الأمن الإلكتروني سوق في أوج الإزدهار للصناعيين بمجال الدفاع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: مع هجمات القراصنة والتجسس الصناعي والفيروسات المدمرة اصبحت الانترنت خامس عنصر هام في الدفاع وسوقا في اوج الازدهار يتهافت عليها الصناعيون. وقد اتهمت الولايات المتحدة الثلاثاء خمسة من قراصنة المعلوماتية ينتمي بعضهم الى مجموعة "انونيموس" المتهمين بهجمات استهدفت مليون ضحية في الاجمال بينها حكومات وشركات كبرى.
والخسائر التي تسببت بها هذه الهجمات نبهت الدول والشركات بشكل اكبر الى هشاشة الشبكات واهمية الامن الالكتروني. وقدرت الشركة البريطانية "ألترا اليكترونيكس" بخمسين مليار دولار سنويا السوق العالمية لامن الفضاء الالكتروني.
ولفت دنيس غاردن مدير "كاسيديان سايبر سيكيوريني سولوشنز" وهي وحدة لدى العملاق الاوروبي للصناعات الجوية والدفاعية الى "ان هذه السوق تنمو بنسبة 10 بالمئة سنويا اي اسرع مرتين من كامل قطاع تكنولوجيا الاعلام".
وبات القطاع يشهد تهافتا ليصبح البعد الخامس للدفاع، بعد البر والبحر والجو والفضاء. وقال غي اندرسون المحلل لدى جينس آي اتش اس "منذ سنة استحوذ صناعيو الدفاع على شركات تكنولوجيا بوتيرة جنونية لتعزيز قدراتهم في مجال الامن الالكتروني".
وراى "ان الامن الالكتروني اعتبر قارب نجاة للصناعة عندما تدهورت النفقات الدفاعية في البلدان الغربية، وكان احد اخر قطاعات النمو". ولمس حلف شمال الاطلسي ابعاد المشكلة منذ ان ادت هجمات اطلقت من روسيا الى توقف مواقع الحكومة الاستونية في 2007، اثناء ازمة بين موسكو وتالين. واليوم يوجد مركز للدفاع الالكتروني للحلف في العاصمة الاستونية.
وفي 2007 ايضا قامت اسرائيل بقرصنة شبكة الدفاع السورية المضادة للطيران وسيطرت على شاشات راداراتها فيما كان الطيران الحربي الاسرائيلي يدمر مفاعلا نوويا قيد الانشاء، كما اكد المستشار السابق في البيت الابيض ريتشار كلارك في كتابه "سايبر وار" (الحرب الالكترونية).
ومنذ ذلك الحين تزداد الهجمات تعقيدا واتقانا لتشمل سرقات الملكية الفكرية وتدمير فعلي للالات. ولفت فيليب كوتييه من مركز الدراسات الاستراتيجية الى انه "اعتبارا من 2009 يتم الحصول على المعلومات من خلال الدخول الى الانظمة الاكثر دقة".
وفي 2010 هاجم الفيروس ستاكسنت الغامض اجهزة الطرد المركزي في البرنامج النووي الايراني. وعلق مدير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، مايكل هايدن، على ذلك بقوله "انها فكرة جيدة" لكنها احدثت سابقة خطرة، اذ انها "شرعنت هذا النوع من الانشطة في نظر بقية العالم".
وتعزز الحكومات الغربية دفاعاتها، فالبنتاغون جهز نفسه بمركز قيادة الكترونية ("سايبر كوماند") فيما تنتشر ارقام خيالية عن مجموعات من القراصنة مدربين في الصين. لكن الامن الالكتروني لا يقتصر فقط على الدفاع. "فالشبكات باتت الجهاز العصبي للمجتمع" كما قال ستانيسلاس دو موبيو من مجموعة تاليس الفرنسية.
قال فيليب كوتييه ان "العالم الالكتروني اصبح هائلا. حتى البرادات تحمل عناوين "اي بي" (انترنت بروتوكول)، اي رقم يعرف عنها يعطى لكل جهاز مرتبط بشبكة الانترنت. واضاف "في 2008 كان هناك في العالم مليارا عنوان "اي بي" اما اليوم فهناك 30 مليار، اي اكثر باربع مرات من التعداد السكاني العالمي".