سعدية مفرح
تنفتح الذاكرة على ذاكرتـها الأولى، على وجودها الأول، فنكتشف كم هي حنون رياح الظنون وهي تهب باتجاه ماض لا يريد أن يختفي... ربما لأنه لم يعد كائنا حقيقيا، وربما لأن غيره لم يستطع أن يحتل تلك المساحة الغامضة المفروشة بتلك الظنون وبتداعياتها المتواترة، وبما وربما لأنه من القسوة ما يجعله يؤثث لوجوده تاريخا جديدا كل لحظة جديدة... ربما.
لكنه القلب...، وحده القادر على ان يحل محل الذاكرة دون أن يلغيها، وهو الشعر وحده القادر على تفسيرها بشكل لا يؤذي أحد...فلا يجرح شجرة ولا يستفز بحرا... ولا يستغيب سماء، وبالتالي لا يؤذي تلك الجغرافيا الذاهلة باتجاه تحققنا في مبتداه ومنتهاه مسيجة بالطــفولة والتي يحلو لنا، كلما اغرورقت عـــيوننا بالدموع المبهمة، أن نسميها الوطن!!
أما أنا فما زلت أراوح بين الذاكرة والقلب، وفي محيط تلك الأيام التي أختفت تواريخــها، وانمحت في خضم الزمن الجديد، رغم أنها الماضي والأيام التي ما زالت تقترح تواريخها المستمرة بحجة أنها الحاضر... وحده الشاعر يستطيع إعادة رسم الأشياء وتلوين الملامح المرسومة بالأبيض والأسود... وحده القادر على ملء فراغات الروح بموسيقا تشبه الموسيقا التصويرية التي يردم بها مخرجو الأفلام فجوات السيناريوهات الرديئة بما يمكن أن يكون حياة أخرى... حياة موازية للحياة الحقيقية...حياة افتراضية ... ولكن لا بد منها... رغم أنها غير موجودة الا على شاشات السينما في واقعها المظلم، أو بين إطارات الصور المعلقة على جدران الروح .
حسنا... ستكون الفكرة أكثر وضوحا عندما تندغم بذلك البيت العجيب الذي قاله الشاعر المجنون وهو يدفع هوى ليلى وليل الهوى:
وما أشرف الأيفاع إلا صبابة
ولا أنشد الأشعار إلا تداويا ....
وكأنه يلخص حكمة الجنون كلها بتحديده العقلاني لجنون الشعر والفن والحياة في بيت جميل قاله وكأنه يحاول أن يدفع تهمة الشعر بالمزيد منه، وكأنه يحاول أن يدفع مظنة السمو بالاصرار عليها، فهو لا يشرف الايفاع، ولا يصعد الذرى الا صبابة أو ربما دفعا لتبعات تلك الصبابة في روحه وجسده وما بينهما، وهو لا ينشد الأشعار الا تداويا ، فليس الشعر دواء جاهزا يتناولـه من بحاجة إليه لحظة يريد، ولكنه تداو يضطر معه المتداوي للممارسة المستمرة، وبين التداوي والدواء ما بين الشعر واللاشعر، وما المجنون الا شاعر، ذهب نحو المدى الأقصى في بحثه عن سر الشعر الخبيء .. وسر الصبابة الموحش .... وسر الجنون الذي يذهب بالعقل لكنه لا يذهب بالروح .. والأهم أنه لا يذهب بموسيقاه التصويرية ...لا يذهب بالشعر .
هاهي الفكرة تحت ظلال البيت المجنون تبدو أكثر وضوحا، أو لعلها أكثر غموضا؟ ولكنها على أية حال تظل صالحة لتبرير ذلك القرار العجيب، بأن أكون شاعرة، الذي كان أول قراراتي الشخصية الواعية في خضم تلك الطفولة المروعة.
