الرباط - ايلاف: &خلال يومي 9و10 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري&عقد اتحاد كتاب المغرب مؤتمره الخامس عشر. المؤتمر عرف نقاشات بخصوص الوثائق المقترحة عليه. النقاشات والحضور المكثف للمؤتمرين اعتبره الرئيس المنتخب حسن نجمي "ظاهرة لافتة في هذا المؤتمر".
أهم ما ميز هذه الوثائق هو موافقة أغلبية أعضائه على "ميثاق ثقافي" صاغه الاتحاد. يضم الميثاق خمس نقاط تعبر عن رؤية وتصور هذه المؤسسة لما يجري في المغرب من تحولات.
تتحدث النقطة الأولى على أن تحولات المشهد الثقافي المغربي في مطلع الألفية الثالثة هي "محصلة الجهود التي بذلتها النخبة المغربية خلال النصف الثاني من القرن العشرين". وتم التطرق في هذه النقطة إلى جهود جيلين من المثقفين في بلورة الإصلاح الثقافي والسياسي والاجتماعي من خلال انخراطهم في مؤسسات ثقافية متعددة.
أما النقطة الثانية، فعبر اتحاد كتاب المغرب عن أن ما ميز المنتوج الثقافي الناشئ في مغرب ما بعد الاستقلال هو التحديث الثقافي. وكان الاتحاد في "مختلف أنشطته التي توالت منذ تأسيسه في مطلع الستينات أن يكون حاضرا في قلب معركة التحديث الثقافي شاهدا مؤطرا وفاعلا. وأشارت النقطة أن معركة "التحديث لم تكن مصطنعة ولاهامشية، بل إنها تبلورت بجانب معارك التحديث السياسي والاجتماعي التي نشأت في بلادنا منذ مطلع الستينات، بكثير من الحس التاريخي والمسؤولية الوطنية.
أما النقطة الخامسة فأوضحت أن اتحاد كتاب المغرب يتحدث عن ضرورة مواصلة معركة التحديث الثقافي في مغرب الألفية الثالثة، هذا التحديث لا يريد قطيعة بل يسعى إلى المحافظة على الشخصية الثقافية المغربية عبر التاريخ. كما أعلن عن مواجهته وتصديه للدوغمائيات القديمة والجديدة والمطلقات القطعية والأحكام القاطعة عن طريق ترسيخ الوعي بنسبية المعرفة. وهذا ما يجعل التحديث الثقافي صنوا للنضال السياسي. فترسيخ الممارسة السياسية الديموقراطية يقتضي تحديثا فكريا، مما يجعل المعركتين متكاملتين. النقطة الرابعة من الميثاق تحدثت عن الهوية المغربية، إنها هوية متفتحة تستوعب المكون العربي الإسلامي بالمكون الأمازيغي والمكون الإفريقي والمكون العالمي. ودعا الاتحاد إلى بلورة التصورات و الآراء التي تسمح بدعم المشروع الحداثي وتحويله إلى واقع فعلي راسخ وثابت.
أما النقطة الأخيرة ألح الاتحاد على مواصلة الجهد ومواكبة المشاكل الجديدة التي تفرزها متغيرات الواقع، وهذا ما يدفع إلى إنجاز مبادرات ثقافية جريئة لبناء ثقافة مغربية مطابقة لأسئلة المرحلة التي تمر بها بلادنا.
وهكذا تتطلب قضايا المسألة الدستورية وقيم المواطنة وثقافة حقوق الإنسان والدفاع عن مأسسة قيم وممارسات التحديث السياسي وقضايا المرأة والتحرر الاجتماعي......."بناء تصورات ومواقف تسمح بإعادة تنظيم عناصرها، بل إبداع عناصر جديدة ومفاهيم جديدة للتمكن من استيعابها في مختلف أبعادها". وختم اتحاد كتاب المغرب ميثاقه بالإعلان عن أن على الثقافة المغربية في مختلف تجلياتها ستظل عنوانا لوعي تاريخي يقظ، وقاطرة من قاطرات التنمية والتحرر.
أما المشروع الثاني الذي صادق عليه اتحاد كتاب المغرب، فتطرق إلى الوضع الاعتباري للكاتب المغربي. "يرى الاتحاد أنه قد آن الأوان لأن يحدث منعطف حقيقي في مساره وفي أدواره، وأيضا الوضع الاعتباري والاجتماعي للكاتب، ذلك وفق التأكيد على تلبية المطالب النقابية والمادية الضرورية". ومعلوم أن اتحاد كتاب المغرب "جمعية ذات منفعة عامة" مما يخول لها الاستفادة من المال العمومي. ويحرص الاتحاد على أن يفعل هذه الصفة وذلك من خلال "تكثيف الاتصالات مع الجهات المعنية". وبخصوص تسيير المكتب المركزي ومكاتب الفروع، أوضح الاتحاد عن نيته في تخصيص ميزانية منتظمة. ودعا إلى تمتيع الكاتب المغربي بوضع اعتباري يليق بمكانته وعطاءاته، كما دعا إلى إيجاد حل لمشكلة النشر والتوزيع، وهنا دعا إلى إقامة شراكة مع وزارات كالتربية الوطنية والشبيبة والرياضة في أفق تشجيع القراءة كذلك.
وألح الاتحاد على الاهتمام بالجوانب الاجتماعية للكتاب المغاربة بإنشاء صناديق للتكافل الاجتماعي ولدعم الكتاب الأعضاء وتمكينهم من نظام التأمين أو الضمان الاجتماعي.
كما صودق من قبل أعضاء الاتحاد على وثيقة من صفحة ونصف تتحدث عن موقف الاتحاد من اعتداءات 11سبتمبر-أيلول الماضي ضد الولايات المتحدة الأميركية.
لائحة المكتب المركزي والمجلس الإداري لاتحاد كتاب المغرب
من مجموع أعضاء اتحاد كتاب المغرب الذين حضروا للمؤتمر، صوت 188 عضو. وقد بلغت نسبة الأصوات الملغاة 10. بعد إعلان عشرين عضوا عن ترشيحه للمكتب المركزي، طلب من كل عضو اختيار 11عضوا على الأقل. وهكذا أعلن في ساعات جد متأخرة من ليلة السبت الأحد عن أسماء كل من :أمينة بنمسعود-حسن نجمي-حسن البحراوي- بنسالم حميش-عبد النبي دشين-البشير القمري-العلام عبد الرحيم-أحمد شراك-جلال حكماوي-نجيب خداري-رضوان حدادو. كأعضاء للمكتب المركزي لمدة ثلاث سنوات، بعد أن صودق على تمديد مدة الرئاسة من سنتين إلى ثلاث سنوات. وقد ترشحت ثلاث كاتبات غير أن الفوز كان حليف واحدة فقط. المكتب المركزي انتخب بالإجماع الشاعر حسن نجمي، الذي حصل على أعلى نسبة من الأصوات، رئيسا لاتحاد كتاب المغرب لولاية ثانية .
أما المجلس الإداري لاتحاد كتاب المغرب، فقد ترشح له سبعة عشر كاتبا. وكان على أعضاء الاتحاد اختيار 15 عضوا. وهم : الحسين القمري-عبد الله زيويزيو-أحمد صبري-مصطفى النحال-محمد مستاوي-الطاهر الطويل-أنور المرتجي-عبد الحكيم عنكر- عبد الرحمن بوعلي-محمد البوعناني-محمد بلمو-محمد الخمار العلمي-جمال بودومة- خالد الحضري.