20 عامًا على إطلاق نظام لينكس: العملاق الصامت

قبل عشرين عامًا أعلن طالب في جامعة هلسنكي انه بدأ العمل على مشروع برمجي في غرفته. واليوم لا يكاد يخلو بيت مما حققه هذا الطالب بمشروعه.

كشف الطالب لينوس بروفالد عن مشروعه على لوحة اعلانات طلابية من دون أن تكون لديه فكرة عن القوة التي سيطلقها حين قال إنه يصمم نظام تشغيل مجانيًا "كهواية" وان الجميع يمكن أن يسهموا في المشروع وستُتاح البرمجية بلا مقابل.

اليوم تعمل غالبية خوادم الانترنت في العالم بنظام لينكس التشغيلي الذي انبثق من "هواية" لينوس تورفالد.

وعلى امتداد شطر كبير من السنوات العشرين الماضية أنفق انصار لينكس، بمن فيهم آلاف المبرمجين الكثير من الوقت والطاقة في مهاجمة مايكروسوفت ونظام تشغيلها السائد ويندوز.وكافحوا لفك قبضة بيل غيتس على الكومبيوترات المكتبية، لكن كفاحهم كان بلا طائل حتى الآن.

تأكد هذا الفشل ضمناً عندما قدمت مايكروسوفت في آب/اغسطس تقريرها السنوي الى اجهزة الرقابة باسقاط لينكس من قائمة انظمة التشغيل المنافسة لويندوز.ولكن صحيفة الديلي تلغراف تنقل عن محللين أن انصار لينكس ربما خسروا معركة، ولكنهم يكسبون الحرب، مشيرين الى ان نظام لينكس يدفع عجلة النمو في أهم مضمارين الكترونيين هما شبكة الانترنت والهاتف الخلوي.

إذ تعمل بنظام لينكس الرخيص والموثوق والأمني نسبياً أكبر المواقع الالكترونية في العالم، بما في ذلك امزون وفايسبوك وغوغل.وحين يزورها المستخدم الذي يعمل كومبيوتره بنظام ويندوز على الأرجح فانه يتفاعل مع آلة تعمل بنظام لينكس.

لعل دور لينكس في سوق الهواتف الذكية معروف على نطاق اوسع خارج عالم تكنولوجيا المعلومات.فان نظام اندرويد التشغيلي من غوغل، الأوسع رواجًا في سوق الهاتف الذكي، هو في الحقيقة نسخة من نظام لينكس.

وقد تحتفظ مايكروسوفت باحتكارها لنظام التشغيل في الكومبيوترات المكتبية، حيث تشكل أبل التحدي الأكبر لها في سوق منحسرة أصلاً، ولكن مايكروسوفت ستكون سعيدة بمقايضة شيء من هذه الهمينة بنجاح لينكس في سوق الهواتف الذكية المتسعة باطراد.

ويعتبر اندرويد الذي استفاد من مليارات غوغل انجازًا متميزًا لنظام لينكس، ويضمن مستقبله نظرًا إلى النمو الذي تشهده سوق الهاتف الذكي.

ولا مفر من لينكس حتى بين اولئك الذين لا يستخدمون الانترنت كثيرًا، وليس لديهم هاتف ذكي.فان نسخا مختلفة منه تُستخدم في السيارات والطائرات واسواق البورصة والمقاييس الكهربائية الذكية واجهزة التلفزيون والعاب الفيديو ومكائن الصرف الآلي وغيرها الكثير.كل هذا وما زال النظام في شبابه، حيث احتفل بعيد ميلاده العشرين في 26 آب/اغسطس.