لا أدعي أنني كنت أعرف تلك الوظيفة الجميلة التي يقترحها المجنون للشعر عندما قررت أن أكون شاعرة رغم أنني لم أكن أتجاوز الثانية عشرة من عمري، طفلة صغيرة وحيدة تعيش في أسرة ذكورية بامتياز، فينفرض عليها أن تفتش لنفسها عن دور ذكوري يتلاءم مع الصورة العامة المرسومة بدقة ووعي وتصميم لهذه الأسرة الصغيرة، ومع الصورة الخاصة المرسومة لها بقسوة مذهلة و المفروضة عليها، في ملابسها، وقصة شعرها، وألعابها ـ إن وجدت ـ وفي قراءاتها المبكرة، وفي صداقاتها الطفولية المعدومة الا قليلا، وفي المساحة الجغرافية التي ينبغي أن تتحرك في حدودها، حيث غرفة واحدة بنافذة وحيدة هي كل تلك الجغرافيا، لكن للطفولة مباهجها السحرية رغم كل شيء، ولم يكن لمباهجي المبكرة عنان الا القراءة، قراءة كل شيء .. كل ما تقع عليه عيناي المندهشتان من قسوة العالم ووحشته وبرودة شوارعه الترابية التي تؤدي دائما وسريعا إلى جنة بيتنا الصغير حيث غرفتنا الواحدة بنافذتها الوحيدة، أقرأ .. وأقرأ.. وأقرأ .. فيقودني سحر القراءة إلى سحر النص الديني، وبدوره يقودني إلى خير ما يمكن أن أقرأه في حدائق القراءة المفتوحة حيث أشجار الشعر هي الدهشة المتناسلة من بعضها البعض، فلماذا لا أكون شاعرة أذن؟ لماذا لا أحقق للآخرين دهشة إضافية فيما بدا لي سهلا وأنيقا وغير مكلف في ذات الوقت؟ ولماذا لا أداوي علل الروح بهذا الشيء الذي يسمونه الشعر وكأنهم يشيرون للحياة في واحد من أجمل أسمائها؟
أصير شاعرة إذن، استدراجا لمباهج الشعر واستفادة من وظيفته الخالدة .. صبابة وتداو، ولكنني أكتشف ذلك ألان، أكتشفه وأنا أحاول أن أحصي خسائر العمر الكثيرة ومباهجــه المدوية في الفراغ الكبير .. الفراغ الأبيض، حيث الأبيض كفن الروح وبشارة الحياة، فأكتشف أي فضاء بهي وموحش ألقيت رحلي فيه منذ ذلك التاريخ الموغل في القدم والوحشة و اليتم والفضول. وفي تلك المهمة الجديدة التي صارت هوايتي المفضلة إذ أمارس تفاصيلها بين جدران غرفتي ـ التي أصبحت& امتلكها الآن لوحدي ـ والمزدحمة بكل عالمي، والمتوحدة في ومعي كأنها أنا وكأنني هي بجدرانها البيضاء، وبرف الكتب المتكاثرة لكي تحتل المساحة الأكبر، وبخزانة الملابس التي أكرهها ، دائما أكرهها، وبين، جدران روحي الأكثر ازدحاما ... أجد الكثير مما يمكن أن يعللني ويهدهد روحي، ويداوي أوجاعي النابتة على شواطيء اليتم المبكر، حيث الأب هو الغياب الأول، الغياب الذي يؤكد حضوره في وجودي، ليكون سببا لهذا الوجود ومبررا له في كثير من الأحيان، الغياب الذي لم أعرف سببه ولا كنه، ولم أحاول أن أضعه في إطار ما، الغياب الذي يحضر كلما حققت نجاحا صغيرا أو كبيرا في حياتي دون أن أجد من يضع هذا النجاح في صورة معتادة من الفرح العائلي، الغياب الكبير إذن !! الغياب الذي تحقق بعد ذلك قصيدة قصيرة ولكنها أثيرة .. استعرت فيها ثياب الكترا، بعض ثيابها لأقول ما لا ينبغي أن يقال .. لأقول شيئا عن:
هذا الوجود الملتبس،
حيث تختلط تهاويم الحقيقة بعذوبة الخرافة
والقصيدة المتوقعة بذكريات مبالغ في تفاصيلها البطولية،
وحيث ...
