&
الدار البيضاء-إيلاف: ساهمت الأزمة الديبلوماسية الأخيرة بين المغرب وإسبانيا، والتي دفعت بالمغرب إلى استدعاء سفيرها في مدريد "للتشاور"، في تليين الإسبان لموقفهم من قضية الصحراء المغربية. فقد نصحت المخابرات الإسبانية-حسب يومية العلم المغربية- حكومة مدريد بتبني مخطط جيمس بيكر المبعوث الخاص للأمين العام في الصحراء. وكان جيمس بيكر قد تقدم بمشروع-إطار عرف بالحل الثالث، يمنح بموجبه للصحراء الغربية حكما ذاتيا لأبناء المنطقة وسلطات في تسيير الشأن المحلي تحت السيادة المغربية.
المشروع لاقى ترحيبا من قبل المغرب وموريتانيا وباريس وواشنطن، بينما لم تقبل به لحد الآن جبهة البوليساريو& مدعومة من حليفها الجزائر، بالإضافة إلى مدريد. وأن كان الرئيس بوتفليقة قد أكد في واشنطن خلال زيارته الأخيرة لأميركا أن الجزائر لا تعارض الحل الثالث، وفي لقاء سري، كما أكدت الصحافة الجزائرية، التقى شيراك ببوتفليقة في القاهرة وقد دعا الرئيس الفرنسي الرئيس الجزائري بالحل الثالث.
وحسب اليومية المغربية فإن& مدير المخابرات خورخي ديسكايار، الذي سبق وأن شغل منصب سفير مدريد في الرباط، قد قدم لرئيس الحكومة الإسبانية "تقريرا طلب فيه من خوسيه ماريا أثنار ضرورة الرهان على حكم ذاتي موسع للصحراويين في ظل السيادة المغربية لتفادي تغييرات جيوستراتيجية في منطقة المغرب العربي قد تكون لها انعكاسات سلبية للغاية على غرب البحر الأبيض المتوسط". وأضاف التقرير، الذي نشر في أسبوعية إسبانية أن انفصال الصحراء عن المغرب قد ينعكس سلبا على الحياة السياسية الداخلية لإسبانيا بإعطاء دفعة قوية للحركات القومية التي ترغب في الانفصال".
ونسب لوزير لخارجية الإسباني قوله أن إسبانيا ستدعم ما يريد بيكر عمله من أجل حل النزاع في الصحراء إذا قبل الطرفين.
وارتفعت أصوات من الحزب الاشتراكي الإسباني تدعم مخطط جيمس بيكر لما له من انعكاسات على العلاقة بين البلدين ولما له من تأثير على الحياة السياسية الإسبانية.
تأتي هذه التطورات الإيجابية من قضية تعتبر محط إجماع في المغرب وهي قضية الصحراء، بعبد أيام من إثارة وزير الخارجية المغربي محمد بنعيسى لقضية احتلال إسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية في نيوورك، وكذلك بعد فشل وزير الخارجية الإسباني في إقناع نظيره المغربي بخصوص عودة سفير المغرب في إسبانيا.