الاعتقالات الأخيرة لأفراد من أنونيموس تولّد حالة من عدم الثقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أثارت حالة الاعتقال التي تمّت بحق بعض أفراد جماعة القراصنة المعروفة بـ"أنونيموس" حالة من عدم الثقة بين أفرادها، خاصة بعدما اتضح ضلوع أحدهم في التعامل مع سلطات إنفاذ القانون في أميركا المعروف بـ"سابو"، ويدعى هيكتور خافيير مونسيغور.
القاهرة: جاءت الاعتقالات التي تمّت على مدار الأيام القليلة الماضية لبعض الأفراد المنتمين إلى جماعة قراصنة الإنترنت (الهاكرز)، المعروفة باسم "أنونيموس"، لتثير حالة من عدم الثقة بين أفرادها، خاصة بعدما اتّضح أن أحدهم يتعاون منذ فترة مع سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وبات مخبراً لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي.
فبينما كان ذلك الشخص يعمل بـوصفه "سابو الحقيقي" على تويتر، على مدار أشهر، على اعتباره واحداً من أبرز أفراد الجماعة، عبر مشاركته في الهجمات التي يتم تنظيمها على الشركات الخاصة والوكالات الحكومية حول العالم، خرج مؤخراً ليكشف عن مساعدته السلطات في الإمساك بالعديد من زملائه الهاكرز في أوروبا والولايات المتحدة.
وأفادت في هذا السياق صحيفة النيويورك تايمز الأميركية بأن أربعة أشخاص في بريطانيا وإيرلندا وُجِّهت إليهم يوم أمس اتهامات متعلقة بارتكابهم جرائم حاسوبية، في حين تم اعتقال شخص خامس أول أمس الاثنين في شيكاغو. وأظهرت أوراق قضائية أن ذلك الشخص الشهير بـ "سابو" هو هيكتور خافيير مونسيغور، 28 عاماً، من نيويورك.
وقد أقر في آب/ أغسطس الماضي بتورّطه في ارتكاب العشرات من المؤامرات المرتبطة بشن هجمات على الحواسيب. ومن وقتها، وهو يعمل كما هي العادة بوصفه "سابو الحقيقي"، بتحريضه على شنّ هجمات ونقل المقولات الخاصة بالثوار على الإنترنت.
وتابعت النيويورك تايمز حديثها بالتأكيد أن تلك الملاحقات القضائية تعد جزءاً من الجهود المنسقة لكبح جماح تلك الجماعة متعددة الجنسيات التي لا قائد لها وتعرف بـ " أنونيموس"، والتي حظيت من قبل باهتمام بالغ بسبب احتجاجها على كنيسة السيانتولوجيا ودعمها الكبير لموقع ويكيليكس الإلكتروني ذائع الصيت.
وقد أعلن الانتربول الأسبوع الماضي عن اعتقال 25 شخصاً يشتبه في انتمائهم إلى جماعة "أنونيموس" في أوروبا. وهو الخبر الذي تعامل معه سابو على موقع التدوين المصغر "تويتر" بحثّه باقي الهاكرز على مهاجمة موقع الانتربول الإلكتروني.
وقالت الصحيفة، من جهتها، إنه يعتقد أن مونسيغور يمارس نشاطاته وعملياته من داخل شقة جدته المتوفاة في الطابق السادس في بناية ضمن مشروع للإسكان الشعبي في الجانب السفلي من شرق مانهاتن. واتضح أنه قام بتدريب نفسه بنفسه، وبدا أنه يمتلك مهارات خاصة كذلك في عمليات القرصنة الإلكترونية وخداع زملائه من القراصنة.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن سقوطه سيزرع حالة من الشقاق وعدم الثقة في صفوف "أنونيموس". وقال في هذا السياق ميكو هيبونين، الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية في مختبرات إف- سيكيور بهيلسينكي:"سيكون من الصعب للغاية على جماعة أنونيموس أن تتعافى من تبعات مثل هذا الخرق لحالة الثقة. فيمكنك أن ترى قراصنة أنونيموس حالياً وهم ينظرون يميناً ويساراً ويتساءلون في ما بينهم: إذا لم يكن بمقدورهم أن يثقوا بسابو، فبأي شخص يمكنهم أن يضعوا ثقتهم؟".
وأضافت الصحيفة أن الأيام القليلة المقبلة هي التي ستحدد مدى تأثير ذلك على الجماعة وطريقة عملها. وأشارت هنا غابرييلا كولمان، عالمة الأنثروبولوجيا التي قامت بدراسة حركة أنونيموس وتدرس في جامعة ماكغيل في مونتريال، إلى أنها تتوقع أن تحظى حملة الملاحقات الأخيرة بـ "أثر مروع" على الأرجح على أساليبهم الخاصة بالقرصنة. وقد اتضح، وفقاً للصحيفة، أن هذا الخرق الكبير الذي تعرضت له الحركة مؤخراً كانت نتاج عمل شركة "ستراتفور" المتخصصة في التحليل الجيوسياسي.
هذا وقد أعرب بعض الأشخاص المقيمين فيالمجمع السكني نفسهالذي يقيم به مونسيغور عن صدمتهم، لدى علمهم بالاتهامات التي وجهت إليه. وقال أحدهم ويدعى جيم ريز " لا أصدق الأمر. فأنا أعرف مونسيغور منذ سنوات طويلة. وكنت أعلم أنه ولد صالح".