صورة فوتوغرافية وحيدة
أقف أمامها كمرآة
كلما توالدتْ الأسئلة المخبأة
وتسللتْ نحوي
من ثقوب الحكايات العائلية المبتورة بالضرورة.
لـكن الشعر كان يستطيع أيضا، لحسن الحظ، أن يهدي نرجسيتي الكثير من التبريرات المعقولة، والأسباب شبه المنطقية لركام من الفشل الكثير .... الفشل الطويل ... الفشل المفروض بقوته الذاتية والذي أستشعره عنوانا لسيرة ذاتية قصيرة قد يبدو الندم واحد من عناوينها الفرعية.
الندم ......؟!!
ولكن المرء يندم على ما لم يفعله مما كان ينبغي عليه فعله، وحيث مساحة الندم تتحدد دائما بقدرة هذا المرء أو عدم قدرته على الفعل المطلوب تحققه، المرء إذن لا يندم على عدم تحقيقه ما كان ينبغي عليه تحقيقه إن لم يكن لحظتئذ قادرا على فعل التحقيق، وهذا، كما يبدو لي الآن منطق جيد ومريح وعلي دائما اللجوء إليه لتبرير لحظات الفشل الكثيرة التي مرت بي وصارت دائما عنوانا لحياتي غير المعلنة، ولعل أبرزها وأولها في الترتيب من حيث الأهمية ومن حيث التأريخ الزمني أيضا لحظات الطفولة الملتبسة في دلالاتها التي تتجاوز كونها الخطوة الأولى في مسيرة تاريخي النفسي لتصير في الواقع هي تاريخي النفسي كله.
لماذا ؟!
تتعدد احتمالات الأجابة وتصير أحيانا إجابة واحدة لهذا السؤال المتعدد، والذي يمكن تجاوزه نحو القول أن الابداع قيمة حققت لي الكثير من اللحظات المضيئة إلى حد ما مقابل الانطفاءات الكثيرة الأخرى، لذلك كنت أقول قبل قليل أنني أخترت، وفي فترة مبكرة جدا من حياتي أم أكون شاعرة، أعرف أن الأمور التي تتعلق بالشان الإبداعي لا يمكن الحديث عنها بهذا التحديد الدقيق ولا بهذا الشكل من التأريخ الزمني، أعرف أيضا أن الحديث عن الموهبة هو الأنسب بدلا من الحديث عن اختيار واع للمبدع لأن يكون مبدعا، ولكنني أعرف أيضا أن هذا بشكل شبه دقيق هو ما حدث معي، كنت أريد أن أكون شاعرة ،ثم أنني قررت أن أكون كذلك، ويبدو أنني أصبحت، رغم أنني مازلت في كثير من اللحظات أشك بالفعل أنني شاعرة حقيقية، ينتابني هذا الأحساس بالتحديد كلما انتهيت من كتابة قصيدة جديدة، في تلك اللحظة يكون شعوري ملتبسا بشكل يصعب معه تحديد هويته، فرح حقيقي بإنجاز هو دائما ـ أو هكذا أتصوره الأخطر في حياتي على مختلف صعدها، وفي ذات اللحظة حزن ما من النهاية، أنا اكره النهايات دائما، أكره أن اصل في قراءاتي او مشاهداتي إلى نهاية الرواية التي أقرأها او الفيلم الذي اشاهده مثلا، والحزن يجيء ايضا من خشية عميقة وحقيقية صرت في الاونة الاخيرة ارصدها مع نهاية كل قصيدة أنتهي من كتابتها، أخاف أن تكون هذه هي القصيدة الأخيرة في حياتي يعذبني السؤال القديم من اين وكيف يجيء الشعر؟ ولأنني فشلت دائما في الأجابة على هذا السؤال التي عذبتني سهولته المراوغة بقدر ما أهانت صعوبته المراوغة ايضا قدرتي التي كنت اتوهمها على معرفة ذاتي بشكل معقول إلى حد ما، فقد استبدلت هذا الفشل بذلك الخوف، وصارت الامور أقل احباطا، فالشعر الذي اخترت ان اتعاطاه قراءة وتلقيا وانتاجا نصيا، نجح تماما في تخليصي من عقدي الشخصية التي كنت اتوقع ان اختفي تحت لفائفها القديمة، نجح السيد الشعر في مصالحتي مع نفسي ونجح في أن يصير الرهان الأجمل والأكبر في حياتي كلها، رغم أنه الرهان الأول، ولعله الأخير، حيث لم استسغ أي تجل آخر من تجليات الكتابة الأبداعية كممارسة ذاتية، كنت مسحورة بالشعر وعوالمه، وأحب كلمته في كل تجلياتها، أشعر أن الشعر هو أرقى فنون القول وأعلاها مكانة، ربما لأنني اكره تفاصيل الحكي ومنمنماته الصغيرة، وأحب بلاغة الشعر الموجزة. أحب موسيقاه وعذوبته... .وأحب قوته أيضا... أحب سر دهشته وإدهاشه. وأحب كلمته الأولى وكلمته الأخيرة، لكن هذا لا يعني أنني لا أتواصل مع التجليات الأخرى مثلا، فأنا أعتبر نفسي قارئة نهمة للرواية وللقصة القصيرة أيضا، وأكثر مراجعاتي النقدية تنصب عليهما، أحب أيضا قراءة نماذج متطورة لكتابة السيرة الذاتية، يسحرني سر الحكي الذاتي، وأنساق وراء الآخرين وهم يروون رواياتهم الشخصية. وكان الشعر وحده روايتي الشخصية
لقد تحررت به ـ ولا أعني الشعر الذي أكتبه أنا فقط بل كل تجربة شعرية جميلة تعاطيت معا بالقراءة أيضا ـ أقول أنني تحررت بمطلق الشعر من أشياء كثيرة مزعجة. من الجهل والخوف والحاجة والدونية، ولأن الشعر هو أصلا وبالضرورة فعل مضاد، فقد كان من السهل ،أو على الأقل من غير الصعب، عليّ ممارسة الفعل المضاد من خلاله والاحتماء به ورسمه رحلة نهائية. وكان لا بد من الاستعداد زادا للرحلة ودفعا لوحشة الطريق.
بدأت بقراءة الكتب التراثية القديمة منذ مرحلة مبكرة جدا، قرأت كتب الجاحظ وأنا في العاشرة من عمري، وقرأت مقدمة ابن خلدون وانا دون الثالثة عشرة، وقرأت الكثير من قصص ألف ليلة وليلة وأنا في تلك السن، أما المتنبي فكان أولى عذاباتي اللذيذة في عالم الشعر. كان هو الأول وهو الأخير، في كل قصيدة أقرؤها له يستوي أمامي بشرا سويا، أنساق وراء طموحاته في السلطة والشعر وما بينهما من تفاصيل كونت مجده الشعري المستحيل... .وربما هذا البداية التراثية هي التي هيئت روحي للانطلاق بعد ذلك بسنوات قليلة لكي تحلق بجناحات الحداثة في أقصى اشتراطاتها وأقساها أيضا. .. لم أعد أطيق أية قيود يمكن أن تحبس قصيدتي في إطارها، وصار همي أن أخلص قصيدتي من زوائد الافتعال وشوائب الأمس ... كنت أريد أن أكون ذاتي دون أن أبدأ من الصفر... وكلما قرأت تجربة شعرية جديدة يتوق روحي لأن ينقلب على نفسه، ويتجاوز مألوفاته والسائد في محيطه... لا أدري إن كنت نجحت أم لا، بل لعلي أقرب إلى التصديق بأنني لم أنجح ألا قليلا في تحقيق الخطوة الأولى من حلم الانطلاق والخلق الشعري... لكن من يدري، فالسماء البعيدة تبدو من الشفافية أحيانا ما يجعلني أمد يدى أكاد ألمسها... رغم أن هذا كله لا يكفي لصنع شاعر أو ربع شاعر ما لم يكن مهيئا لذلك بطبيعته، ولهذا أستطيع أن أقول أنه وبشكل عام ليس في الأمر عوامل اختيار محددة لمرجعيات معينة، فلحظة الشعر لحظة ملتبسة وغامضة ورغم ما قلناه ونقوله عنها فهو قول ناقص أن افترضنا أنه حقيقي!
