تكنولوجيا

"Telex"... أحدث الحيل التقنية لمواجهة الرقابة على الإنترنت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لطالما شكَّلت مسألة الرقابة على المواقع الإلكترونية والمدونات والرسائل البريدية باعث قلق كبير لدى قطاع عريض من المستخدمين في العديد من الدول التي تفرض على شعوبها بعض القيود التي تحد من قدرتها على الوصول إلى معلومات أو محتوى تراه متعارضاً بشكل أو بآخر مع نهجها أو سياساتها أو مصالحها العامة والخاصة.

إطلاق برنامج جديد لكسر حواجز الرقيب

رغم المحاولات التي تبذل بين الحين والآخر من جانب التقنيين لكسر القيود التي يفرضها بعض الدول على مستخدمي الانترنت، وإتاحة الفرصة أمام إمكانية زيارة المواقع التي يتم حظرها، إلا أن النتائج المرجوة لا تكتمل بنسبة مئة في المئة لسبب أو لآخر.

لكن وأمام الطوفان الكاسح لسبل التكنولوجيا الحديثة في أنحاء العالم كافة، كان من الطبيعي أن يتم التوصل إلى بعض الطرق التي يمكن التغلب بواسطتها على تلك الرقابة التي يتم فرضها على الشبكة العنكبوتية.

وهو ما تحقق بالفعل بعد نجاح علماء حاسوب أميركيين أخيراً في تطوير برنامج جديد يعنى بتهريب البيانات، ويمكنه مساعدة المواطنين الذين يعيشون في تلك البلدان التي تستعين بمثل هذه الرقابة في زيارة أي من المواقع التي يريدون دخولها وتصفحها.

يُعرف هذا البرنامج بـ "Telex"، وتتمثل مهمته الرئيسة في إخفاء البيانات من المواقع المحظورة بداخل حركة المرور الآتية من المواقع التي تعتبر آمنة. ويعتمد البرنامج على تقنيات تشفير معروفة لإخفاء البيانات، وهو ما يجعل من الصعب فك شفرته.

إلى الآن، لا يزال "Telex" مجرد نموذج أولي، لكن من خلال التجارب التي خاضها، أظهر قدرته على مراوغة مرشحات الإنترنت الصينية.

واوضح دكتور أليكس هالدرمان، أحد أفراد الطاقم البحثي المكون من أربعة أفراد، والذي يعمل على تطوير برنامج "Telex" منذ مطلع عام 2010، أوضح أن البرنامج تم تطويره للالتفاف على المشكلة التي تمنع باقي تقنيات مواجهة الرقابة من أن تكون أكثر فعالية.

ويتضمن كثير من نظم مكافحة الرقابة القائمة على الاتصال بسيرفر أو شبكة خارج البلد الذي يعيش فيه المستخدم. وترتكز تلك الطريقة على نشر معلومات عن هذه السيرفرات والشبكات على نطاق واسع بما فيه الكفاية، كي يسمع عنها المواطنون، لكن الرقابة لا تفلح أوقاتًا كثيرة في أن تحددها وتمنعها. وهنا، عاود هالدرمان ليقول إن برنامج "Telex" الجديد سيحول تلك الطريقة رأساً على عقب.

في هذا الصدد، أوردت عنه هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، قوله: "بدلاً من الارتكاز على أحد السيرفرات خارج الشبكة المشاركة، نقوم بذلك في قلب الشبكة". ولفتت البي بي سي من جهتها إلى أن برنامج "Telex" يستغل حقيقة أن قليل من الدول التي تستعين بتقنيات رقابة الإنترنت تمنع الوصول الكلي، وأن كثيرًا من الدول تشعر بالرضا لسماحها لمواطنيها بزيارة عدد مختار من المواقع التي تعتبرها آمنة.

وتابعت البي بي سي بقولها إنه وحين يود أحد المستخدمين بزيارة موقع محظور، فإنه يقوم أولاً بتوجيه متصفح الويب الخاص به صوب موقع آمن. وبمجرد أن يتم الاتصال، يقوم برنامج "Telex" المثبت على حاسوبه بوضع علامة على سيل البيانات الذي يتم إرساله إلى ذلك المقصد الآمن.

حينها تدرك أجهزة الراوتر الموجودة خارج البلاد بأن علامةَ ما قد تم وضعها على سيل البيانات، وتعيد توجيه طلباً إلى الموقع المحظور. وبعدها، يتم إيصال البيانات الموجودة على صفحات الويب الخاضعة للرقابة إلى المستخدم في سيل بيانات مُقَنَّع ليشبه ذلك الآتي من المواقع الآمنة.

وأوضحت الهيئة الإذاعية أنه يتم تبديل سيل البيانات بمهارة باستخدام تقنية تشفير معروفة يطلق عليها "التشفير بالمفتاح العمومي - public key cryptography". وأوضح هنا دكتور هالدرمان أن تقنية التشفير هذه تساعد في تأمين برنامج "Telex" ضد أي تدخل خارجي.

وتعمل الراوترات التي تكتشف برنامج "Telex" كالمفتاح، وهو ما يُمَكِّنُها من فتح المحتوى وتحديد الموقع الذي يهتم المستخدم فعلاً بمشاهدته. ورغم عدم جاهزية البرنامج لاستخدامه من جانب أناس حقيقيين، أشار هالدرمان إلى أن الطاقم الذي يطوره يستخدمه في تصفح الإنترنت على مدار أشهر عدة. وأوضح أن الطاقم أجرى بعض الاختبارات محدودة النطاق في مواجهة مجموعة من نظم الترشيح المتطورة. وأضاف "ومن خلال التجربة التي أجريناها من داخل الصين، لم تواجهنا أية مشاكل بشأن الرقابة هناك حتى الآن".

وقد أتاح البرنامج للطاقم البحثي إمكانية مشاهدة مواد محظورة، مثل مقاطع مصورة عالية الجودة على موقع اليوتيوب، وكذلك زيارة مواقع تراها السلطات الصينية "ذات محتوى تخريبي".

وقال هالدرمان إن واحدة من العقبات التي تواجه "Telex" هي الحصول على البرامج الأساسية للمستخدمين من دون المساس بها من جانب رقباء الإنترنت أو المسجلين الرئيسيين بها.

وأوضح أن هناك أموراً أخرى سيتم التعامل معها، في ظل تواصل الجهود الخاصة بتطوير البرنامج. ويخطط المطورون لمنح عملية إطلاق البرنامج طابعاً رسمياً خلال مؤتمر Usenix Security المقبل، الذي سيستضيف ورشة عمل سنوية للأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يطورون شفرات تعني بمكافحة الرقابة، وفقاً لما ذكره دكتور هالدرمان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيف يعمل؟
حسن -

لو تم شرح طريقة عمل البرنامج أو على رابط الحصول عليه لكان أفضل من حشو المقال بأراء ليست ذات أهمية