سارة ماغواير ________ تصوير صموئيل شمعون

&&&&&&&&&&&&&&&&&&& زعـــــتر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& الى زكريا محمد
&&&&&&&&&&&&&
زامّـــةً، متضوّعةً، مطهرةَ
تأتي أرواح الموتى
لترتاح في زهيرات
هذا العشب المرّ
تنتاب المشهد الناصل
مشهد الحجر الكلس
الحجــــــر الكسير
شجر الزيتون الذي ضربته الصاعقةُ
والحريق الذي انطفأ ـ
ثمت زيت طيّار
من سحيق أوراقه
وجيوب عطر صغيرة متصلبة،
وحين يقتلع قاسي الزغب
يفجر من الموطيء& لذعته
مصّاعدة
تلطخ الهواء ـ
غبارُ طلعٍ
مثل مسحوق البارود في اليدِ
يغطي فلسطين
من أفواه الأحجارِ .

&

الياسمين في اليمن
&

في جلبة صلاة الجمعة
ألقى رجل ذو جنبية
وخد منتفخ بالقات
طوق ياسمين
من خلل النافذة المحطمة للسيارة .
حظ وصداقة .
قلادة موات مسكرة
التفّت حول كتفي ،
أزهارها الحريفة
تعارك رائحة الغاز العادم
والزيت المستنفد ،
ورعب اللحم المنتفخ
من طاعون أكياس اللدائن الوردية .
سرعان ما تذوي الأزهار وتتساقط.
حلقة سلك تركت معلقة من مقبض باب.
بتلات ضائعة حيث شردت
من الشرفة الى غرفة النوم .

&
حليب مراق
حبّتا اسبرين قابلتان للذوبان ترتفعان وتهبطان في الكأس،
مع وشيعتهما التي تفعلُ إثمارَ الماءِ
الماءِ الذي اخضُّه بياضَ حليبٍ.
كأن العالم كلّه ينزلق في مُنصرف الماء عند نافذتي.

لقد امطرتْ وأمطرتْ منذ رحلتَ.
الشوارعُ مسوّدةٌ، ذاتُ عَضَلٍ، من الماء.
ولأني موجَعةٌ، منهكة، جئتَ في فمي
مغطياً لساني بحليبك السائغ المُرّ.

الآن أراكَ وقد صرفتَ الشيك.
أتخيلكَ تدسّ الورقة تحت الفولاذ والزجاج.
وأنا جالسةٌ هنا، في حلْقة من ضوء المصباح،
أتملّى نسوةً لهن تسعمائة عام.

يداي تتحركان في العتمة وأنا اكتب: "المرأةُ
الزانيةُ جُدِعَ انفُها وصُلمتْ أذناها؛ والرجل غُرِّمَ".
أُفرغُ الكأسَ.

آهٍ لو عدتُ الى غرفة الفندق تلك
قرب المحطة،
كي أسمعَ طوال الليل قطاراتِ البضائعِ
آتيةٍ
ومغادرة.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ترجمة : سعدي يوسف