ولكني بالمقابل أستطيع أن أتحدث عن محرضاتي الشعرية، وغالبا ما تكون القراءة هي أولى هذه المحرضات، القراءة تنبش من دواخلي كل الأسئلة المعلقة وتستفز كل علامات الاستفهام، وليس مثل الشعر شيء قادر على إعادة التوازن واقتراح الإجابات ولو بخلق المزيد من الأسئلة. كما أن المرض بالنسبة لي محرض كبير وعظيم على الشعر، المرض ضعف أكرهه بشكل مرضي! واكتشفت أنني بالشعر أستطيع الإستقواء على المرض وعلى الإحباط ، رغم أن حالة كتابة القصيدة نفسها تسبب لي نوعا جديدا من الإحباط الشامل والذي يتبدد تدريجيا بعد كل انتصار لغوي أو موسيقي أو فكري صغير يتأتى لي أثناء الكتابة، وهذا واحد من أسرار اللحظة الشعرية المتقلبة بين حالين من اللذة والألم القصويين.
ولأن الشعر بخاصيته الأستفزازية يضيف للمرأة بخاصيتها الأستفزازية بدورها في مجتمع يغص بذكوريته خواص استفزازية إضافية فإنه يقدم لها من حيث لا تدري أحيانا أول أدوات أو شروط الجودة والأصالة لممارسة الأبداع الشعري أو أي ابداع، فالمرأة التي تختار الشعر رهانا لحياتها يفترض انها منذ البدء تعرف صعوبة الأختيار ولذته وتصير بالتالي مستعدة لانجاز تجربتها الشعرية الحرة حتى وإن تم ذلك في مجتمع ذكوري قامع ورافض ومحارب لحميمية المرأة ،ما دامت قد استطاعت عبور البرزخ السرى الدقيق المؤدي إلى جنة الشعر وناره.
مشاريعي...؟!!
كلها مؤجلة، ولعلي لم أحقق إلا أقل القليل جدا مما كنت وما زلت احلم بتحقيقه ليس على صعيد الشعر وحسب بل على صعيد حياتي كلها، ولكنني لست نادمة على هذا الفشل التقريبي المؤكد خاصة وأن معظم اسبابه لا تعود إلي بقدر ما تعود إلى ظروف قاسية ومركبة لم أستطع تجاوزها بل إنها ما زالت تمارس جبروتها ضدي دائما... دائما... كنت أتجاوز ظروف فشلي المتراكم بكتابة الشعر وبنشره، وكنت أفرح بنجاحاتي الصغيرة فيه، أحاول أن أراكمها لعلها تصير جبلا صغيرا من الفرح أحاول تسلقه نحو سماء نائية، لكنني بدأت في الآونة الأخيرة أشعر أن الشعر نفسه، في كثير من الأحيان، لم يعد يحقق لي تلك الدهشة القديمة وذلك الفرح الصغير، أشعر باللاجدوى من كل شيء، أحيانا أتناسى هذا الشعور فأكتب قصائد أريدها مختلفة عن كل ما كتبته في السابق. أحاول الابتعاد بها عن منطقة الوعي نحو منطقة الدهشة وحدها... أريد من خلالها قراءة عقدي الشخصية... أريد أن أصير أنا القصيدة بدلا من كتابتها فقط... وعلى هامش كل هذا أعمل في الصحافة كثيرا، وأتواصل مع أصدقائي، وأحيانا يجتاحني ذلك الشعور بالموات، فأنسى الكتابة وأنا أتطلع لتلك السماء البعيدة... جدا.
انظر مختارات من أشعارها في :