جوانب تفوقه من حيث الأهمية، كأن تكون منفتحاً ومن الممكن الوصول إليك".
وأكد أكاديميون وخبراء في هذا المجال أن "مشروع الأكسجين" جدير بالملاحظة لعدة أسباب. وقال تود سافرسون، المدير العام لمجلس قيادة الشركات الخاص بالمجلس التنفيذي للشركات: "تحظى غوغل بالفعل بالريادة في هذا الجانب.
ويعتبر (مشروع الأكسجين) مشروعاً استثنائياً، لأنه مستند على البيانات الخاصة بشركة غوغل، وهو ما يعني أنها ستبدو أكثر شرعية لموظفي غوغل الذين يحبون أن يسخروا من الحكمة التقليدية". كما لفت سافرسون إلى أن كثير من الشركات تعتمد نماذج إدارة عامة تملي على الناس ما يقرب من 20 توجيه ينبغي عليهم الالتزام بها كمدراء، دون أن يصنفوها من حيث الأهمية. وتابع :" تجيد معظم الشركات في حثك على أن تكون مديراً رائعاً، بدلاً من أن تخبرك كيف لك أن تفلح في تحقيق ذلك".
وبغض النظر عن الأسباب التي تدفع بالأشخاص عادةً لترك أعمالهم بأي من الشركات، وجدت غوغل أن المدراء يحظون كذلك بتأثير أكبر على أداء الموظفين، وطريقة تعاملهم مع وظيفتهم أكثر من أي عامل آخر. وتابعت الصحيفة حديثها في هذا السياق بنقلها عن براساد سيتي، نائب رئيس غوغل لتحليل الأفراد وتعويضهم، قوله :" نريد أن نفهم ما الذي يحدث في غوغل بدلاً مما حدث في أي شركة أخرى".
وبمجرد أن وضعت غوغل أيديها على قائمة التوجيهات الخاصة بها، بدأت تدرسها من خلال برامج تدريبية، وكذلك دورات استعراض أداء وتدريب مع موظفين فرادى. وقال مارك كلينك، المدير بقسم الهندسة الذي أعدته غوغل لكي يجري مقابلة، إن النتائج التي خلص إليها مشروع الأكسجين، وما تلاه من دورات تدريبية، ساعدته على فهم أهمية إبداء ملاحظات واضحة ومباشرة للأفراد الذين يشرف عليهم.
كما أشاد د. سكوت ديرود، أستاذ الإدارة في كلية روس للأعمال بجامعة ميشيغان، بالطريقة التي تعتمد من خلالها غوغل على البيانات في ما يتعلق بالإدارة. وقال :" رغم أن الناس يبحثون دائماً عن الشيء الجديد في عالم الإدارة، إلا أن بيانات غوغل توضح أن أموراً كثيرة لم تتغير بشأن الأسباب التي تجعل من الشخص قائداً فعالاً".