جان لوي سانتيني: عين الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر رئيسا للجنة مستقلة مكلفة إلقاء الضوء على عجز أجهزة الاستخبارات عن منع اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.
&واعلن بوش خلال توقيعه القرار الذي ينشىء هذه اللجنة في احتفال في البيت الابيض "ان هذه اللجنة ستساعدني وستساعد الرؤساء المقبلين، في فهم الوسائل التي يستخدمها الاعداء وطبيعة التهديدات التي تواجهنا".
&واضاف خلال اعلانه تعيين المستشار السابق الذي كان قريبا من الرئيس ريتشارد نيكسون، ان كيسنجر "هو احد كبار الموظفين الاكثر احتراما وحنكة في بلادنا".
&ووعد بوش بان "هذا التحقيق سيدرس بدقة كبيرة كل الوقائع وكل الفرضيات"، مؤكدا ضرورة "كشف كل التفاصيل لنتعلم كل دروس الحادي عشر من ايلول/سبتمبر".
&واكد الرئيس الاميركي ان كيسنجر "سيقدم خبرته الواسعة وتحليله الواضح وحكمته لهذه المهمة".
&من جهته، تعهد كيسنجر امام الصحافيين عند مغادرته البيت الابيض "البحث عن كل النتائج التي ستنجم عن الوقائع". وقال "ليست هناك اي قيود ولن نقبل باي قيود"، مؤكدا ضرورة "فعل كل شيء لتجنب تكرار مأساة كهذه".
&واوضح وزير الخارجية الاسبق ان اللجنة يمكن ان تعد توصيات وان الرئيس بوش "تعهد بأخذها على محمل الجد".
&وقد قاومت الرئاسة الاميركية طويلا اتخاذ قرار بانشاء لجنة مستقلة طالب بها الكونغرس وعائلات ضحايا الاعتداءات، معتبرة انها قد تكون اداة بيد المعارضة الديموقراطية لمهاجمة الادارة الجمهورية ويمكن ان تصرف الانتباه عن الحرب على الارهاب.
&ويفترض ان تصدر هذه اللجنة تقريرها في 2004 في اوج الحملة للانتخابات الرئاسية.
&وبموجب تسوية تم التوصل اليها الاسبوع الماضي بين الادارة والنواب الديموقراطيين والجمهوريين، فان هذه اللجنة ستتمتع بسلطة واسعة وستستند الى ما توصل اليه التحقيق المشترك الذي اعدته لجنتا الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب.
&ويندرج انشاء هذه اللجنة في قانون الموازنة العامة للعام 2003 الذي اقره الكونغرس ويسمح بنشاطات استخباراتية.
&والى جانب رئيسها، ستضم اللجنة عشرة اعضاء سيعينون بالتساوي من قبل الديموقراطيين والجمهوريين.
&وستمهل 18 شهرا للتحقيق بعمق وبشكل واسع في فشل مختلف الاجهزة الامنية الاميركية في منع وقوع الاعتداءات، وخصوصا وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) واجهزة الهجرة وسلامة النقل الجوي والوكالة المتخصصة بعمليات التنصت ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي).
&وكانت شهادات ادلى بها عناصر في وكالة الاستخبارات ومكتب التحقيقات الفدرالي في الكونغرس كشفت وجود ثغرات وخصوصا نقص التعاون والتنسيق بين الاجهزة ونقص الخبراء باللغات الاجنبية ولا سيما العربية واللجوء الى التجسس بدرجة غير كافية.
&يذكر ان هنري كيسنجر، احد اشهر دبلوماسيي القرن العشرين، حاز على جائزة نوبل للسلام في 1973 مع الفيتنامي الشمالي دوك ثو بعد مفاوضاتهما حول وقف لاطلاق النار.