اعترف مفتشو الامم المتحدة للاسلحة في العراق باستخدام معلومات من اجهزة استخبارات اجنبية بينما يتهمهم العراق بالتجسس لحساب الولايات المتحدة واسرائيل. ومن جهته اعتبر الرئيس العراقي صدام حسين ان مهام التفتيش تشكل فرصة لاثبات حسن نية بغداد.
وقال رئيس فرق التفتيش في العراق ديمتري بيريكوس ان "اجهزة الاستخبارات الوطنية تملك معلومات اكثر منا"، مؤكدا ان مهمات خبرائه "تجري بطريقة مناسبة". واضاف ان "الطريقة التي سيسلم فيها كل جهاز هذه المعلومات مرتبطة بكل دولة".
لكن بيريكوس اكد ان مهمات الخبراء تجري بطريقة "مناسبة". واضاف "نقوم بعملنا بطريقة مناسبة (..) ونقوم بعمل جيد". واكد دبلوماسي اوروبي اهمية الاتصالات بين بعثة الامم المتحدة واجهزة الاستخبارات. وقال هذا الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته ان "المفتشين لن يتمكنوا من العثور على ما اخفاه العراقيون اذا كان قد تبقى منه شئ، ما لم يكن بالصدفة او نتيجة ضربة حظ". واضاف ان الخبراء "بحاجة الى مدهم بالمعلومات".
وفي تصريح له بمناسبة عيد الفطر، قال الرئيس العراقي ان العراق سيتعاون مع المفتشين موضحا ان "الاساس هو ان نجنب شعبنا الاذى وسط حالة دولية (..) لذلك سنوفر لهم الفرصة"، في معرض رده على "الادعاءات التي تقول ان العراق ربما انتج اسلحة تدمير شامل خلال فترة غياب المفتشين" منذ 1998.
وأكد الرئيس العراقي، في اول تعليق له حول اعمال التفتيش التي استؤنفت الاسبوع الماضي ان "العراقيين صبورون ولكن العوامل التي تجعلهم يستحضرون ويستنفرون الصبر داخل نفوسهم لمهمة جماعية ولهدف عميق وعال هي التي كانت تنقص المراحل السابقة".
وبينما شهدت العلاقات بين العراق ومفتشي الامم المتحدة تدهورا بعد اسبوع من استئناف عمليات التفتيش، عبر نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان عن امله في وجود طرف ثالث لمراقبة المفتشين. وقال رمضان في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم ان العراق يفكر في ان يطلب من "مفتشين مستقلين" التحقق من المواقع التي زارها المفتشون. وقال رمضان "نعتقد ان عمل فريق التفتيش يجب ان يخضع لمراقبة كل وسائل الاعلام". واضاف ان "فريق المفتشين بنفسه يمنع الصحافيين من الذهاب الى المواقع التي يتم تفتيشها لذلك نفكر في دعوة مفتشين مستقلين ليشرفوا بانفسهم على المواقع التي يتم تفتيشها بعد رحيل الفريق". وتابع رمضان الذي كان يتحدث لصحافيين عرب ومراسل لهيئة الاذاعة البريطانية ان "المفتشين لم يأتوا للتحقق من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل بل ليوفروا ظروفا افضل ومعلومات ادق لعدوان قادم" ضد العراق.
وكان العراق اتهم الخبراء بالتجسس لحساب الولايات المتحدة التي اعلنت انها تريد ان تدرس بدقة الاعلان الذي يتوقع ان تصدره بغداد عن برامجها العسكرية. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز صرح لشبكة التلفزيون الاميركية "اي بي سي" مساء الاربعاء ان "الادارة الاميركية تستعد لشن حرب. ستكون معجزة اذا لم تقع الحرب". واكد عزيز "لا يوجد عندنا اسلحة دمار شامل. لا يوجد عندنا اسلحة كيميائية وبيولوجية او نووية".
