شراء مايكروسوفت لـ"سكايب" مؤشر على انتعاش مبيعات الدوت كوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجحت شركة "مايكروسوفت" الأميركية لبرامج الكومبيوتر في إبرام صفقة لشراء شركة "سكايب" لخدمات الاتصال بالفيديو عبر الانترنت بقيمة 8.5 مليارات دولار نقداً تشمل الديون، في خطوة من شأنها أن تُصعِّد من المعركة التي تخوضها الشركة مع غوغل وفايسبوك في عالم الاتصالات عبر الإنترنت الذي يشهد تطوراً سريعاً.
تعتبر صفقة شراء شركة "سكايب" لخدمات الاتصال بالفيديو عبر الانترنت بقيمة 8.5 مليارات دولار هي الأكبر حتى الآن في تاريخ مايكروسوفت الممتد على مدار 36 عاماً، وتشكِّل أيضاً عودة بارزة لمجموعة المستثمرين الذين استحوذوا على سكايب من شركة "إي باي" عام 2009 في صفقة قيَّمت الشركة حينها بـ 2.75 مليار دولار.
وأشارت اليوم تقارير صحافية إلى أن المبلغ الذي دفعته مايكروسوفت لشراء سكايب - التي خسرت العام الماضي 7 ملايين دولار وبلغت إيراداتها 859.8 مليون دولار- قد أثار الدهشة في وادي السيليكون وأبرز أيضاً الضغوط التي يتعرض لها ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، لتأمين حصة أكبر من عائدات الإعلانات عبر الإنترنت والمحمول. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن بالمر يتصارع مع سوق يتجه فيها قدر كبير من العائدات الإعلانية صوب الإنترنت.
ونقلت الصحيفة هنا عن كولين غيليس، المحلل في شؤون التكنولوجيا لدى شركة بي جي سي بارتنرز، قوله " إنه سعر جيد. لكن المسألة كلها ستتعلق بما إن كانت ستعمل مايكروسوفت على دمج أو تدمير هذا الشيء الثمين".
وفي السياق نفسه، أشار محللون إلى أن مايكروسوفت من المحتمل أن تعرض أيضاً سكايب كجزء من إصدارها القادم لنظام تشغيل "ويندوز 8"، المقرر طرحه أمام المستهلكين العام المقبل.
وأوضح بالمر أنه تقدم بالعرض لمسؤولي "سكايب" الشهر الماضي، "لأن الشركة كانت في طريقها إلى التعويم، واعتقدت أنه سيكون من الأفضل بالنسبة لنا أن نتملكها .. خصوصاً وأن عدد مستخدمي سكايب يتزايد بشكل سريع، وهو ما كان مثيراً لي".
وقال توني بيتس، الرئيس التنفيذي البريطاني لـ "سكايب" الذي شغل هذا المنصب في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إن الشركة ستركز على تحقيق عائدات من وراء إعلانات الفيديو، فضلاً عن استغلال الاستخدام المتزايد للفيديو على الهاتف المحمول.
وعلى صعيد متصل، أكد ليف- أولوف والين، المحلل لدى شركة جارتنر للأبحاث والاستشارات العالمية الرائدة، أن إقدام مايكروسوفت على شراء سكايب يعد جزءًا من حملة أوسع هدفها دخول عالم المستهلكين.
وأضاف "لقد رأينا الكثير من الجهد والاستثمار في خدمة لايف ونظام ألعاب الفيديو إكس بوكس ومحرك البحث بينغ على مدار العامين الماضيين، ويعتبر نظام التشغيل ويندوز فون 7 أولاً وقبل كل شيء نظام تشغيل للمستهلكين.
وتتماشى سكايب تماماً مع تقنية المستهلكين الخاصة بنقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP). وأرى أن تلك الصفقة ستجعل مايكروسوفت أقل اعتماداً على عالم الأعمال. ويعتبر العثور على مقر دائم جديد لـ (سكايب) خبراً جيداً للموظفين ومستخدمي الخدمة. وما يساعد على ذلك هو امتلاك مايكروسوفت لوضعية مالية قوية وكذلك تعهدها أن تبقي على سكايب كمنصة متعددة".
