&بغداد- جاك شارميلو: تقوم الامم المتحدة ومفتشوها بدور مركزي في تقويم حسن نوايا العراقيين بعد تسليم بغداد اعلانها بشأن ترسانتها العسكرية اليوم السبت غير ان نهاية هذه العملية تعود فعليا الى مدى تصميم الولايات المتحدة على ازاحة الرئيس لعراقي صدام حسين، كما يقول خبراء ودبلوماسيون في بغداد.
&ويؤكد هؤلاء انه بصرف النظر عن اللهجة الحربية للمسؤولين الاميركيين ضد الرئيس العراقي فان اعتبارات السياسة الداخلية واخرى ذات طابع اقتصادي علاوة على اعتبارات التوازن في منطقة نفطية استراتيجية هي التي ستحسم في النهاية الموقف الاميركي.
وتم تحديد مهمة خبراء الامم المتحدة بوضوح عبر سلسلة من القرارات الدولية تشكل نظاما معقدا بيد انه كامل ودقيق لعمليات التفتيش الهادفة الى التأكد من ان العراق لا يسعى الى حيازة اسلحة دمار شامل نووية وكيميائية وجرثومية.
&ويأتي التقرير العراقي الجديد الذي طلبه قرار مجلس الامن الاخير الصادر في 8 تشرين الثاني/نوفمبر من بغداد، لاستكمال المعلومات التي حصل عليها المفتشون في العراق خلال مهمتهم الاولى بين 1991 و1998. ويفترض ان يشتمل على معطيات جديدة بما في ذلك حول مواقع جديدة ينبغي زيارتها.
&وكما يؤكد المسؤولان الميدانيان عن عملية التفتيش اليوناني ديميتري باريكوس والفرنسي جاك بوت فان هذه العملية ستكون بطبعها بطيئة ويجب ان تتم في اطار من الاستقلالية التامة اذا كان يراد لها ان تكون ذات مصداقية.&وقال باريكوس "نحن لا نعمل لحساب الولايات المتحدة ولا بريطانيا".&وامام المفتشين الذين سيصبح عددهم مئة قريبا، عمل ضخم ليس فقط بسبب اتساع وضخامة مئات منشآت العراقية التي سيكون عليهم زيارتها بل ايضا بسبب انه سيكون عليهم تحليل المعطيات التي يقدمونها الى الامم المتحدة.
&ولا يتفق هذا البطء مع نفاد صبر الولايات المتحدة ازاء ما تسميه التهديد الذي يشكله الرئيس العراقي صدام حسين ورغبته في حيازة قدرات عسكرية هامة، على المنطقة والعالم.
&واكدت الولايات المتحدة مرارا في الاسابيع الاخيرة انه في حال اخلت الامم المتحدة بواجبها فان الولايات المتحدة ستتزعم تحالفا دوليا "لنزع اسلحة العراق".&وبالرغم من ان الهدف الاخر الذي اعلنته الادارة الاميركية والمتمثل في "تغيير النظام" اي التصفية السياسية على الاقل لصدام حسين لم يعد يجري التعبير عنه بشكل واضح فان واشنطن ابقت عمدا الغموض يكتنف ما تنوي القيام به في اخر المطاف.
&واعتبر دبلوماسيون في العراق، تماما مثل المسؤولين العراقيين، انه لا مجال للشك في رغبة واشنطن الحقيقية وقال احدهم "الامر في غاية البساطة. بوش يريد التخلص من صدام".&غير ان الدبلوماسيين يقرون بان القرار النهائي للرئيس الاميركي يتوقف على معادلة ليس العامل العراقي الاهم فيها.
&وعلى الرئيس الاميركي ان يتقدم الى انتخابات 2004 بافضل نتائج ممكنة. وحضور قوة احتلال اميركية في العراق معرضة للاخطار او تنصيب حكومة ضعيفة قد لا يكون في مصلحته.&كما ان تكلفة حرب قد تضطر الولايات المتحدة لتحمل جانب كبير من تكاليفها بمفردها سيكون لها اثر سلبي خاصة وان الاقتصاد الاميركي يمر بازمة ستزيدها ارتفاع اسعار النفط تفاقما.
&ويضيف الخبراء ان العنصر الغائب في المعادلة هو مسألة الاستقرار في المملكة السعودية الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة والمنظم لسوق النفط العالمي المتهمة هذه الايام بانها مصدر لتمويل الارهاب.&واعتبر الدبلوماسيون ان الخوف من اندلاع ازمة في السعودية يبدو احد العوامل التي تفسر نشر قوات اميركية تدربت منذ امد بعيد على السيطرة على حقول النفط في الخليج التي تعتبر ذات اهمية استراتيجية بالنسبة الى واشنطن.