الميليشيات الصومالية... بروباغندا عبر فايسبوك والموبايل

أشارت صحيفة الـ "تايم" إلى أن الميليشيات الصومالية تلجأ إلى تنظيم حملات اجتماعية غريبة لتجييش الناس وتشجيعهم للإنضمام إليها عبر نشر الأخبار الكاذبة والبروباغندا عن طريق فايسبوك والرسائل النصية القصيرة (اس ام اس) وغيرها من البرامج والمحاضرات عبر الراديو والتليفزيون.

لميس فرحات: اعتبرت صحيفة الـ "تايم" أن مسؤولي البروباغندا في "حركة الشباب" في الصومال باتوا يتمتعون بالشهرة الواسعة والتأثير الكبير منذ بداية كارثة المجاعة التي ضربت الصومال، لأن هذه المنظمة تسيطر على جزء واسع من مناطق وسط الصومال وجنوبه.

وأشارت الصحيفة إلى أن "حركة الشباب" ترفض السماح لمجموعات الإغاثة والمنظمات الإنسانية من دخول البلاد لإيصال المساعدات والطعام، فيما يعاني الصوماليون الفقر والجوع والعطش.

وعددت "التايم" المنظمات الممنوعة من دخول الأراضي الصومالية وتشمل "برنامج الغذاء العالمي" للأمم المتحدة، أكبر موزع للمساعدات الغذائية في العالم، بينما يتم السماح لبعض المنظمات الأخرى بالدخول إلى مناطق محددة مثل "أطباء بلا حدود"، فيما يحاول كثر المساعدة معرضين حياتهم للخطر.

وأضافت الصحيفة أن "حركة الشباب" تكذّب المعلومات الجلية وتنكر التقارير الصادرة من الأمم المتحدة التي تشير إلى أن 3.2 مليون صومالي بحاجة إلى المساعدات الطبية والغذائية.

في الأسابيع القليلة الماضية فقط، توفي 29.000 طفل صومالي تحت سن الخامسة، وأعلنت الأمم المتحدة رسمياً عن مجاعة في ثلاث مناطق أخرى في الصومال، لكن "الشباب" لم يكترثوا للأمر، واستمروا في منع دخول المساعدات وعمال الإغاثة تحت حجة "منعهم من تنفيذ أجندة سياسية خارجية".

وأشارت الصحيفة إلى أن متحدثين بإسم حركة الشباب ينفذون بروباغندا إعلامية عبر الظهور في المقابلات المتلفزة والإذاعية لنفي وجود مجاعة في الصومال، والزعم بأن المشكلة يمكن السيطرة عليها من قبل الشركات والمصانع المحلية من دون الحاجة إلى أي تدخل خارجي.

ولفتت الصحيفة إلى أن حركة الشباب باتت أكثر خبرة في مجال البروباغندا الإعلامية والتعامل مع الجماهير، فالعديد من الكتائب التابعة لهذه الحركة تقوم بإنتاج أشرطة الفيديو والمقاطع الصوتية وتجبر المحطات التليفزيونية والإذاعات ببثها على الصوماليين. كما جندت الحركة أعضاء جددًا لإلقاء خطابات عاطفية في المجالس الدينية، ومحاضرات أخرى باللغة الانكليزية لمخاطبة الشريحة الأكبر من الجماهير.

وذكرت الـ "تايم" أن أفراد "حركة الشباب" باتوا نشطين على فايسبوك، بالرغم من أن هذه الشبكات الإجتماعية تمنع نشر أي مواد تحرض على العنف، مضيفة أن "الشباب" يقومون بإنشاء صفحاتهم عبر فايسبوك وينشرون فيها مقاطع الفيديو بعد أن يتلاعبوا بها من أجل تشويه الحقائق ويبثون الأخبار الكاذبة والمحرضة.

وختمت الصحيفة بالقول "يتم إلغاء صفحة فايسبوك ومنعها بسبب التحريض على العنف، لكن لا شيء يوقفهم، فيعيدون نشر المحتوى التحريضي على صفحة جديدة، وتصبح متاحة على الانترنت من جديد".