واعتبر نائب الرئيس العراقي ان مفتشي الامم المتحدة "جواسيس يعملون لحساب 'سي.اي.ايه' والموساد" مؤكدا ان تصرفاتهم تهدف الى تسهيل حصول ضربة اميركية ضد العراق. وقال خلال لقاء مع وفد يضم رجال دين وبرلمانيين مصريين وعددا من المراسلين الاجانب ان "عملهم هو عمل تجسسي لخدمة سي آي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية) والموساد (جهاز المخابرات الاسرائيلي)" متسائلا "هل هذا ضمن قرارات مجلس الامن؟"
وقد بدأت السلطات العراقية تنتقد المفتشين علنا بعد زيارتهم الثلاثاء احد قصور الرئيس العراقي في بغداد وهي الاولى لموقع رئاسي منذ بدء عمليات التفتيش في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي حديث لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) قال رمضان ان العراق يفكر في طلب "مفتشين مستقلين" للتحقق من المواقع التي زارها المفتشون. وقال "نعتقد ان عمل فريق التفتيش يجب ان يخضع لمراقبة كل وسائل الاعلام".
واضاف ان "المفتشين لم يأتوا للتحقق من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل بل ليوفروا ظروفا افضل ومعلومات ادق لعدوان قادم" ضد العراق. واعتبر ان المعلومات التي يقدمها المفتشون ستتيح للاميركيين وحلفائهم البريطانيين شن هجمات موجهة بدقة. وقال "بدلا من ان يضربوا خمسين صاروخا سيضربون صاروخا واحدا في موقع يعرفون مكانه".
واتهم رمضان الرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووسائل الاعلام الاميركية "بقرع طبول الحرب". وقال ان "هذا يعطي الانطباع بان الاميركيين يأملون في هجوم وحسب المنطق الاميركي الحرب حتمية".
وفي بغداد، اعترف رئيس فرق المفتشين ديمتري بيريكوس بان الخبراء يستخدمون معلومات اجهزة استخبارات اجنبية. وقال ان "اجهزة الاستخبارات الوطنية تملك معلومات اكثر منا"، مؤكدا ان مهمات خبرائه "تجري بطريقة مناسبة".
من جهته، قال البيت الابيض انه سيحتاج الى الوقت لتحليل الاعلان الذي يفترض ان يقدمه العراق السبت مبدئيا حول برامج الاسلحة المحظورة التي يملكها ودعا الخبراء الى عمليات تفتيش صارمة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر "نعتقد وقلنا بوضوح ان العراقيين ما زالوا يمتلكون اسلحة للدمار الشامل بيولوجية وكيميائية". ورأى ان تسليم الاعلان العراقي سيكون مجرد "بداية العملية".
وكانت بغداد ذكرت ان اعلانها لن يتضمن اي اعتراف بامتلاك اسلحة للدمار الشامل بل سيعدد النشاطات النووية والبيولوجية والكيميائية والبالستية غير المحظورة التي جرت في غياب المفتشين من كانون الاول/دديسمبر 1998 الى تشرين الثاني/نوفمبر 2002.
واخيرا قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان "العراقييين يدلون بتصريحات تتناقض الواحدة مع الاخرى يوما بعد يوم وافضل شيء نفعله هو ان ننتظر لنرى ما سيكون في التصريح عندما نحصل عليه". وفي نيويورك (الامم المتحدة) قرر مجلس الامن الدولي مساء الاربعاء تمديد برنامج "النفط مقابل الغذاء" الذي يهدف الى التخفيف من معاناة شعب العراق الخاضع لحظر دولي، ستة اشهر وذلك قبل اقل من ست ساعات على انتهائه.
وبعد مشاورات صعبة، اعتمد المجلس بالاجماع القرار 1447 الذي ينص على تمديد البرنامج لمدته العادية. وينص هذا القرار ايضا على ان المجلس "قرر درس التعديلات الضرورية" على لائحة المواد التي يحظر على العراق استيرادها "كل ثلاثين يوما على ابعد حد".