من جانبها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الصفقة التي أُعلِن عنها يوم أمس الثلاثاء تعتبر صفقة قياسية بالنسبة إلى العملاقة الأميركية مايكروسوفت، ورفعت من القيمة الإجمالية للصفقات التكنولوجية حول العالم حتى الآن هذا العام إلى 85.5 مليار دولار (52 مليار جنيه إسترليني) وهي الانتعاشة الأقوى منذ فترة الأشهر التي سبقت انفجار فقاعة الدوت كوم في العاشر من آذار/ مارس عام 2000، وهي الفقاعة التي تشكلت نتيجة ارتفاع أسهم مجموعة من شركات التكنولوجيا المختصة بالانترنت في نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي بصورة كبيرة للغاية، بما يفوق قيمتها الفعلية بكثير، وعند انفجارها، أفرزت هذه الأزمة مجموعة من العوامل التي تفاقمت بدورها لتساهم بشكل كبير في وقوع أزمة الرهن العقاري.
وأوردت الصحيفة في هذا السياق عن محللين قولهم إن الصفقة ستمنح مايكروسوفت دَفعة في معركتها الضارية التي تخوضها على نحو متزايد مع العملاقتين آبل وغوغل. وقالت الغارديان إن ما يقرب من 170 مليون مستخدم يستعينون بسكايب كل شهر، فضلاً عن الـ 600 ألف الذين يُقبلون على الخدمة يومياً. لكن الخدمة مجانية، وهو ما كان يُصَعِّب من المساعي الرامية إلى تحقيق مكاسب.
وقال ستيف بالمر، رئيس مايكروسوفت التنفيذي، "إنه ومن خلال دعمنا، سوف تتمكن (سكايب) من بناء مستقبل، يكون فيه التحدث مع الأصدقاء والزملاء في جميع أنحاء العالم سلساً كما التحدث معهم عبر طاولة مطبخ أو قاعة مؤتمرات".
وأكد أيضاً كولين غيليس، محلل الإنترنت لدى شركة بي جي سي بارتنرز التي يوجد مقرها في نيويورك، أن شراء سكايب سوف يمنح مايكروسوفت اسماً لعلامة تجارية معترف بها على شبكة الإنترنت، في وقت تقوم فيه غوغل وآبل بتطوير خدماتهما الخاصة بالفيديو والهاتف على الإنترنت. وأضاف " فغوغل تمتلك خدمة ( غوغل فويس ) وتقوم آبل بتطوير خدمة ( فيس تايم )، وتعتبر سكايب علامة تجارية كبرى".
ونقلت التلغراف في هذا الصدد أيضاً عن غيليس، قوله " يمكن القول إن صفقة شراء مايكروسوفت لسكايب يُمثِّل صيداً ثميناً من الناحية الإستراتيجية وكذلك خطوة دفاعية. وإن تمكنت مايكروسوفت من وضع الخدمة في نظام تشغيل ويندوز 8، فسيصب ذلك في مصلحتهم. حيث ستساعدهم خطوة كهذه في السوق الخاصة بالحواسيب اللوحية".
وتابع بقوله "صحيح أن الصفقة لا معنى لها على الإطلاق كاستثمار مالي، إلا أن مايكروسوفت ستحاول بلا شك أن تدر قدرًا كافيًا من العائدات والأرباح من وراء خدمة سكايب لتعويض المبلغ الذي دفعته. ورغم تعدد الطرق التي يمكن الاستعانة بها للتواصل مع الآخرين عبر الإنترنت، إلا أن ما يميِّز سكايب هو كثرة مستخدميها. فهي مستخدمة على نطاق كبير، لا سيما من جانب المستهلكين الأكثر تطورا من الناحية التكنولوجية. وأنا أرى أن مايكروسوفت مطالبة بأن توضح للمساهمين كيف استحقت سكايب هذا الثمن وكيف ستتمكن من إعادة تلك القيمة لهم، خصوصاً وأن سكايب، ورغم كثرة أعداد مستخدميها، لا تحصل منهم على قدر كاف من الأموال".