جوبز يجيز طباعة أول كتاب عن سيرته بعنوان «آي ستيف»

رغم ما عرف عن نفوره من تسليط الضوء على حياته الخاصة، رضخ مؤسس "أبل" المشارك ومديرها التنفيذي ستيف جوبز أخيرا وقدم موافقته على أول كتاب عن سيرة حياته.

لندن: غيّر ستيف جوبز، العقل المفكر وراء نجاح "أبل" الباهر، وجه الكمبيوتر، وأحدث ثورة في صناعة الموسيقى، وأسس أحد أشهر استوديوهات هوليوود السينمائية، وقلب مفهوم الهاتف المحمول ووظائفه رأسًا على عقب. إضافة إلى هذا فقد اشتهر، في ما يتعلق بحياته الخاصة، بنفوره العارم من الصحافة والصحافيين وأنوفهم التي يحشرونها أينما اتفق بحثًا عن الخبر.

رغم هذا فقد رضخ مبتدع "آي فون" و"آي باد،" النافر من تسليط الضوء على حياته الخاصة، أخيرًا، وقدم موافقته على كتاب عن سيرة حياته، هو الأول من نوعه، لأنه يأتي بتفويض شخصي منه. وبالطبع فلن يفوّت أي كاتب الفرصة للّعب بالكلمات. ولذا فقد سُمّي الكتاب "آي ستيف: كتاب جوبز"، وسيرى النور في وقت مبكر من العام المقبل.

على أن هذا كله، وفقًا لصحيفة "تايمز" البريطانية، يأتي على خلفية محزنة، وهي أن هذا المخترع العبقري (56 عامًا) مصاب بسرطان البنكرياس، وأجرى في العام الماضي عملية جراحية لزراعة الكبد. واضطر في يناير/كانون الثاني الماضي للزوم السرير في عطلة مَرَضية للمرة الثالثة منذ 2004.

وكانت مجلة "بلومبيرغ ماركيتس"، الشهرية المتخصصة في عالم الأسواق والمال، قد أثارت هلعًا وسط أنصار "أبل" وفي الأسواق أيضًا بعدما نشرت - عن طريق الخطأ - مرثيته. ويذكر أن العادة في عالم الصحافة هي إعداد المراثي لمشاهير العالم وهم على قيد الحياة. وفي حال وفاة أحدهم فجأة أو بعد مرض يكون المطلوب فقط تحديث المرثية بحيث تشمل وقت الوفاة ومكانها والظروف المحيطة بها إذا توافرت.

سيخط كتاب سيرة جوبز الكاتب والصحافي الأميركي المخضرم وولتر آيزاكسون، المدير التنفيذي لكل من "مهعد آسبين" التعليمي وتلفزيون "سي إن إن" ومجلة "تايم". إضافة الى هذا عيّنه الرئيس أوباما رئيسًا لـ"مجلس إذاعة الحكّام" الذي يدير شؤون "صوت أميركا" و"إذاعة أوروبا الحرة".

وعُلم من الدار الفائزة بنشر كتاب جوبز، "سايمون آند شوستر" أن آيزاكسون بدأ عمله على هذا المشروع منذ ثلاث سنوات. ويذكر أن أعمال هذا الكاتب السابقة تشمل سيرتي حياة بنجامين فرانكلين، أحد "الآباء المؤسسين" للولايات المتحدة، وعبقري النسبية ألبرت أنشتاين.

والواقع أن حياة ستيف جوبز حافلة بالدراما. فبعد ولادته في سان فرانسيسكو من أب أميركي وأم سورية من دون زواج، تخلّى عنه الاثنان، وقدماه إلى أسرة تبنّته. وقد تخلّى عن إكمال تعليمه الجامعي، وأسس مع ستيف فوزنياك ورونالد وين في 1976 شركة "أبل"، التي صارت في العام التالي أولى شركات الكمبيوتر الشخصي.

وفي عام 1983 أقنع جوبز رئيس شركة "بيسي كولا"، جون سكالي، بالتخلّي عنها، والانضمام إليه مديرًا تنفيذيًا لأبل. وقيل إنه أقنعه بالكلمات الآتية: "هل تريد أن تبيع الماء المسَكّر بقية حياتك، أم تفضّل مرافقتي في مشوار عظيم من أجل تغيير العالم"؟.
ولكن سرعان ما ساءت العلاقة بين الرجلين، ووجد جوبز أنه مجبر على مغادرة أبل.

وخلال السنوات العشر التالية اشترى "غرافيك غروب"، وغيّر اسمها الى "بيكسار" التي صارت أحد أكبر استوديوهات هوليوود. وقد تخصصت في إنتاج أفلام الكارتون المرسومة بالكمبيوتر، وأنتجت روائع كلاسيكية مثل سلسلة Toy Story الشهيرة حول العالم.

وفي 1996 عاد جوبز الى حظيرة أبل، بعدما اشترت شركته NeXT للكمبيوتر. وفي اكتوبر/تشرين الأول 2001 بدأ ثورته في صناعة الموسيقى عندما أزاح الستار عن "آي بود" أول مشغل موسيقي الكتروني، والبقية تاريخ معروف عاد عليه بثروة شخصية تقدّر بأكثر من 8 مليارات دولار.

يبقى معرفة ما إن كان آيزاكسون سيلقي الضوء على "الجانب المظلم" من حياة جوبز. فالعاملون معه ينتقدون تأرجح مزاجه، ويقولون إنه لا يأبه بمشاعر الآخرين. وقيل أيضًا إنه أنكر أبوته لابنته الأولى ليزا.